دخل الإضراب المفتوح الذي شنه أساتذة ثانوية هواري بومدين بالزاوية العابدية بتقرت أسبوعه الثالث على التوالي وسط قلق من طرف الأولياء على مصير أبنائهم وخاصة المقبلين على اجتياز شهادة البكالوريا، حيث نظموا وقفة مساندة لمطالب الأساتذة ومسيرة نحو مقر المديرية المنتدبة للتربية بالمقاطعة. وتجمع المئات من أولياء التلاميذ رفقة أبنائهم أمام واجهة الثانوية للضغط على السلطات لإيجاد حلول للمطالب المرفوعة والانشغالات المطروحة التي تهم بالدرجة الأولى أبناءهم التي سبق أن رفعتها جمعية الأولياء في عديد المناسبات دون استجابة حسب رئيس الجمعية، وعن هذه المطالب تأتي في مقدمتها الظروف غير الملائمة للتدريس والدراسة، حيث كانت بداية الموسم الدراسي صعبة جدا من خلال عدم صلاحية السبورات والعتاد المدرسي كالكراسي والطاولات وانعدام التكييف مع الطقس الحار والقاسي وتشقق الجدران وانعدام آلات النسخ والطبع وفساد أرضية الساحة وحتى الأقسام، بالإضافة إلى قاعة الرياضة التي تتواجد في وضعية كارثية خاصة أن هذه الثانوية تعتبر من أقدم الثانويات على مستوى ولاية ورقلة ولم تستفد من عملية تهيئة داخلية حسب جمعية أولياء التلاميذ في حين استفادت مؤسسات أخرى حديثة من عمليات تجديد وتهيئة. ومن جانبهم عبّر التلاميذ ل”الشروق” عن قلقهم من مصيرهم خاصة طلبة السنة الثالثة ثانوي الذين لم يتعرفوا حتى على أساتذتهم رغم مرور شهر ونصف عن الدخول المدرسي ومازالت كراريسهم شبه فارغة في الوقت الذي انطلقت فيها الفروض في مؤسسات أخرى، مطالبين مديرية التربية بالتحرك للاستجابة للمطالب وتوفير الجوّ الملائم لتشجيعهم على الدراسة وتحقيق نتائج جيّدة في نهاية السنة، كما عبّر الأساتذة عن أسفهم الشديد من الحلول الترقيعية من طرف المديرية بتوفير 12 سبورة جديدة ل 27 فوجا تربويا لإقناعهم بالرجوع إلى حجرات التدريس، معتبرين أن هذه المطالب ليست وليدة هذا الموسم بل رفعت منذ عدّة مواسم دون استجابة خاصة أن الأساتذة والتلاميذ تحت الخطر بهذه المؤسسة العريقة التي تنعدم فيها أدنى الوسائل البيداغوجية. وحاولت “الشروق” الاتصال بمدير الثانوية إلاّ أنه اعتذر بسبب عدم امتلاكه ترخيصا للحديث إلى الصحافة الوطنية.