تسببت شركة النقل الجامعي طحكوت المملوكة لرجل الأعمال محي الدين طحكوت، الإثنين، في شلل واسع لحركة النقل الجامعي عبر مختلف الولايات خاصة العاصمة والبليدة والعفرون وسطيفوتلمسان ووهران، بعد منعها سائقيها من مغادرة حظائر الحافلات. قرار إدارة شركة طحكوت، جاء بعد إيداع قاضي التحقيق بمحكمة سيدي محمد القاضي رجل الأعمال محي الدين طحكوت وأفراد من عائلته رهن الحبس المؤقت في إطار التحقيق الجاري بخصوص تورطه في قضايا فساد. وغابت حافلات نقل الطلبة عن المحطات، في بن عكنون والأبيار وتافورة وباب الزوار وهو الشأن ذاته في جميع أنحاء العاصمة والولايات التي يستحوذ فيها طحكوت على خدمة النقل الجامعي. وتم صباح الإثنين، إيداع رجل الأعمال المعروف محي الدين طحكوت ونجله “بلال”، الحبس المؤقت بأمر من قاضي التحقيق لدى محكمة سيدي امحمد، وذلك على خلفية قضايا متعلقة بالفساد، كما تم إيداع شقيقيه رشيد وحميد الحبس المؤقت في نفس القضية. ويتابع طحكوت وعدد من أفراد عائلته في قضايا الاستفادة غير المستحقة من امتيازات منحت له من طرف إطارات بالديوان الوطني للخدمات الجامعية ووزارة النقل في القضية المتعلقة بالخدمات الجامعية، ومن طرف إطارات بوزارة الصناعة والوكالة الوطنية لترقية الاستثمار في القضية المتعلقة بشركة (سيما موتورز) التي يملكها، حيث مثل رفقته أمام المحكمة عدد من الإطارات العاملة في هذه الهيئات. العمال: لسنا في إضراب ونؤيد قرارات محكمة الشعب واتهم سائقو حافلات نقل الطلبة التابعون لمجمع طحكوت، إدارة شركة النقل الجامعي بمنعهم من مغادرة حظائر الحافلات، متسببة في شل واسع لحركة النقل الجامعي عبر مختلف الولايات وهو ما لم تحرك بشأنه وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، رغم مخالفة المتعامل الاقتصادي في النقل الجامعي طحكوت بدفتر شروط الذي يمنعه من توقيف الحافلات بشكل مفاجأ ودون سابق إنذار. ونشر عشرات السائقين في شركة طحكوت، صورا من داخل حظيرة الحافلات يؤكدون بأن “الأمر لا يتعلق بإضراب عمالي كما يتم الترويج له، وإنما بقرارات فوقية من داخل إدارة الشركة التي منعت مغادرة الحظيرة”. وتداولت مواقع التواصل الإجتماعي صورا لسائقين من حظيرة طحكوت في ولاية سطيف وهم يحملون لافتات وشعارات كتب فيها: “نحن عمال طحكوت ضد العصابة” و”نحن من الحراك الشعبي” و”لسنا في إضراب”، للتأكيد على رفضهم لقرار الإدارة بتوقيف النقل الجامعي اليوم. ونشرت الصفحة الرسمية لنقابة المجلس الوطني لأساتذة التعليم العالي، رسالة لسائق فرع ولاية سطيف جاء فيها: “نحن عمال مجمع طحكوت من ولاية سطيف نحن لسنا متضامنين مع المدعو طحكوت وردتنا تعليمات فوقية بمنع مغادرة كل الحافلات وكما أغلقوا باب المستودع ونحن مع الحراك ومع قرارات محكمة الشعب”. الطلابي الحر يطالب بحل عاجل من جهته، استنكر الأمين العام للإتحاد العام الطلابي الحر، صلاح الدين دواجي، من قرار سائقي حافلات مجمع طحكوت الذي يستحوذ على خدمة النقل الجامعي بمعظم الولايات الدخول في إضراب عن العمل، احتجاجا على قرار إيداعه الحبس المؤقت. وفي منشور على صفحته الرسمية عبر موقع “الفايسبوك”، قال دواجي: “لطالما حذر الاتحاد العام الطلابي الحر من خطورة الصفقات المشبوهة في قطاع الخدمات الجامعية وخصوصا ملف النقل الجامعي الذي أصبح محتكرا من قبل بارونات شكلت ثروة طائلة على حساب أموال الطلبة وهاهي العدالة تتحرك وتفتح تحقيقا واسعا فيما تم الإشارة إليه سابقا وإحالة كل المتورطين في تبديد المال العام و محاسبته، وبعد الفرحة العارمة والإشادة الكبيرة من قبل جموع الطلبة حول الخطوات التي باشرتها العدالة الجزائرية، تفاجأ الطلبة بانعدام النقل الجامعي المحتكر من قبل البارون المودع في السجن والذي عمد على توقيفه في كل من الجزائر العاصمة، تلمسان، سطيف، قسنطينة، بومرداس، المدية، البليدة والعفرون”. وكتب صلاح الدين دواجي “إن ما قام به هذا المتعامل تعدي صارخ لقوانين الجمهورية، ولي للذراع من خلال جعل الطلبة رهائن، خصوصا ما تعيشه الجامعة من تأخر في الموسم الجامعي وإقبالهم على فترة الامتحانات، وعليه فإن الاتحاد العام الطلابي الحر يطالب السلطات العليا للبلاد بالتدخل العاجل وإيجاد البدائل لتوفير النقل الجامعي، كما نطالب الديوان الوطني للخدمات الجامعية إلى إلغاء كل الصفقات غير المستحقة المبرمة مع هذا المتعامل خصوصا بعد أن تمادى في عدم احترامه لبنود الصفقة المتعلقة بديمومة الخدمة مهما كانت الظروف”. تأجيل الامتحانات ببعض الكليات واضطر عمداء كليات، وبعض رؤساء الجامعات في الولايات لتأجيل امتحانات كانت مبرمجة اليوم إلى وقت لاحق، بسبب عدم تمكن الطلبة من الالتحاق بمدرجات الجامعة في غياب النقل الجامعي. وأعلن معهد الحقوق والعلوم السياسية بالمركز الجامعي مرسلي عبد الله بولاية تيبازة، عن تأجيل الامتحانات التي كانت مقررة اليوم الإثنين 10 جوان. وجاء في إعلان للمركز الجامعي، أنه تم تأجيل الامتحانات إلى تاريخ 20 جوان وفق نفس الترتيب والتوزيع المعلن عنه سابقا.