لم يخيب المنتخب الوطني الجزائري آمال الجمهور الجزائري عندما وقف الند للند في وجه المنتخب الأرجنتيني المدجج بألمع نجومه على غرار ميسي تيفيز آيالا وكرسبو، الخضر أدوا مباراة رجولية ولعبوا بإرادة قوية فاجأت أصحاب الزي الأزرق والأبيض الذين لم يجدوا حلولا كثيرة، خاصة في الشوط الأول رغم أنهم افتتحوا باب التسجيل في الدقيقة الأولى من المباراة بفضل ضربة جزاء. انضباط لاعبي المنتخب الجزائري فوق الميدان وإصرارهم على رفع التحدي جعلهم يتفوقون على منافسهم في الكرات العالية بفضل دفاع محصن ومتماسك متشكل من الثلاثي عنتر يحي، بوقرة ومنيري في وسط الدفاع وبوزيد كظهير أيمن وزرابي كظهير أيسر فيما لعب منصوري كوسط ميدان استرجاع، بينما بلحاج فأوكلت له مهمة الربط بين الدفاع والهجوم على مستوى الرواق الأيسر، نفس المهمة تولاها شاذلي، لكن في الرواق الأيمن، أما زياني فلعب كصانع ألعاب، بينما دهام فقد لعب في الهجوم، خطة 5 - 4 - 1 التي اعتمدها كفالي أعاقت حركة مهاجمي منتخب الأرجنتين بالنظر إلى الرقابة اللصيقة التي فرضها مدافعو الخضر على مهاجمي رفقاء ميسي. بلحاج مفتاح خطة كفالي المنتخب الوطني الجزائري الذي تلقى هدفا مبكرا في الشوط الأول لم يتأثر بهذا الهدف وخرج من قوقعته بفضل تحرك جماعي للاعبين الذين كانوا منضبطين جدا ومصممين على التعادل وهو ما حدث فعلا في الدقيقة 11 بفضل رأسية عنتر يحي بعد ركنية مليمترية من المايسترو نذير بلحاج، اللاعب الجديد لنادي أولمبيك ليون شكل لوحده السم القاتل لمنتخب الأرجنتين بفضل سرعته وذكائه في اللعب، بلحاج كان وراء تنفيذ جميع الكرات الثابتة للمنتخب الجزائري، أين كانت فتحاته في كل مرة تشكل خطورة كبيرة على دفاع الأرجنتين وهو ما تأكد في الدقيقة 43 أين نفذ مخالفة مصوبة كما ينبغي فاجأت دفاع الأرجنتين والحارس وهو ما استغله منيري ليضيف الهدف الثاني وسط دهشة أنصار المنتخب الأرجنتيني. في الشوط الثاني ورغم العودة القوية للمنافس الذي سجل 3 أهداف كاملة في مرمى حجاوي إلى أن براعة بلحاج كانت حاسمة أين استطاع تسجيل الهدف الثالث بفضل مخالفة مباشرة عودة منيري ومنصوري أعادت الاستقرار من شاهد مباراة الرأس الأخضر ضد الجزائر التي لعبت يوم السبت الفارط يكون قد تفاجأ للمردود الهزيل للمنتخب الجزائري الذي كان بعيدا عن مستواه تماما وارتكب هفوات كثيرة كادت تكلفة غاليا، كما أن الطريقة المنتهجة كانت عشوائية ومبهمة، لكن العرض المقدم ليلة الثلاثاء بملعب نوكامب برشلونة ضد المنتخب الأرجنتيني كان مغايرا تماما بحيث أن المنتخب الجزائري وبفضل عودة منيري ومنصوري استرجع توازنه وتمكن من تقديم أفضل مردود له منذ تولي المدرب الفرنسي جون ميشال كفالي العارضة الفنية لمنتخبنا الوطني في ماي من سنة 2006، المستوى الذي ظهر به اللاعبون من شأنه أن يمنحهم ثقة أكبر ويحفزهم لبلوغ الهدف الرئيسي المتمثل في اقتطاع تذكرة المشاركة في كأس أمم افريقيا 2008 بغانا وتبقى الفرصة مواتية أمام رفقاء زياني للظفر بهذه التذكرة يوم 16 جوان بملعب 5 جويلية إذا تمكنوا من الفوز على منتخب غينيا. كفالي"ليس لي أي مشكل مع زياني" قال المدرب كفالي عقب المباراة ان ل امشكل بينه وبين اللاعب زياني عقب الملاسنات التي نشبت بين الطرفين حينما قام بإبداله في الشوط الثاني. ورفض كفالي الخوض في القضية وتهرب بالجواب عن أسئلة أخرى تخص النتيجة والأداء قائلا" أنا راض على ما قدمه اللاعبون، والمهم الآن التفكير في مواجهة غينيا ووضع هذا اللقاء في طي النسيان". وكانت تصريحات كفالي كلها تصب في تحية اللاعبين على المجهودات كما تفادى الحديث عن أمور تتعلق بتهميش اللاعبين المحليين. بلحاج " نسعى لاستعادة امجاد الكرة الجزائرية" قال بلحاج بانه سعيد بالأداء الذي قدمه رغم التباين في المستوى، وأكد بان الكرة الجزائرية ستعود إلى سالف عهدها، مشرا الى ان ميسي ساسهم كثيرا في الفوز الذي حققه منخب بلاده. وقال "ميسي لاعب ممتاز واعتقد بأنه صنع الفارق، بالنسبة لنا يبقى المهم حاليا هو التأهل لكاس إفريقيا للأمم". عنتر يحي" الهدف الأول أربكنا وهجوم الارجنيتن قوي جدا" أكد موقع الهدف الأول للمنتخب الوطني ان وقوف المنتخب الجزائري الند للند لنظيره الارجنتيني يؤكد بان المنتخب يسير في الطريق الصحيح لاستعادة هيبته. وتحدث عن المباراة مشيرا الى أن الهدف الأول أربك كثيرا زملاءه، مؤكدا بان ميسي ظاهرة كروية ولم يكن لوحدة متألقا وان نقطة قوة المنتخب الارجنتيني هي خط الهجوم. وتابع يقول " بعدما حققنا هدف الأول واستعدنا توازننا، وكان بامكاننا تحقيق فوز صريح لولا بعض الأمور". دون أن يوضح ما كان يقصد. 20 ألف مناصر جزائري حضر المباراة حضر المباراة حوالي 20 الف متفرج جزائري قدموا اغلبهم من فرنسا بالإضافة إلى الجالية الجزائرية المقيمة هناك وصنعوا الفرجة في مدينة برشلونة منذ صبيحة المباراة والى ما بعد اللقاء. تذمر جماهيري لعدم عزف نشيد البلدين ابدت الجماهير الحاضرة تذمرا من عدم عزف النشيد الوطني للبلدين، خاصة من جانب الجزائريينن الذين كانوا يرتقبون عزف النشيد لرفع الريات الوطنية وتاكيد تلاحم وتميز الجزائريين. "الفيميجان" في نو كامب رغم الرقابة الامنية الشديدة على مشارف ملعب "نو كامب" الا ان الجمهور الجزائري تمكن مرة اخرى من اقحام الالعاب النارية الى مدرجات ، وتم اشعالها عقب تسجيل "الخضر" للهدف الاول من عنتر يحي. مناصر يكتسح الميدان في الشوط الثاني تمكن احد المناصرين من اكتساح أرضية الميدان حاملا الراية الوطنية، لكن يبدو ان المنظمين كانوا حرصين جيدا حيث تم القبض عليه، بعد ان احتاطوا لاي طارئ. زرابي أزعج تيفيز فرض الظهير الأيسر عبد الرؤوف زرابي مراقبة لصيقة على النجم تيفيز، مراقبة لصيقة مع الاعتماد على التدخلات الخشنة لترهيبه، لكن هذا الأخير لم يجد ما يعمله حيث تصرف بطريقة لا أخلاقية حينما رفض مصافحة القائد منصوري مع نهاية الشوط الأول. بوزيد نقطة الضعف كان المدافع محمد بوزيد نقطة الضعف في تشكيلة المنتخب، بعد ان اقحمه المدرب كفالي كظهير ايمن للمرة الثانية بعد مواجهة الذهاب ضد الراس الاخضر، وارتكب بوزيد عدة اخطاء جاءت منها ثلاثة اهداف. ويلقى باللائمة عل المدرب كفالي الذي فضل وضع كل من حسني وربيع مفتاح مقاعد الاحتياط، ولم يقحمهما ولو كبديلين لوقت كاف للبرهنة على إمكاناتهما في مثل هذه المواعيد. للإشارة فان حسني عوض بوزيد قبيل نهاية المباراة بدقائق معدودة. العناصر المحلية متذمرة أبدت العناصر المحلية تذمرها من المدرب كفالي الذي لم يقحمها في هذه المباراة، حيث ظهرت ملامح النرفزة على اللاعبين، حينما قرر كفالي إدراج كل من معيزة وزاوي قبل ان يطلق الحكم صافرة النهاية بثوان فقط، بينما بدا بزاز غير راض إطلاقا على قرارات المدرب. رغم انه يعد أفضل لاعب جزائري من الناحية الفنية زياني يتمادى في تصرفاته ويتشابك مجددا مع كفالي كانت الصور التي تصل من برشلونة رائعة جدا تجاوب معها الجمهور الجزائري، غير ان الكاميرا ابرزت في احدى اللقطات صورة ملاسنات حادة بين اللاعب كريم زياني والمدرب كفالي تبدي بان محترف سوشو غير راض على قرار ابداله. وليست هذه المرة الاولى التي يحتج فيها زياني على قرارات المدرب بتلك الطريقة، حيث دخل في ملاسنات حادة مع المدرب الوطني في المباراة التي جمعت المنتخب الوطني و راس الاخضر بملعب 5 جويلية. ورغم ان زياني يعتبر موهبة جزائرية خالصة أعادت الأمل للكرة الجزائرية بعد ان افتقدت الكثير من فنيات ماجر وبلومي الا ان التصرفات التي يقوم بها تحط كثيرا من قيمته كنجم وقائد مستقبلي للخضر. ومعرف على زياني شدة نرفزته حيث دخل في اشتباكات كثيرة في مباريات الدوري الاسباني كما سبق للشروق وان أشارت إلى دخوله في ملاسنات حادة واشتباك بالأيدي مع زميله في سوشو ايزابي غفي نصف نهائي الكأس، وكاد يكررها مع منافسه جبريل سيسي لاعب مارسيليا في النهائي. للإشارة فان بعض الأطراف أشارت الى ان العلاقة متوترة بين زياني وكفالي قبيل مباراة الأرجنتين، كما ان اللاعب كان يرغب في حرية أكثر فوق الميدان للكشف عن مواهبه علما أن عدة أندية اسبانية كانت تترصد حركاته لضمه إلى صفوفها. مدرب الأرجنتين " لم اشهد لاعبا مثل بلحاج" قال المدرب الأرجنتيني في المؤتمر الصحفي الذي عقب المباراة انه لم ير في حياتي لاعبا يملك كل الدقة- في إشارة إلى اللاعب بلحاج وقال ألفيو بازيل " لقد كان يسدد باليسرى بدقة في ثلاث وضعيات متشابه ووقع منها ثلاثة أهداف". واعتبر نجم الستينات في المنتخب الأرجنتيني انه راض ومقتنع للأداء والنتيجة التي آلت إليها المباراة، رغم اعترافه بالأخطاء الدفاعية التي ارتكبها فريقه. وقال بازيل " نحتاج إلى تدعيم دفاعنا كثيرا" واعترف بأن المباراة كانت "اختبارا مفيدا" قبل خوض منافسات بطولة كأس أمم أمريكا الجنوبية (كوبا أمريكا) والتي تنطلق فعالياتها بعد ثلاثة أسابيع في فنزويلا. وعاد مدرب"نجوم التانفو" الى المباراة حيث تفاجأ بتقدم المنتخب الجزائري، لكن في الشوط الثاني استطعنا العودة في النتيجة " صحيح انهينا الشوط الاول منهزمين لكن نسبة امتلاك الكرة تؤكد سيطرتنا، وخلقنا الكثير من الفرص وكان بالامكان تسجيل اكبر نسبة من الاهداف". تابع المدرب " قلت بأنني أردت عشر فرص في اللقاء، وهذا ما أنجزه الفريق، لهذا السبب أن مقتنع وسعيد، اللاعبين عملوا بشكل جيد . بدون أدنى شك ، ميسي كان مختلفاً ، اليوم هو صنع ثلاث أو أربع فرص ، و كانت هناك كرة توقفت بالقائم الأيسر". ميسي " المنتخب الجزائري لعب بطريقة جيدة" قال الظاهرة الكروية ميسي في معرض إجابته على أسئلة الصحفيين الارجنيتنين والاسبان بان المنتخب الجزائري ظهر بمستوى عال جدا، ولا يمكن القول ان المدرب لم ينجح. وجاءت تصريحات ميسي في محاولة للدفاع عن مدرب المنتخب الفيو بازيل، والذي تعرض لانتقادات حادة من الإعلاميين الارجنتينين. وقال نجم برشلونة " لن نقول بان باسلي اختار طريقة لعب غير مناسبة لفريق, و لكن نقول بان المنتخب الجزائري لعب بمستوى عالي جدا". وقال ميسي انه يتقبل كل الانتقادات من جماهير فريقه، لكن يبقى المهم هو تقديم اداء لافت في منافسات كوبا امريكا، مضيفا بالقول " الانتقاد يؤدي إلى اكتساب الثقة في النفس". يوسف.ب:[email protected]