تشهد مصالح الحالة المدنية عبر مختلف ولايات الوطن هذه الأيام، ضغطا كبيرا ورهيبا نتيجة الإقبال المتزايد للمواطنين على مصالحها، وزيادة الطلب على استخراج الوثائق الإدارية الهامة لاستعمالها في التسجيلات المدرسية وكذا الجامعية، التي انطلقت يوم الاثنين 2 سبتمبر وستتواصل حتى 8 من الشهر الجاري. تسبب الدخول الاجتماعي والعودة إلى مقاعد الدراسة والجامعات في حركية كبيرة على مستوى العديد من البلديات، التي تحولت إلى خلية نحل نتيجة الأعداد الكبيرة والهائلة للمواطنين، الذين يتقدمون لمصالحها من أجل الحصول على مختلف الوثائق الإدارية الهامة يتقدمها شهادة الميلاد والإقامة. وخلال جولة قادتنا للعديد من بلديات العاصمة، وجدنا الملحقات الإدارية والبلديات تعرف إقبالا كبيرا من مختلف الفئات يتقدمهم الطلبة الجدد وأولياء التلاميذ، ومع أن العديد من المؤسسات التعليمية قد ألغت جلب الوثائق بالنسبة لتلاميذها المتمدرسين في ذات المؤسسة والمنتقلين من سنة دراسية لأخرى، غير أن المقبلين على اجتياز شهادات رسمية مثل التعليم الأساسي والبكالوريا يكونون مطالبين في بعض الثانويات بجلب شهادات ميلاد. وتزامنت العودة لمقاعد الدراسة هذه الأيام مع افتتاح التسجيلات الجامعية بالنسبة لطلبة البكالوريا الجدد خلال الفترة ما بين 2 و8 سبتمبر 2019، مما ساهم في رفع نسبة الطلب ليكون فتح مسابقات التوظيف في قطاعات مختلفة خلال الشهر الجاري بزيادة الضغط على هذه المصالح أيضا. واعتبر العديد من المواطنين بأن الازدحام بات أمرا مألوفا في مثل هذه الفترة من العام نظرا لانشغالهم خلال الأشهر الفائتة بالعطلة الصيفية، واصفين إدراج تقنيات الرقمية في السجل المدني قد ساهم في تخفيف الضغط وطول مدة الانتظار، غير أن بعض الموظفين مازالوا يتهاونون ويتملصون من مسؤوليتهم بإدعاء تعطل آلة الطباعة أحيانا خصوصا على مستوى الملحقات وتوجيههم إلى مقرات البلديات وهو ما قد يخلق بعض المشاحنات والملاسنات. وحول الموضوع، ثمَن رئيس بلدية الجزائر الوسطى، عبد الحكيم بطاش، الإجراءات التي اتخذتها وزارة الداخلية باعتمادها الرقمنة مصالح الحالة المدنية، حيث أصبح استخراج جميع الوثائق يتم عبر هذا السجل الموجود على مستوى البلديات مما قلّل من مدة الانتظار، وساهم في امتصاص غضب المواطنين حتى شجاراتهم قلّت وفق محدثنا، فقد كان لديهم في السابق ضغط رهيب، غير أن هذه الفترة من السنة يقول بطاش يزداد فيها الطلب دوما على الوثائق الإدارية، بعد ما أصبح بإمكان المواطن سحب بعض الوثائق مثل شهادة الميلاد من أي بلدية يرغب فيها دون تكبد عناء التنقل لولايته الأصلية مما خلق ضغوطات على بعض البلديات. وذكر بطاش بأن بلديتهم ولأنها تشهد إقبالا كبيرا على مدى شهور السنة فهم يعملون يوميا حتى الساعة 23:00 ليلا ويوم السبت أيضا.