يتطلع سكان ولاية أدرار، وخاصة الولاية المنتدبة الحدودية برج باجي مختار ودائرة رقان، بشغف كبير إلى الإجراءات الجديدة التي أقرتها الحكومة، والمتعلقة بإعادة بعث برنامج إنشاء مدن جديدة تضم تجمعات سكنية وأنشطة فلاحية على امتداد الطرقات التي تعبر مناطقهم، حيث ينتظرون مباشرة تجسيد مشاريع المدن الجديدة، التي خصصتها الدولة في إطار البرامج التنموية لتنمية المناطق الجنوبية، وتتمثل في إنشاء مدن فلاحية بالنقطتين الكيلومتريتين 200 و400، بين مديني رقان وبرج باجي مختار، اللتين تفصلهما صحراء تنزروفت الموحشة. ومن شأن المشروع في حال تجسيده، أن يبدد جزءا كبيرا من المخاطر والوحشة، عن سالكي ذلك المقطع من طريق “الوحدة الإفريقية”، الذي لا زالت أشغاله تراوح مكانها على مستوى المنطقة المذكورة، التي يتسم الطريق الذي يعبرها بالاهتراء والتدهور التام وغياب الخدمات، وعلى رأسها التغطية الهاتفية، ما يجعل سالكيه عرضة للتيه وسط الصحراء، وحوادث الاصطدام والانحراف، وقت هبوب العواصف الرملية التي تحجب الرؤية. ويتضمن المشروع الذي تتطلع الساكنة إلى تجسيده، تثمين الطبيعة الاستراتيجية للطريق المذكور، عبر إنشاء مدن فلاحية وإعمارها بمجمعات سكنية، عن طريق إنشاء تحصيصات لبناء سكنات فردية، وتمكين الراغبين في الاستقرار بالمنطقة، من معونات البناء الريفي، إلى جانب حفر آبار رعوية لتوفير المياه لمربي المواشي، وسقي المستصلحات الفلاحية، التي ستخصص للشباب، وبهذا ستكون هذه تجمعات نقاط راحة لمستعملي الطريق، فضلا عن كونها ستساهم في تثبيت السكان والحد من ظاهرة النزوح نحو التجمعات الكبرى. وحسب بعض المصادر، فإن السلطات المحلية تخلت في وقت سابق، عن هذا البرنامج نظرا لما يكلفه من أموال باهظة، رغم ما سينتج عنه من توفير للحياة الكريمة للمواطنين القاطنين في تلك المناطق، وتمكينهم مرافق صحية وتربوية وتهيئة حضرية، مقابل التخلي عن المشروع، جرى تشجيع سكان تلك المناطق على النزوح إلى مدينة رقان، عبر منحهم قطع أراض للبناء الريفي بتلك المدينة. في حين بقيت الأوعية المخصصة للاستصلاح الفلاحي وتشييد السكنات مهملة، إلى غاية اليوم. وأعرب الشباب المستفيد من برامج الاستصلاح، التي جرى التخلي عنها، عن استيائه من الوضع، مطالبين السلطات المركزية، ببعث تلك المشاريع الطموحة، وتمكينهم من العقارات الموجهة لفائدتهم. ويتطلع عموم سكان الولاية، إلى بذل مزيد من الجهود لفك العزلة، عن الجماعات المحلية مترامية الأطراف، ومتباعدة المسافات، من خلال إنشاء مدن جديدة عبر المحاور غير المأهولة التي تربط بينها، على غرار محور أدرار – أولف شرقا على مسافة 180 كلم، ومحور تينركوك – البنود بولاية البيض شمالا. ومحور تسابيت – تندوف عبر صحراء الشناشن غربا، وهو ما من شأنه الإسهام بشكل فعال ومباشر في فك العزلة، واستحداث أنشطة فلاحية، واعدة بهذه الفضاءات الخصبة، بما يحقق وثبة لتنمية اقتصادية خضراء مستديمة تحقق النجاعة الاقتصادية محليا ووطنيا.