الكثير من المتفائلين ببطولة إفريقية قوية ومحترمة، وأيضا من الذين رشحوا “الخضر” للعودة بالتاج القاري سحبوا تفاؤلهم وخاب ظنهم، بعد إعلان المدرب جمال بلماضي عن أسماء المسافرين إلى قطر من أجل التربص الأخير قبل البطولة الإفريقية، خاصة أن المدرب الذي حاول الدفاع عن نفسه في الندوة الصحفية التي عقدها، أول أمس، وتبرير خياراته سقط في تناقضات، أهمها أنه كان يقول بأن الذي لا يلعب مع ناديه، لن يجد له مكانا في المنتخب الوطني، إضافة إلى أن المدرب وضع حمل الهجوم وتسجيل الأهداف بالكامل على ظهر بغداد بونجاح، ولو قدّر الله وأصيب بغداد بونجاح أو أصيب بالعقم كما حدث له في آخر المباريات في كأس قطر ورابطة أبطال آسيا. سيكون الفريق الوطني معرضا للعب من دون مهاجم، وإقحام لاعب مثل سليماني فاقد للمنافسة سيكون استهزاء ب”الخضر”، وحتى لو كافح إسلام فإنه بدنيا لا يمكن المواصلة في دورة قد تصل فيها أعداد المباريات التي ينشطها رفقاء محرز إلى سبع مقابلات من دون احتساب الأوقات الإضافية الوارد حدوثها بعد دور المجموعات، هذا إن تحقق إنجاز كبير ببلوغ “الخضر” الدور نصف النهائي، واتهام بلماضي الجمهور الجزائري بناكر لجميل سليماني، سيعيدنا إلى السوسيال الذي جعل “الخضر” يتراجعون. فقدَ جمال بلماضي في “كان مصر” هدافين لامعين، أولهما صاحب الخبرة الكبيرة هلال سوداني المصاب وثانيهما سعيد بن رحمة، الذي شُفي من الإصابة، ولكن جمال بلماضي الذي لعب مع مانشستر سيتي عندما كان هذا الفريق في الدرجة الثانية الإنجليزية، رفض الاستعانة بسعيد بن رحمة المتألق في القسم الثاني الإنجليزي بأهدافه وتمريراته الحاسمة التي بلغت 28 مساهمة في أهداف فريقه، وهو مرشح للانتقال إلى الدوري الممتاز في إنجلترا في الميركاتو الصيفي القادم، كما أن عدم تواجد اللاعب بلفوضيل المصاب وهو من أحسن هدافي البوندسليغا وآخر وهو آندي ديلور، وهو أيضا أحد أحسن هدافي الدوري الفرنسي سيجعل من التهديف مهمة بأقدام بغداد بونجاح فقط وإلا سيكون الفشل للفريق الوطني. دعوة إسلام سليماني هو خدمة جليلة للاعب الذي سيبلغ في موعد الدورة الواحدة والثلاثين من العمر، فاللاعب الذي عانى منذ أن غادر سبورتينغ لشبونة مع ثلاثة أندية منها اثنان في إنجلترا وفريق في تركيا، جميعهم لم يقتنعوا بمستواه، سيجد نفسه بسبب مشاركته في أمم إفريقيا قادرا على تسويق نفسه، ولو في دول الخليج العربي أو تركيا، حيث طلبه فريق باشاك شهير اسطنبول الفريق الذي تواجد هذا الموسم في المركز الثاني خلف غالاتسراي والذي سيلعب مباراة السد من أجل التأهل لدور المجموعات لرابطة أبطال أوربا، وما عدا ذلك فإن أول المتحمسين لسليماني لا يؤمنون بإمكانية تألقه إن لعب طبعا. وإذا كان مركز حارس مرمى لم يثر الجدل في غياب حراس كبار أصلا، فإن السؤال في الدفاع هو عن الطريقة التي سيلعب بها المدرب، وقد يكون منح الجهة اليمنى ليوسف عطال واليسري لمحمد فارس، أما في المحور فنشكّ إن كان جمال بلماضي قد استقر عن الثنائي في وجود بن سبعيني وحليش وماندي وطاهرات. مشكلة خط الوسط حيّرت الجميع وبدا توجيه الدعوة لعدلان قديورة أشبه بتكريم للاعب في آخر مشواره، لأن عدلان الذي كان ضمن الفريق المشارك في مونديال جنوب إفريقيا 2010، لم يقنع في ذلك الوقت وكان في الرابعة والعشرين من العمر، فما بالك أن يُقنع الآن. وواضح بأن خط الوسط سيكون ذو نزعة دفاعية في وجود الخماسي بن ناصر وبوداوي وعبيد وقديورة وبلقبلة، الذين لم يسجلوا مجتمعين، أي هدف في الموسم المنقضي، وباستثناء سفيان فيغولي فإن البقية لم يقنعوا في أدائهم الهجومي، ومحتمل أن يضم المدرب جمال بلماضي، لخط الوسط اللاعب ياسين براهميمي ويترك الجناح الأيسر لآدم وناس أو يوسف بلايلي. كل المبررات التي قدمها جمال بلماضي في ندوته الصحفية عن خياراته ودافع عنها، بدت غير مقنعة، والمدرب الذي قال بأنه يتحمل مسؤولياته ومازال مصرّا على أنه سيذهب إلى القاهرة من أجل الفوز في أي مباراة يلعبها مهما كان اسم وقوة المنافس، غامر هذه المرة وربما وجد نفسه تحت تأثير بلاتوهات التحليل التي ظل ينتقدها ولكنه يستمع إليها وربما يطبق وجهات نظرها، وهي على مدار أشهر تنتقد بن طالب وتايدر وبلفوضيل وهني، فاستجاب لضغظ البلاتوهات؟!. ب.ع