تعرف عديد المناطق الساحلية بولاية الشلف موجة عطش حادة سواء في فترة الصيف المنقضية أو في باقي فترات السنة، وذلك بفعل تعطلات محطة تحلية مياه البحر بماينيس ببلدية تنس أو فترات الصيانة الدورية وكذا لغياب أي مشاريع منجزة أو أخرى قيد التجسيد بديلة عن مياه التحلية. وأمام هذا الوضع يبدي سكان منطقة بني حواء تحفظاتهم من أداء محطة التحلية بمنطقتهم، كما تواجه بلدية وادي قوسين وضعية معقدة لغياب أي إستراتيجية حاليا لتزويد البلدية بالماء الصالح للشرب، وهو الأمر ذاته بالنسبة لمنطقة بوشغال التي يعيش أهاليها يوميا على رحلات البحث عن مصادر بالتزوّد بهذه المادة الحيوية، وهو ما جعل هؤلاء يرفعون تظلماتهم للمسؤولين للنظر في ما يعايشه السكان مما سمّوه بالتهميش الذي يعيشه الشريط الساحلي لولاية الشلف. ورغم تطمينات وزير الموارد المائية خلال زيارته الأخيرة لولاية الشلف، بأن محطة تحلية مياه البحر ماينيس، تلعب دور حيويا وهاما ولائيا بإمدادها الماء الصالح للشرب لنحو 32 ولاية، غير أن عديد التحفظات والأعطاب أضحت تتجدد منذ دخول المحطة حيز الخدمة، وسرعان ما تعلن خلايا الاتصال سواء عبر الإذاعة المحلية أو صفحات مواقع التواصل الاجتماعي عن انقطاع للمياه في مكان هنا أو هناك، ومعه معاناة متعددة الأوجه للساكنة الذين أصبحوا يتعايشون بمرارة مع انقطاع المياه في ظل غياب حلول واضحة، حيث يصبح صهريج الماء ثمينا ومجالا خصبا للتكسب والمزايدة بل والإثراء غير المشروع حسب صوت الشارع دوما الذي لم يفهم بعد معادلة توزيع الماء الشروب في ظل مشروع صدحت به حناجر المسؤولين حتى بحت بأنه سيخلص الشلف نهائيا من مشكل الماء ولكن الواقع معاكس . وأكد في هذا السياق متابعون للشأن العام من جمعيات ومجتمع مدني للشروق أنهم يطالبون بضرورة مراجعة شاملة للمشروع بالنظر لحساسية نشاطه وارتباطه المباشر بحاجيات القاطن الشلفي بل وتعلق مجمل بلديات الولاية المليونية به حصرا، وطرحت ذات المصادر تساؤلات حول تعطل المشروع وتوقفه أثناء الاضطرابات البحرية وهو أمر تقني يحتاج لمزيد من التوضيح والشرح والشفافية، إذ أن كثيرين ينتقدون هذه الطريقة وآخرون يستفسرون إن كانت التكنولوجيا نفسها مستعملة بالدول المستوردة منها هذه التجربة فعلا !! وهو تساؤل مشروع لكل من له غيرة على الصالح العام، وبالنظر للمؤهلات التي تتمتع بها محطة التحلية بطاقة إنتاجية تصل ل 200 ألف متر مكعب في اليوم ومن شأنها تزويد قرابة مليون نسمة، يبقى إشكال التزوّد بالمياه يطرح علامات استفهام متزايدة ومعمّقة في ظل العطش المصاحب لمناطق شمال الشلف والتي تنتظر خدمة تموين بالماء أفضل وأحسن.