خرج سكان بلدية المامونية في ولاية معسكر، صباح الخميس في وقفة احتجاجية، وقاموا بقطع الطريق على مستوى مفترق الطرق، احتجاجا على عدم تلقي ردود من قبل الوالي الذي زار المنطقة في نفس اليوم في إطار الاحتفاليات المخلدة لليوم الوطني للهجرة. المواطنون الذين التقوا المسؤول الأول على الولاية عند خروجه من دار الشباب للمامونية، حاولوا طرح انشغالاتهم المرتكزة أساسا على قلة حصص الإعانات الريفية الموجهة لبلدية المامونية التي تعد بين ثناياها عددا كبيرا من الدواوير وكذا انشغالات أخرى، غير أنه أمام توافد عدد كبير من المواطنين وكثرة الانشغالات غادر الوالي المكان بمعية الوفد الذي كان يرافقه، وهو أمر أغضب المواطنين وراحوا يعبرون عن استيائهم بقطع الطريق، وقد أدت عبارة تلفظ بها الوالي لأحد شباب المنطقة بالقول بأنه “يجب أن تكون مهندسا كي تتحدث.. مستواك التاسعة أساسي وتتكلم في موضوع يتعلق بمهمة مهندس”. هذه العبارة ألهبت مواقع التواصل الاجتماعي وشغلت الرأي العام في ولاية معسكر، على مدار اليومين الفارطين، وكانت تصب غالبيتها في الاستياء من قول الوالي عند حديثه للشاب الذي كان يتكلم عن قضية تقنية تتعلق بقطر أنبوب، واختلفت تعليقات المواطنين بين التهكم والاستياء ومطالبة المسؤول بالاعتذار، بل أكثر من ذلك من طالب برحيله من على رأس الولاية، التي لم يمض له على رأسها سوى شهر فقط، واعتبر محيطون بالوالي، بأنه كان يقصد بأن الموضوع الذي كان يتحدث فيه الشاب تقني بحت، ولا يمكن لغير التقنيين المختصين الحديث فيه أو مناقشته. وفي انتظار رد الوالي وتوضيحه لما قاله في المامونية، يبقى الشارع ملتهبا بعبارات التهكم من قبيل: “يلزمك تكون أنجينيورّ حتى تتحدث مع الوالي”. إلى ذلك، كانت قضية الإعانات الريفية بالمامونية، بمثابة القطرة التي أفاضت الكأس، إذ أنه أمام قرابة ألف طلب لم تمنح للبلدية سوى 20 إعانة، عجزت السلطات على توزيعها ما كلف رئيس البلدية إنذارا من الوالي، بسبب تأخره في عملية التوزيع، غير أنه بعد الإعلان عن قائمتها بدأت الاحتجاجات.