خرج سكان برج باجي مختار، صباح الإثنين، في مسيرة سلمية جابت مختلف أحياء الولاية المنتدبة برج باجي مختار، انطلاقا من مقر البلدية وصولا إلى الولاية المنتدبة يتقدمهم رئيس المجلس الشعبي البلدي لبلدية برج باجي مختار ومنتخبون محليون، رافعين شعارات ضد التهميش، مطالبين السلطات العليا للبلاد بإنهاء مسلسل الموت بهذا الطريق الذي يسجل حوادث مروعة في كل مرة رغم المراسلات والتدخلات العديدة مع الوزير الأول ولكن باءت بالفشل. المسيرة لم تستثن لا النساء ولا الرجال والشيوخ والأطفال كلهم بصوت واحد: “كفانا تهميشا… نريد أن تكون في برج باجي مختار مقومات الحياة… وأن نعيش، على غرار بقية السكان نتمتع بجميع حقوقنا” وحسب ما أفاد به رئيس البلدية خلال مشاركته في المسيرة، فإن هناك تماطلا متعمدا ومقصودا، يحول دون تعبيد هذا الطريق الذي يعد شريان حياة الولاية المنتدبة برج باجي مختار، وطريق الوئام الذي يربط الجزائر ببلدان إفريقيا وكان يشكل مركز عبور لمختلف القوافل التي كانت تعبر صحراء تنزروفت باتجاه مالي ودول إفريقية في إطار التبادلات التجارية. كما أشار محدثنا إلى أنه تم منح شطر من هذا الطريق المقدر بمسافة 70 كلم لشركة AVSM وأعطى إشارة انطلاقها وزير الأشغال العمومية وبحضور السلطات المحلية منذ سنة ونصف تقريبا، ولم تتمكن الشركة من إنجاز حتى 10 كلم على الأقل، دون تدخل من الجهات الوصية لتدارك الوضع بل الكل التزم الصمت، وتركت دار لقمان على حالها. ويشكل هذا الطريق خطرا محدقا بحياة المواطنين، ويحصد عشرات الأرواح عند كل حادثة، لاسيما تسجيل عدة قضايا تتعلق بحوادث التيه والضلال عبر صحراء تنزروفت لعدم وجود معالم توضح اتجاه الطريق، فضلا عن هبوب رياح قوية تقضي على آثار السير، وتحجب الرؤية للسائقين، وتسهل اصطدام المركبات مع بعضها أو بأكوام الرمال التي تقابلها أمامها، آخرها حادثة حرق سيارة رباعية الدفع إثر اصطدامها بصخرة، ما أدى إلى اشتعالها، ونجم عنه تفحم من فيها والسلطات غائبة ولم تحرك ساكنا مكتفية بتقديم العزاء للمفقودين، ما ينبئ عن غياب الإرادة لديها في تعبيده، وقبر مختلف التطلعات والآفاق الاقتصادية لهذا الطريق. كما أن مطلب تعبيد الطريق مطلب شرعي ومن حق مواطني برج باجي المختار وليس بالأمر المستحيل ومسافة 600 كلم ليست هي ما يعجز السلطات العليا للبلاد لرصد مبلغ مالي معتبر لتعبيد هذا الطريق وتكليف مؤسسة وطنية قادرة على تعبيده في آجاله القانونية لاسيما أن مسالكه ليست صعبة، رعم تحجج البعض بفعل مروره في صحراء قاحلة دون وجود كثبان رملية قد تعيق عملية شق الطريق. للإشارة، فإن المجتمع المدني ببرج باجي مختار هدد في كثير من المرات بنقل احتجاجاته أمام الوزارة الأولى في حال عدم الاستجابة لمطالبه بالمشروع، لاسيما أن معاناة سالكيه التي لا تنتهي، تشكل رعبا موحشا لمستعمليه خاصة الإطارات والمعلمين والأساتذة المزاولين لمهنهم بالمنطقة، ناهيك عن المرضى والنساء الحوامل الذين يتنقلون عبر هذا الطريق قاصدين للعلاج بمستشفيات الولاياتالشمالية. ق.م