دعا مجمع البحوث الإسلامية أعلى جهة علمية في الأزهر بعد اجتماعات عاصفة امتدت منذ الخميس الماضي وحتى أمس، إلى مصادرة كتاب مفتي مصر الدكتور علي جمعة لاحتوائه على فتوى تجيز التبرك ببول الرسول "صلى الله عليه وسلم"، وذلك منعاً لإثارة البلبلة. وطالب المجمع كما جاء بجريدة "الوطن" السعودية بسحب كتاب المفتي من السوق ووقف تداوله. وأصر في اجتماعه برئاسة شيخ الأزهر الدكتور محمد سيد طنطاوي على استمرار وقف صاحب فتوى "إرضاع المرأة لزميلها في العمل"، رئيس قسم الحديث بجامعة الأزهر الدكتور عزت عطية عن العمل لحين الانتهاء من التحقيقات التي تجرى معه حالياً بمعرفة جامعة الأزهر، مع التشديد على رفض كل الفتاوى غير الصحيحة التي تثير القلق، ومنها فتوى "إرضاع الكبير"، و"التبرك ببول الرسول صلى الله عليه وسلم". يذكر أن وزير الأوقاف المصري هاجم الفتوى التي تحدثت عن "شرب بول الرسول"، معتبراً إياها "إساءة واضحة للنبي صاحب الدعوة، الذي كان نقياً في كل شيء". وقد دافع مفتي مصر الدكتور علي جمعة عن فتواه، التي أثارت جدلاً واسعاً، وقال في تصريحات صحافية إن الأساس في فتوى تبرك الصحابة ب"بول" الرسول هو أن كل جسد النبي، في ظاهره وباطنه، طاهر وليس فيه أي شيء يتأفف أحد منه، فكان عرقه عليه السلام أطيب من ريح المسك وكانت أم حِرام تجمع هذا العرق وتوزعه على أهل المدينة. وأضاف جمعة: "فكل شيء في النبي صلى الله عليه وسلم طاهر بما في ذلك فضلاته"، وفي حديث سهيل بن عمرو في صلح الحديبية قال: "والله دخلت على كسرى وقيصر فلم أجد مثل أصحاب محمد وهم يعظمون محمدا فما تفل تفلة إلا ابتدرها أحدهم ليمسح بها وجهه". وحينما أعطى النبي صلى الله عليه وسلم لعبدالله بن الزبير شيئا من دمه بعد الحجامة فقال له الرسول صلى الله عليه وسلم أدفنه، فرجع فرأى النبي عليه شيئا فقال له أين دفنته، قال في قرار مكين فقال له الرسول صلى الله عليه وسلم "أراك شربته ويل للناس منك وويل لك من الناس بطنك لا تجرجر في النار" واستطرد جمعة قائلا: فأخذ العلماء من هذا ومنهم الإمام ابن حجر العسقلاني والبيهقي والدارقطني والهيثمي حكما بأن كل جسد النبي صلى الله عليه وسلم طاهر في ظاهره وباطنه، وعلى ذلك جماهير العلماء.