اشتكى الشباب البطال الذين استفادوا من عقود الامتياز الفلاحي والسكنات الريفية PK200 في منطقة تنزروفت بأدرار، وذلك ضمن البرنامج الخماسي 2010/2014 حصة 67/500 لإنشاء منطقة عمرانية بالمنطقة النائية، اشتكوا من مصير غامض يواجه مستقبلهم، بعد تنصل الجهات المعنية من التزاماتها تجاههم. المعنيون أوضحوا أثناء حديثهم مع “الشروق” أن البرنامج تمت تزكيته والموافقة عليه منذ سنة 2012، في إطار إنشاء مستصلحات فلاحية لصالح الشباب البطال ومنحهم سكنا ريفيا، لإنشاء قرى فلاحية وتثبيت الساكنة في الجهة، لتصبح نقطة راحة وعبور للمارين عبر طريق الوئام إلى الولاية المنتدبة برج باجي مختار، حيث تم في إطار تجسيد هذا المسعى حفر آبار ارتوازية لتوفير المياه، إذ كلفت خزينة الدولة ميزانية باهظة، إلا أن المصالح المعنية حاولت إلغاء المشروع نهائيا كون المنطقة بعيدة، وتكلف مصالح بلدية رقان التزامات تتعلق بالتهيئة الحضرية، وتوفير المرافق الضرورية لهؤلاء المواطنين. حولت السلطات المحلية في رقان، حصص البطالين من السكنات الريفية إلى مقر البلدية، إذ تمت تسوية الوضعية في الشق المتعلق بالسكن، وذلك بعد المراسلات العديدة والضغط على السلطات الولائية، فيما تم رفض الاستجابة لمطالب البطالين، بحقهم في استكمال المستصلحات الفلاحية بتنزروفت، معللة بأن الأمر من اختصاص المصالح الفلاحية للولاية. أوضح مدير المصالح الفلاحية في اتصال مع “الشروق”، أن التجزئات والمستصلحات الفلاحية الصغرى من اختصاص البلديات، التي لها صلاحية توزيع الأراضي الفلاحية، من 5 هكتارات إلى 20 هكتارا، بينما تشرف إدارته على توزيع وتقسيم الاستثمارات الكبرى في إطار عقود الامتياز، مشيرا أنه أعطى مهلة محددة بثلاثة أشهر، سيسحب بعد انتهائها الأراضي من الشباب ويقوم بمنحها للمستثمرين الكبار، مؤكدا أن الدولة صرفت أموالا كبيرة لتهيئة تلك المنطقة، ليتحول البطالون إلى كرة تتقاذفها المديرية والبلدية، رغم محضر المداولات الموجود لدى المصالح المعنية تثبت أحقيتهم في الاستفادة من ذلك، البطالون أكدوا عدم تنازلهم عن حقهم المشروع، مبدين رغبتهم الملحة في الاستثمار الفلاحي، في حال وجود إرادة فعلية لمعالجة الملف الذي شهد تعقيدات كبيرة منذ سنوات دون حل، فيما تستمر معاناتهم من جحيم البطالة إلى أجل غير معلوم.