علمت "الشروق" من مصادر متتبعة للشأن السياسي بمنطقة القبائل أن 42 رئيس بلدية سابق وحالي بتيزي وزو قرروا خوض غمار المحليات المقبلة، وهذا في محاولة منهم للعودة للمجالس البلدية التي غادروها سواء بعد نهاية العهدة أو تمرد رفقاء النضال وصعوبات في التسيير دون نسيان المتابعات القضائية التي قادت الكثير منهم للمحاكم. وتشير المعلومات الأولية التي تحوز عليها "الشروق" بأن الأميار السابقين يتواجدون مؤخرا في سباق ضد الساعة لإقناع أحزابهم بإدراجهم في صدارة القوائم، فيما فضل بعض المغضوب عليهم من طرف قيادة الأحزاب، البحث عن تشكيلات سياسية أخرى خاصة الأحزاب الجديدة منها لتمكينهم من تصدر القوائم والدخول بها لمعترك المحليات. وحسب مصادر متطابقة فإن رؤساء البلديات السابقين المنضوين تحت لواء حزب جبهة التحرير الوطني والتجمع الوطني الديمقراطي والارسيدي والأفافاس هم الأكثر إلحاحا على العودة بالرغم من المنافسة القوية التي فرضتها وجوه جديدة تريد دخول المجالس البلدية تحت غطاء التشبيب والتغيير الجذري للوجوه القديمة. ولا تستبعد بعض المصادر حدوث انسلاخ كبير للأميار القدامى وهروبهم الى تشكيلات سياسية بديلة في حال رفض أحزابهم ترشيحهم على رأس القوائم وهو حلم يراود رؤساء البلديات الحاليين الذين قررت الغالبية الساحقة منهم تكرار التجربة من جديد يوم 29 نوفمبر القادم. ويجب الإشارة إلى ظهور فئات أخرى على الساحة السياسية المحلية كموظفي البلديات والدوائر وحتى الصناعيين والتجار، رجال الأعمال وغيرهم ممن يرغبون في دخول السباق بقوائم حرة أو تحت غطاء تشكيلات حزبية مختلفة. وهذا بعد أن ظلت فئة المعلمين والأساتذة مسيطرة على المشهد الانتخابي المحلي منذ سنوات طويلة، وأصبح لا ينظر إلى هذه الفئة بعين الرضى بعد فشلها في الانتقال الناجح من أقسام التعليم الى ميدان التسيير والتنمية المحلية ومعالجة قضايا البطالة والسكن الذي يمر بأسوإ حالاته في المدة الأخيرة وعبر جميع البلديات تقريبا. وبالنظر إلى التجارب الفاشلة لأغلبية الأميار القدامى فإن المواطنين لا يرغبون في عودتهم من جديد، وهم متخوفون من الوجوه الجديدة التي تفتقد لأفكار ميدانية واقعية لتحريك التنمية المحلية ومعالجة الاختلالات الاجتماعية والاقتصادية المطروحة على مستوى البلديات. وتعالت الأصوات المنادية برجال قادرين على الاستجابة لمطالب المواطن والتخلص من عقدة التحزب وتصفية الحسابات والزعامة الوهمية، لأن المواطن اليوم بحاجة اليوم لرجال ميدان وليس لمناضلين في أحزاب، يستغلون الشعب للوصول لمناصب معينة.