أوقفت الشرطة الإيطالية، صباح أول أمس الخميس، أربعة مشتبه تورطهم في تفجيرات إرهابية، من بينهما الجزائري ناصري رياض المكنى "أبو دجانة" وهو أحد المطلوبين من طرف مصالح الأمن الجزائرية، وريابي زيد لعلاقتهما بالتفجيرات في الجزائر، في عملية مداهمة بمدينة ميلانو، كما توصلت التحقيقات إلى علاقة هذه الخلية بسيد سامي بن خميس المكنى "صابر" المسؤول عن خلية الجماعة السلفية للدعوة والقتال الذي تم الإفراج عنه الأحد الماضي، قبل إعتقاله مجددا الخميس الماضي. وقال متحدث باسم الشرطة الإيطالية لوكالات الأنباء العالمية، إن "الإعتقالات إستهدفت خلية لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي "الجماعة السلفية للدعوة والقتال الجزائرية".. وتعد هذه العملية الأولى من نوعها ضد الشبكات النائمة في أوروبا منذ إنضمام جماعة درودكال لتنظيم أسامة بن لادن. وكشف التحقيق الأولي في هذه التوقيفات، عن دور هذه الخلية التي تتكون من أربعة أشخاص، تم تحديد جنسية إثنين منهما، وهما تونسيان ريابي زهير، وساسي الأسعد "أبو هشام" اللذين ينسب لهما الإشتباك في تونس، إضافة إلى ناصري رياض المدعو أبو دجانة، وهو جزائري، محل بحث من طرف أجهزة الأمن لتورطه في قضايا على صلة بالإرهاب، ويرجح أنه المسؤول عن خلية التفجيرات في تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي في أوروبا، وكان ينسق مع المدعو سمير سعيود "سمير مصعب" رئيس خلية الإنتحاريين في المنطقة الثانية، وتم القضاء عليه قبل شهر بسي مصطفى بولاية بومرداس، والمدعو ريابي زيد لصلتهما بالتفجيرات الإنتحارية في الجزائر، حيث يحمل الأول نفس الاسم الحركي للإنتحاري الجزائري مروان بودينة الذي نفذ الهجوم على مبنى الحكومة. وكانت هذه الشبكة تقوم بتجنيد المقاتلين في تنظيم "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي"، بعد إرسالهم للتدريب في وقت سابق إلى معسكرات في أفغانستان، وإستنادا إلى العقيد دومينيكو غريمالدي، الذي أشرف على التحقيق، فإن الخلية كانت تشرف على تجنيد مقاتلين أيضا في الشيشان والبوسنة وأفغانستان، كما كانت تخطط لتنفيذ هجمات بإيطاليا "وأن أعضاء فيها قتلوا بالجزائروتونس" منهم ساسي الأسعد الذي قتل في الإشتباك المسلح بين قوات الأمن ومسلحين في تونس في جانفي الماضي، وكان بيان صدر عن الشرطة الإيطالية قد أشار إلى أن "المعتقلين لهم علاقة بتفجيرات في الجزائر والإشتباك بين قوات الأمن التونسية ومسلحين بداية السنة الجارية"، وأشار إلى علاقة المشتبه فيهم بإرهابيين ومسلحين تم القضاء عليهم في وقت سابق في الجزائروتونس، ومنفذي تفجيرات إنتحارية بالعراق منهم لطفي الريحاني الذي فجر نفسه عام 2003، وسامي بن خميسي المكنى "صابر" الذي يعد، حسب أجهزة الأمن، "قائد خلية تابعة للجماعة السلفية للدعوة والقتال" في إيطاليا، وهو جزائري محل بحث أيضا، تم إعتقاله عام 2001 وأفرج عنه الأحد الماضي، بعد إنقضاء عقوبته، ليعاد توقيفه بإقليم لومبارديا شمال إيطاليا في إطار هذه الحملة ضد خلايا دعم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، وفي إطار هذه المداهمات، تم توقيف الحبيب إغناوة، 46 عاما بالعاصمة البريطانية لندن، وكان محل مذكرة دولية بالتوقيف صادرة عن الشرطة الإيطالية. ويأتي ذلك بعد الإشتباه في تمويل الخلية الإيطالية من خلال تزوير وثائق مجندين متطوعين للمشاركة في التدريب بمعسكرات القاعدة بأفغانستان.. وسبق توقيف 6 جزائريين بإيطاليا في جويلية الماضي، ومتابعتهم بالإنتماء لشبكة تمويل الجماعة السلفية للدعوة والقتال، وتشير التحقيقات إلى أن أغلب شبكات الدعم تنشط شمال إيطاليا، ولاتزال التحقيقات جارية في نشاط هذه الخلية. لكن القضية تشير على صعيد آخر، إلى أن هذه الخلية تشكل القاعدة الخلفية لتنظيم أبو مصعب عبد الودود في أوربا الذي تمكن من تفعيل نشاط الشبكات النائمة بعد تفكيك العديد منها في حملات سابقة، مما ترتب عنه تجفيف منابع التمويل وتراجع التجنيد، كما تشير هذه القضية الأولى من نوعها، خارج التراب الجزائري، بعد أن تمكنت أجهزة الأمن من تفكيك شبكات على علاقة بتفجيرات 11 أفريل في الداخل، إلى إلتحاق العديد من الشباب التونسيين بتنظيم "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" ويشير متابعون للشأن الأمني، إلى أن تجنيد التونسيين للمشاركة والتدريب في معسكرات الجماعة الإسلامية المسلحة "الجيا" بدأ منذ بداية سنة 1997 التي تشكل فترة بداية زوال "الجيا" وتراجع عدد نشطائها، وهو نفس الوضع الذي يواجهه تنظيم درودكال الذي راهن على إنضمامه لتنظيم بن لادن لضم سلفيين جهاديين من المغرب وتونس. ولم تقدر الأطراف التي تشتغل على الملف، عدد الأجانب النشطين في هذا التنظيم، لكن سبق لمصالح الأمن أن اعتقلت مطلع العام شخصا يكنى ''أبو المثنى" للإشتباه بالتنسيق مع خلية تضم خمسة تونسيين، طلبت منه ضم عناصر تونسية إلى "السلفية"، لتلقي التدريب على السلاح والمتفجرات لضرب أهداف في تونس وقد تم حجز أسلحة كلاشينكوف ومسدسات آلية من المستشار العسكري للجماعة المدعو "أبو عمار"، بحسب مراجع إعلامية جزائرية، وتذهب العملية التي تمت في إيطاليا نهاية الأسبوع في إتجاه تمويل هذه الشبكة لخلية المتفجرات بتنظيم درودكال، لتنفيذ عمليات إنتحارية وتفجيرات بالعاصمة وضواحيها مؤخرا. نائلة. ب:[email protected]