أثار تنقل عشرات الفتيات الجزائريات إلى العاصمة اللبنانية بيروت ، للمشاركة في حصة " قسمة ونصيب" التي تظفر بها المتسابقة ب" زوج" ، معارضة شديدة من طرف عائلاتهن التي تطالب اليوم بإصدار قانون يمنع خروجهن وسفرهن دون رخصة الولي ، وتحديد حريتهن ، وتتحدث هذه العائلات عن إستغلالهن لاحقا في شبكات دعارة لا يستبعد أن تكون " إسرائيلية" لضرب الجزائر والإسلام. قالت عائلة أميرة شرابي ، المترشحة الجزائرية الوحيدة في حصة " " قسمة ونصيب" " التي تبثها القناة الفضائية اللبنانية " آل بي سي " ، إنها تتألم لرؤية إبنتها في هذه الحصة التي إنتقذتها و إعتبرتها " نصبا على عقول الفتيات " و هدما للقيم و التقاليد الجزائرية ، و أضافت في لقاء ب" الشروق اليومي " ، أنها تغرر بالشابات الجزائريات ، ودعت السلطات الجزائرية للتدخل ووقف النزيف و هروب الفتيات بإتجاه بيروت بعد التكفل بهن و إيهامهن بوعود الزواج و الإرتباط " لكن في الواقع تتم التجارة بهن تحت غطاء هذه الإغراءات " خاصة و أن أميرة كانت مرتبطة و على وشك الزواج قبل أن تفر من المطار لتحقيق حلم تقول والدتها " أدعو الله لها بالخسارة و الخروج من المسابقة والعودة إلى العائلة ، لكني أوجه ندائي للمسؤولين لمنعهن من السفر لأن الشرف الجزائري في الحسبان " ، و كانت أميرة قد تنقلت إلى بيروت رفقة 14 شابة جزائرية أخرى ، بعضهن من دواوير و قرى ، رحلن دون رضا أوليائهن بحثا عن " زوج " على حساب شرف العائلة ، العديد من العائلات أعلنت معارضتها للحصة التي تسىء للجزائر. لا تملك عائلة أميرة اليوم وسيلة إتصال بها منذ رحيلها إلى لبنان ، لتختار توجيه نداء عاجل عبر صفحات " الشروق اليومي " ، إليها و إلى المسؤولين عن هذا البلد لوقف " إختطاف " جميلات الجزائر ، في رد فعل على ما كتبه زميلي المتخصص سمير بوجاجة ، عرى فيه بعض الحقائق و إعترفت والدة أميرة أنها بكت عند قراءته لأنه أكد مخاوفها على مستقبل إبنتها ، و نفذت الجريدة من أكشاك حومتها ذلك اليوم ، و تم توجيه نسخ لوالدها في محاولة لتأكيد الحكم القاسي على قرارها غير الصائب و اللاأخلاقي ، وجدنا عائلة منهارة عندما تنقلنا إلى مقر إقامتها بضواحي بودواو شرق العاصمة ، و يعترف شقيقها أن الحصة هدامة " و غريبة عن ديننا و أخلاقنا و قيمنا ، و تمنيت لو تحرك رجال الدين لتوعية الشابات بخطورة أفعالهن شرعا و أخلاقيا و إجتماعيا " قبل أن يضيف أن الحصة محصنة و لا يمكن إنتقاذها " ماكانت تهمني لو لم يتعلق الأمر بشقيقتي و بالعديد من الجزائريات اللواتي يتم التلاعب بهن " ، و تتدخل شقيقته لتؤكد أن حصة " ستار أكاديمي " أقل ضررا من " قسمة ونصيب" التي تعد خرقا للأخلاق من خلال تلقين الفتيات أشياء تدرجها ضمن اللاأخلاقية. الوالدة التي تعافت من وعكة صحية حادة تعرضت لها بعد رحيل أميرة ، أعربت عن عدم رضاها عن قرار إبنتها و عن ظهورها في هذه الحصة ، و سلوكاتها الغريبة عنها و عن تقاليد أسرتها التي يشهد لها الجيران بأنها محافظة و ملتزمة ، لكنها في ظل عجزها عن " إسترجاع " صغيرتها ، تتضرع لله بالدعاء كل يوم لتخسر المسابقة و تعود إلى حضن العائلة المنكسرة منذ رحيلها " لكن أوجه نداء إلى وزارة الشؤون الدينية و أجهزة الأمن للتدخل من خلال حملة توعية بالمساجد كما حدث مع ستار أكاديمي ، ما يحدث في هذه الحصة غير شرعي ، يجب منع بناتنا من مغادرة التراب الوطني دون موافقة أهاليهم ، هذا لا يتعلق بتسلط أو مساس بحرية شخصية ، إنهم يختطفون بناتنا لإستغلالهن و إهانتهن و تلطيخ شرفهن " و يؤكد شقيق أميرة ، إن القضية لا تتعلق بأميرة فقط ،بل هي قضية مجتمع بأكمله " المجتمع الجزائري لأن أميرة لا تمثل في الواقع نفسها أو عائلتها بل الجزائر و هي إهانة للبلد " و يذهب لأبعد من ذلك عندما يقول أن ذلك مقصود " لأننا لا نعرف من الجهة التي تقف وراء ذلك في ظل الحملة على الإسلام " . أميرة إختارت الشهرة بدل القفص الذهبي تقول زميلات أميرة ، اللواتي رافقنها في مشوارها الدراسي ‘ و آخر أيامها في الجزائر ممن تمكنا من الحديث إليهن ، أنها كانت فتاة عادية ما كان يميزها هو جمالها الأخاذ " كانت شقراء لكنها تشبه المشرقيات ، كانت فعلا جميلة " ، تنتمي لعائلة محافظة ، نشأت و ترعرعت في دوار بضواحي حمادي بولاية بومرداس قبل أن تنتقل عائلتها منذ سنة إلى ضاحية بودواو ، والدها معلم في مدرسة إبتدائية و هي البنت الثانية من مجموع 4 أطفال ، 3 بنات وولد واحد ، كانت تتابع دراستها في مدرسة للإعلام الآلي بالعاصمة ، و أعلنت قبل أشهر خطوبتها بشاب من أصول قبائلية ، كان هائما بها لدرجة الجنون ، وهي من وافقت عليه ولم يتدخل أهلها في إختيارها ، و لم يتردد في شراء سيارة من نوع ماروتي هدية لها بعد أسبوع من حصولها على رخصة السياقة ، كان يلبي كل طلباتها ، و كانت في نظر محيطها محظوظة جدا بهذا الإرتباط ، قبل أن تتغير في الأسابيع الأخيرة و تصبح أكثر إهتمامها بجمالها بملاحظة صديقاتها ، لترى نفسها أجمل بكثير من المتسابقات في الحصة اللبنانية " يناصيب" للظفر بزوج ، و طرحت القضية على شقيقاتها ووالدتها " لكننا أبلغناها بمعارضتنا الشديدة " ، و أشارت شقيقتها خلال لقائها ب" الشروق " أنه ليس من عادة الفتاة في عائلتنا ألا تسافر بمفردها و لا تخرج دون سبب " صحيح أننا ندرس و نتابع تربصات و لا يمانع الوالد في ذلك و نحضر الأعراس ، لكن ذلك لا يعني تجاوز الخطوط الحمراء لأننا في الواقع لسنا عائلة متفتحة أو كما يقال متحضرة " ، و إعتبرت ما قامت به أميرة " سابقة". و كانت والدتها قد قامت بفرض رقابة عليها و إخفاء جواز سفرها ، لكن أميرة تكون قد تفطنت لذلك لتوهم عائلتها بتراجعها عن الفكرة و تسترجع جواز سفرها و " تهرب" ذات صباح دون إبلاغ عائلتها التي تفطنت لمغادرتها البيت و سارع والدها و شقيقها و خطيبها للحاق بها على مستوى المطار الدولي هواري بومدين بجناح الخطوط الدولية بإتجاه بيروت ، كانت أميرة هناك ، لكنها رفضت رغم محاولات والدها و شقيقها و دموع خطيبها ، و تشاء الصدف أن تكون " الشروق " حاضرة ذلك اليوم بالمطار في إطار مهمة إنجاز ربورتاج حول فرقة الأنياب التابعة للشرطة ، و نتابع مشهد " مطاردتها " من طرف عائلتها لكن كل المحاولات باءت بالفشل ، و نجحت أميرة في ركوب الطائرة ، و يتدخل هنا شقيق أميرة " لقد سمحوا لها بالسفر دون رضاها و عدم منعها لإنعدام قانون في الجزائر يمنع البنات من السفر دون الحصول على ترخيص من الأهل ، اليوم نطلب إتخاذ إجراءات لمنع تهريب الفتيات بهذه الطريقة " ، و تضيف والدته " ماذا لو كانت إبنتي مريضة أو متخلفة عقليا ؟ أميرة تم التغرير بها ، هي فتاة طائشة لكن كان يجب مساعدتنا لمنعنا من الإستمرار في الخطأ" مشيرة إلى أنها إتصلت بها أول مرة عند وصولها و تم إبلاغها بأن والدتها على فراش الموت " لكنها لم تكترث و تمسكت بعدم العودة إلى الجزائر و تحقيق حلمها خاصة بعد أن تدرجت في المسابقة و بقيت المتسابقة الجزائرية الوحيدة مما زاد من غرورها و تعندها " خاصة و أن جميع من يعرفونها يؤكدون أنها فتاة طموحة جدا لدرجة الطموح الأعمى ، و تتخوف والدتها مما ستقوم به مستقبلا على الشاشة " أدعو الله خروجها المبكر لعدم إرغامها على الرقص و الغناء و القيام بحركات تدمي قلبي " و أضافت إنها لم تجد وسيلة للإتصال بها ، و كل مرة ، يتم تحويل المكالمة إلى مسؤول التنظيم " الذي أبلغننا بأنه لا يمكن لها الحديث إلى أهلها لإلتزامها بدورات تدريب. وعندما بلغنا مرضها ، إكتفت الإدارة بالقول أنها ستعود للمسابقة بعد شفائها" و تقول الوالدة فيما يشبه الصرخة " إنهم يحتجزون إبنتي و إلا لماذا قرروا منع المتسابقات من الدقيقة الوحيدة المخصصة يوميا للحديث إلى أهاليهن ؟". و تفيد المعلومات المتوفرة لدينا ، أن 14 فتاة أغلبهن من العاصمة ، بومرداس ، تيبازة و حتى من المدن الداخلية من الشلف ، غليزان ، تيارت ، المدية ، هن فتيات مستوياتهن الإجتماعية محدودة و أيضا التعليمية ، لكنهن يتمتعن بقدر من الجمال كان تأشيرة لهن للمشاركة في حصة زواج مفتوحة للعروض ، أثارت معارضة كبيرة وسط الجزائريين الذين عبروا عن ذلك على موقع الأنترنيت و طلبوا بإلغاء الحصة لأنها إساءة للرجل الجزائري و المرأة التي تحولت إلى بضاعة ، و تساءل العديد عن مصير الفاشلات في المسابقة ، في ظل تسجيل عدم عودتهن " لا نستبعد إستغلالهن من طرف شبكات الدارة و تجارة الجنس " ، و ذهبت تعليقات في إتجاه إتهام شبكات إسرائيلية بالتكفل بهن لاحقا " لضرب الإسلام و الجزائر" ، القضية يبدو أنها أخذت أبعادا كبيرة ، بعد أن قررت عائلات البنات التكتل لإسترجاعهن و أيضا وقف "إختطاف بنات الجزائر الجميلات " مطالبة بتدخل السلطات العليا للبلاد. نائلة.ب:[email protected] بعد وساطة الشروق اليومي: إدارة الأ ل بي سي توضح وتعد بإيجاد حل للمشكلة بعد ما نشرناه عن برنامج "قسمة ونصيب " Perfect Bride وما يحدث فيه من جرأة لم نكن نتصور أن أولى الكوارث والفضائح التي ستقفز وراء أسوار هذا البرنامج ستكون جزائرية حتى وان كنا ومن باب الاحتياط قد حذرنا قبل بداية بثه من مخاطر مثل هذه البرامج التي تعدت حدود المعقول تحت غطاء نقل الواقع كما هو بلا زيادة ولا نقصان خصوصا حين يتعلق الأمر باللعب في منطقة الخطر والمحظور مثل العلاقة الزوجية المقدسة واليوم فان ما يحدث مع عائلات المشاركات الجزائريات ،والمأساة التي تعيشها وهي ترى بناتها تكسر كل الأعراف والتقاليد أمام ملايين المشاهدين في كل العالم العربي. فانه يجب الاعتراف بوجود خلل في مكان ما يستدعي البحث عنه والوقوف عنده من جهتنا وبحكم علاقتنا المهنية بالقناة اللبنانية اتصلنا بالمسئولة الإعلامية عن البرنامج الزميلة سالي موسى لمعرفة موقف القناة من ما يحدث فتلقينا بين إدارة " الال بي سي " الذي جاء فيه " إننا قمنا بالإعلان عن بحثنا عن مشاركات لبرنامج" قسمة ونصيب " على قناة التلفزيون وتلقينا ألاف المرشحات وتمت التصفيات في الكاستينغ لاختيار المشاركات فيه وبالنسبة للمشاركتين الجزائريتين فان الأمر يتعلق ببنات راشدات يتمتعن بكل حقوهما المدنية و اقبلهما على المشاركة في البرنامج يدخل في إطار اختيار شخصي حر لا دخل لقناة أو إدارة الال بي سي فيه ". من جهة أخر وفي إطار محاولة التخفيف عن عائلة المشاركة الجزائرية أميرة شرابي تلقت الشروق اليومي شبه وعد من المسؤلين على البرنامج بمنح استثناء خاص للمشاركة الجزائرية لتسوية خلافاتها العائلية من خلال ربطهما باتصال هاتفي بعيدا عن كاميرات البرنامج لتهدئة النفوس كما ستدرس إدارة الال بي سي إمكانية ترتيب لقاء خاص بين المشاركة وعائلتها في حال بقائها في البرنامج. سمير بوجاجة:[email protected]