كشف وموظفي الشؤون الدينية، الشيخ جلول حجيمي، مباشرتهم التواصل مع علماء في الدين وأئمة وخطباء مساجد وخيرين عبر مختلف ولايات الوطن للعمل على إيجاد حلول عاجلة للأزمة التي تتخبط فيها البلاد، معتبرا الأئمة ورجال الدين صمام الأمان الذي لابد من العودة إليه وإشراكه في مثل هذه الظروف. وأكد الشيخ جلول حجيمي في اتصال ل”الشروق”، أن هيئة حوار كريم يونس لم تستدع النقابة للمشاركة معهم في الحوار بطريقة مباشرة، مشددا على أن نقابة الأئمة لا تبارك أي حوار لا يزكيه الجيش، فهم مستعدون لمد يدهم لكل حريص على وحدة الشعب والأراضي الجزائرية، وحذر الأمين العام المتحاورين من مغبة التعدي على الثوابت الوطنية ورموز الأمة، متوقعا أن تكون جلسات الحوار المقامة حاليا مثمرة وبناءة دون السماح لأي إيديولوجيات أو أفكار أو أجندة أجنبية بالطفو على السطح مثلما عمدت إلى فعله بعض الجهات التي حاولت الإساءة للحراك، وذكر الشيخ حجيمي بالمواقف الثابتة لرجال الدين والأئمة الذين ساندوا الحراك قبل انطلاقه في جمعة 22 فيفري الماضي بعد ما نشروا بيانا طالبوا فيه بالحرية وعدم تكميم الأفواه. وأبدى الأمين العام استعداد النقابة والعلماء وأئمة المساجد والخطباء للتعاون مع كل من ينفع المجتمع، لكنهم إذا لاحظوا ركود هيئة الحوار الحالية وتقصيرها فسيعمدون لتشكيل لجنة تضم خيرة علماء الوطن ورجال الدين لإعطاء رأيهم في القضايا المصيرية والدفاع عن الوطن، فلابد للمسجد حسب محدثنا دوما من إسماع صوته والتصدي للانحرافات الخطيرة والتناقضات التي باتت تتسم بها الساحة السياسية اليوم، متمسكا بخيار لم الشمل والحفاظ على الحوار الفعلي مع تفادي تكرار الأخطاء السابقة، واستنكر حجيمي بشدة إقصاء المساجد من الحوار، معترفا بأن الأئمة لن يسكتوا ولن يسمحوا لجهات دخيلة بالسطو على مكتسبات الشعب وسيعملون على الحفاظ عليه. وكشف الشيخ حجيمي وضعهم لخطة ثابتة سيعملون وفقها ومن أهم أهدافهم السعي لإيجاد مخرج حقيقي للأزمة السياسية الحالية، وضرورة التعجيل بانتخابات رئاسية وهو ما سيركزون عليه في جولاتهم القادمة التي ستقودهم للعديد من الولايات في شرق وغرب وجنوب البلاد. وحول تطورات قضية قانون حماية الأئمة، توعد الأمين العام بالزحف على مقر وزارة الشؤون الدينية أو رئاسة الجمهورية بعد الدخول الاجتماعي، حيث سيخوض الأئمة حراكا قويا للمطالبة بقانون يحميهم، وهو مطلب حبيس الأدراج منذ سنوات، فبعد الوقفة الاحتجاجية الأخيرة، توجه ممثلون من النقابة للوزارة وقدموا عريضة ولكن لم تتم الاستجابة لمطالبهم في ظل هذا الوضع المتردي وفي الوقت الذي تستمر فيه الاعتداءات على الأئمة، ففي الخروب تعرض إمام لمحاولة قتله دهسا بالسيارة كان برفقة ابنتيه، وقبل أيام تم قطع الكهرباء والماء والغاز عن إمام آخر في بلعباس للضغط عليه مع أنه مصاب بالسكري وعمل في القطاع لمدة 25 سنة ولم تتحرك السلطات المحلية لنجدته.