اشتدت محنة الماء وانتقلت عدوى "العطش" بجل بلديات البليدة وأحيائها، وأضحت تعيش على إيقاع الانقطاع الحادة والمتكررة منذ شهر رمضان الفارط، جفت الحنفيات ووجد المواطنون أنفسهم أمام حل وحيد هو البحث الذاتي عن الماء رغم الوعود بالمستقبل الكبير لولاية البليدة وحظها الوافر من الموارد المائية. غضب شعبي لمسناه لدى المواطنين عبر كامل إقليم الولاية بسبب أزمة الماء، وقال عارفون بالشأن المحلي إن معضلة المياه هذه السنة لم يسبق للمنطقة أن مرت بمثلها، فلم تخل بلدية من بلديات البليدة ال25 من المشكل، فبوادي جر لم يتحمل السكان وزر حرمانهم لأيام ودون مبررات من هذه المادة الحيوية، ما دفع الأسر إلى الخروج منذ ساعات الصباح الأولى، للبحث عن الماء في أحياء لم يشملها الانقطاع، ونحو الآبار بمنطقة الدرايعية عير مبالين بمخاطرها الصحية. وبسيدي المدني اكبر الأحياء ببلدية الشفة واللصيق بوادي "الشفاء" وصف مواطنون أزمة الماء التي تعصف بهم لأزيد من أسبوع ب"المقلقة"، أما جنوبا وببلدية عين الرمانة استهجن عارفون بالوضع موقف الجهة المخول لها تسيير المياه والتي اتخذت موقف المتفرج إزاء مشكل التسربات التي صارت تغرق الأحياء دون أن تتدخل لوقف الهدر اليومي، ما حرم عديد العائلات من أن تصل المياه حنفياتها في وقت لا تتوانى بالمطالبة بسداد الفواتير. بني تامو شمالا ليست أحسن حالا من باقي مدن البليدة، وجاء في رسالة رفعها سكان الحي الجديد بالزاوية إلى المير بعنوان "الماء ..الماء .. يا شيخ البلدية" تحوز الشروق نسخة عنها، "إننا نتألم حقا من الجفاف" وكشف المتضررون أن الفوضى الحاصلة في التوزيع تقف وراء معضلة المياه، إلى وسط البليدة العتيقة وببلاصة النصارى ازدادت محنة أرباب الأسر في البحث عن قطرات مياه، أما سكان حي فتال فهددوا بما سموه "ثورة العطش" حيث تشهد الأزقة حركية دؤوبة لصهاريج المياه التي بلغت أسعارها ال1000دج، وإلى بوينان شرقا أكد مواطنون في اتصال بالشروق أن حنفياتهم شحت ل4 أيام متتالية، لتنفرج الأزمة بزيارة وزير الموارد المائية الأخيرة لتدشين مقر جديد لوكالة تابعة لمؤسسة الجزائرية للمياه. المتضررون على مستوى ولاية البليدة من محنة العطش قالوا انه مهما كانت تبريرات انقطاع المياه المتكررة عنهم فهي غير مقبولة مطالبين بحلول جذرية، منبهين أنهم ملوا زيف الخطاب الرسمي للمسؤولين والانجازات الورقية.