يشكل محور الطريق الوطني رقم 06 الرابط بين برج مختار ورقان على مسافة 600 كلم، عصبا مهما في تحريك عجلة التنمية في تلك المنطقة الحدودية وهو انشغال أصبح يطرحه سكانها ومواطنوها وهو الطريق الذي يعد شريان حياة المنطقة ومعبرا اقتصاديا مهما لمختلف البلدان الإفريقية وأضحى الشغل الشاغل ومحل اهتمام كبير لدى السلطات الولائية المركزية، نظرا للأرواح التي أزهقت عبر هذا الطريق، كونه طريقا موحشا يمر في وسط صحراء تنزروفت الصعبة. وبعد إلحاح كبير من طرف السلطات الولائية ومطالب المجتمع المدني والمنتخبين المحليين، جاءت بشرى سارة لأهالي المنطقة، حملها وزير الأشغال والنقل مصطفى كورابة مساء يوم الخميس، وبحضور 14 مديرا عاما للشركات الوطنية المتخصصة في هذا المجال، حيث أكد خلال لقاء جمعه بالمجتمع المدني وأعيان سكان برج باجي مختار أن الدولة خصصت لتعبيد طريق رقان برج باجي المختار أكثر من 1000 مليار، والقضاء نهائيا على سلسلة المعاناة التي تعاني منها المنطقة الحدودية، بالإضافة إلى مشاريع تنموية هامة في القطاع تتمثل في ضخ 50 مليارا لصيانة طرقات الجنوب المهترئة والمتدهورة. وللتحقيق والتجسيد الفعلي لهذا الإنجاز الضخم تم منح مهمة أشغال هذا الطريق إلى المؤسسة الوطنية كوسيدار، التي ستتولى مهمة إنجازه في آجاله القانونية، وفق مقاربة جديدة تعتمد فيها تقنيات متطورة جدا، نظرا لأهمية هذا الطريق كونه العصب المحرك للاقتصاد مع دول الجوار، وتشجيع حركة تنقل جميع السلع والمنتجات الوطنية وتصديرها إلى الساحل الإفريقي. وخلال زيارة للمنطقة قام السيد الوزير بمعاينة أشغال ترميم الطريق المتضررة من الفيضانات الأخيرة بين برج مختار وتمياوين، حيث استمع الوزير إلى عرض شامل حول مدى تقدم الأشغال عبر هذا الطريق والكوارث الطبيعية التي تضرب المنطقة، ومدى نجاعة مشاريع إنجاز هذه الطرقات وسط تضاريس جغرافية صعبة، وسرعة انجرافها بمياه الفيضانات والأمطار، حيث أكد الوزير في هذا الصدد على أن اللوم يبقى على مكاتب الدراسات المختصة في المجال، ومدى قيامها بالمتابعة الميدانية والمستمرة لهذه المشاريع. كما كانت للوزير وقفة عند أشغال الطريق الوطني رقم 06 الذي تم منحه للمؤسسة الوطنية AVSM على مسافة 70 كلم، الذي لم تنجز منه سوى 10كلم منذ سنة ونصف تقريبا، وهو ما حرك انفعال وغضب الوزير، مصنفا ذلك في خانة اللامبالاة محملا المسؤولية الكاملة للجهات المكلفة بالمتابعة والمعاينة على غرار مديرية الأشغال العمومية ناهيك عن الغش الفاضح في إنجاز مقاطع من هذا الطريق بسبب انعدام الرقابة، مستغلين بعد المسافة عن أعين المسؤولين داعيا مكاتب الدراسات والمخابر المكلفة بذلك إلى إنشاء فروع في مقر المديرية المنتدبة للإشراف والمراقبة اليومية والمستمرة للأشغال. وأثناء الزيارة تم طرح إشكال يتعلق بعدم وجود الماء الكافي للأشغال، كون الطريق يمر في صحراء قاحلة وجافة تستهلك كمية كبيرة جدا من الماء حيث قرر والي أدرار بمنح ترخيص لمؤسسة بحفر بئر جوفية خاصة بها للقضاء نهائيا على هذا الإشكال. كما رفع المواطنون من المجتمع المدني والأعيان مجموعة الانشغالات تتعلق بالتنمية في المنطقة التي لا يمكن أن تتحقق إلا بهذا الإنجاز الهام وهو الطريق الذي يعتبر شبه رئة تتنفس منها المنطقة ومنفذا لإنعاش المدينة وتحضرها وربطها بمختلف جهات الوطن وأرضا خصبة لاستقطاب المستثمرين والخواص لإنشاء وإقامة مصانع واستثمارات تخفف من البطالة، وإنجاز بنى تحتية وقاعدية ترقى بالولاية لتصبح في مصاف الولايات المتطورة والمتقدمة. كما طرح المواطنون عدة مشاكل تخص قطاع النقل منها إعادة النظر في مواعيد إقلاع الطائرة وضرورة زيادة عدد الرحلات لأنها غالبا ما تكون ممتلئة. الزيارة حسب أهالي المنطقة والمواطنين كانت في مستوى تطلعاتهم كونها حملت حلما تاريخيا وأهم انشغال طالما كافح من أجل تحقيقه جميع المخلصين والخيرين من أبناء هذا الوطن آملين أن يتجسد في أرض الواقع ويكون بوابة وفاتحة خير لمشاريع تنموية أخرى.