يواصل قطاع العدالة بولاية تلمسان، تحريك الملفات الرّاكدة، موجها ضربة قوية للبارونات الذين عاثوا في الولاية فسادا على مدار السنوات الماضية، ويبقى قطاع العقار والتعدي على ملكيات عمومية وخاصة أبرز الملفات التي تفتحها محكمة تلمسان. ومن أبرزها موضوع نهب العقار الغابي، عبر بلديات هنين والغزوات ومرسى بن مهيدي الساحلية، ومغنية والسواحلية، أين تمكنت العدالة من تحديد هويات 10 عقول مدبرة وبارونات عقار، يكونون قد استغلوا وساطات في مختلف الإدارات للاستيلاء على مساحات غابية شاسعة تتجاوز 100 هكتار، وهم البارونات الذين قاموا منذ سنة 2015 بقطع مئات الأشجار وتحويل طبيعة عشرات الهكتارات من الأراضي الغابية، التي باتت حاليا تضم فيلاّت فخمة، بعضها مقابل لشاطئ البحر، واستغل بارونات العقار تواطؤا من البلدية إلى موظفي الدائرة، إضافة إلى موظفين في المحافظات العقارية ومديريتي أملاك ومسح الأراضي ليقوموا بارتكاب عدّة جرائم من التزوير واستعمال المزور والاعتداء على أراض غابية، والبناء من دون رخصة، وسوء إستغلال الوظيفة وقبول مزايا غير مستحقة (رشاوى)، ومن بين أبرز المتورطين أحد رؤساء بلدية هنين الساحلية الذي قام في عهدته بمنح عشرات شهادات الحيازة لبارونات العقار في أماكن مقابلة للبحر، وجنت هذه العصابات مئات الملايير، حيث أن سعر بعض الفيلات بمرسى بن مهيدي مثلا بلغ الخمسة ملايير سنتيم. وقامت العدالة بسحب جوازات سفر عدد من الواردة أسماءهم في التحقيقات، لضمان بقائهم داخل التراب الوطني إلى غاية نهاية التحقيقات، المنتظر أن تعصف بعدّة رؤوس.