توقّع مُحلّلون سياسيون أن يقتصر التنافس حول كرسي المرادية على أوجه سياسية معروفة بنشاطها في المرحلة السابقة، أو التي شغلت مناصب في عهد الرئيس بوتفليقة، بالإضافة لمُرشح أو اثنين من الشخصيات الجديدة، أو كما يسمّونها “الشخصيات الجماهيرية” على غرار الإعلامي سليمان بخليلي ورجل الاقتصاد فارس مسدور أو آخرين. وهو ما يجعل الحملة الإنتخابية “حامية الوطيس”، يُميّزها القذف وتبرئة الذمّة وتقديم الوعود الوهمية، كسبا لأصوات الناخبين. تعالت أصوات متخوفة من اقتصار سباق الرئاسيات بين وجوه النظام السابق، في ظل تأكيد كل من الراغبين في الترشح علي بن فليس وبلقاسم ساحلي وعبد المجيد تبون إضافة لبلعيد عبد العزيز وبن قرينة ايداعهم ملفات الترشح بداية من الأسبوع المقبل، وهو ما يطرح استفسارات عديدة حول نوعية الحملة الانتخابية التي سيقدمونها. وفي هذا الصّدد، يرى المحلل السياسي، عمار رخيلة في اتصال مع “الشروق”، أن المترشحين المحسوبين على النظام السابق، أو أولئك الذين شغلوا مناصب في عهد النظام السابق، وفي حال تأكيد ترشحهم رسميا لرئاسيات 12 ديسمبر، فسيركزون في معظم خرجاتهم الانتخابية على “تبرئة الذمة والنأي بالنفس عن ممارسات النظام السابق”. وأضاف مُحدّثنا، أن هؤلاء المترشحين، سيتواجهون حتما وجها لوجه مع المواطنين خلال نزولهم للميدان، “وأثناءها سيتلقون كما من الأسئلة والانتقادات، على انخراطهم في النظام السابق، وهو ما يدفع بالمرشحين للدخول في معركة تبرئة الذمة على حساب الترويج لبرامجهم الانتخابية الحقيقية” على حد تعبيره. وعن نوعية البرنامج الانتخابي الذي سيروج له المحسوبون على النظام السابق، يرجح رخيلة قائلا “خطابهم الانتخابي لن يختلف عن خطابات باقي المترشحين، حيث سيتجهون إلى نقد الأوضاع القائمة، ومحاولة تبرئة أنفسهم من ممارسات النظام السابق، بل قد يذهب بعضهم لإدانة النظام السابق”. وأضاف، بأنّ ثلة قليلة منهم ستعتمد على خطاب انتخابي، مبني على معطيات دقيقة وتحليل للأوضاع وفقا لما هو قائم، أما البعض الآخر فسيتبنى خطابا تفاؤليا “ولكن ليس لدرجة ادّعاء المعجزات، لأن الشّعب واع جدا بالأوضاع، وأن زمن المعجزات قد ولىّ”. ويتوقع رخيلة، أن تحدث تجاذبات بين المترشحين، خاصة بين المحسوبين على النظام السابق والوجوه الجديدة ” في ظلّ عدم التقيّد بضوابط الحملة الانتخابية، وقلّة تجربة المُرشحين في السلوك الإنتخابي”، ومع ذلك، يؤكد المحلل السياسي، أن الكلمة الأخيرة والسيادة الإنتخابية ستكون للمواطن “لأنه الوحيد القادر على اختيار المرشح الذي يراه مناسبا لقيادة البلد”. من جهته، يرى الرّاغب في الترشح للرئاسيات 12 ديسمبر، فارس مسدور ل”الشروق”، بأن الناخبين سيراهنون على الوجوه الجديدة “والتي لابُدّ لها أن تترشّح، وأن تُحدث القطيعة، وأن نبدأ مرحلة الجزائر الجديدة”، ويؤكد مسدور، أنه تمكن من جمع نصاب التوقيعات المطلوبة، وسيسلم ملفه كاملا للسلطة الوطنية قريبا، أمّا بخصوص حملته الانتخابية، فقال المتحدث “مبدئيا أن نبدأ صفحة جديدة، تُركز على برنامج اقتصادي واجتماعي، بالدرجة الاولى”، وأضاف “أنا مع المصالحة بين الجزائريين فيما بينهم، ولا أقصد المصالحة مع العصابة”. وفنّد مُحدثنا، الأخبار المتداولة عبر “الفايسبوك” والتي أشارت إلى تنازله عن الترشح للرئاسيات، وذلك في بيان منسوب له، حيث قال “أنا لم أوقع أي بيان حول تنازلي عن الترشح، وهذه الأخبار المنتشرة عبر مواقع التواصل الإجتماعي، كاذبة وغير صحيحة”.