الصحفية والأديبة الشاعرة عفاف فنوح، كانت أول أمس نجمة شعرية باتحاد الكتاب الجزائريين، حيث قدمت مجموعتها الشعرية الجديدة »بحري يغرق أحيانا« بحضور جمع من المثقفين والإعلاميين والشعراء. عندما نستيقظ في الحزن تشتاقنا الأحلام ويحلو لنا الهروب إلى ضفاف الوهم، حيث تستحم أنفسنا في بحورنا التي تسع لكل هذا الحزن والانطفاء والاشتعال لتهبنا كلمات تلبسنا فنستعرض من خلالها تألق الألم والحب والنفس وكل الأشياء التي هي تحوزنا. الشاعرة عفاف فنوح جعلت من قصائدها من أشيائها، من اشتهائها بطاقة خاصة مع بعض التفاصيل والعلامات حينما قدمت ديوانها »بحري يغرق أحيانا...«، حيث قالت في كلمة التقديم »أحكي عن ذاتي، عن هذا الأنا، الشعر هو أنا...«. وقد رأت الشاعرة عفاف أن الشعر لم يعد مقروءا بذلك النهم الذي كأنه في الماضي لأن الشعر فقد ثقته مع الجمهور ولهذا تحولت القصيدة التي نكتبها الآن غير تلك القصيدة العابرة للآخين وإنما تحولت كتاباتنا لأصدقائنا الذين هم يتحسسون هذا الجرس الفني يلتقطونه، ولهذا تضيف فنوح أنها تكتفي بالجمهور الذي يسمعها ولو كان فردا واحدا. كما عبرت الشاعرة عن دوافع كتابتها للشعر أنها تكتب الذي تحس به ولا يهمها إعجاب الآخرين بما تكتبه. وقد بدت الشاعرة عفاف فنوح ساخطة على القراء، حيث لم تعد قراءة الشعر تحدث فيهم تلك الجاذبية التي كان يحدثها الشعر في جيلها من القراء، حيث قرأت للمتنبي لنزار لدرويش، لكل الشعراء الذين توهجوا بالكلمة وأشعلوها حرائقا في وجداننا، أما اليوم فلم يعد الشعر بتلك الأهمية التي كانها، فنحن نقرأ لأصدقائنا وذواتنا لأن الشعر فقد وزنه. قرأت الشاعرة من مجموعتها الجديدة على الخصوص قصيدة »لهفة« التي تقول فيها: ''لهفة من وجدانها رحت أجري عانقتني أم أوشكت، لست أدري كم غفت في نوم شعر تدلى.. فوق وجهي، كم داعبت شهد ثغري في خيال كم سافرت حين هامت كم بكت منها أدمع يوم هجري ليت دمعا من جفنها جال خدي ليت وهجا من فيضها هز صدري ما بكت مثلى دمعها في لهيب أوحكت حبا من ضلوع وقهر..؟'' كما قرأت الشاعرة على الجمهور، الذي حضر للاستماع إلى شعرها وتهنئتها، قصيدة تحت عنوان »قلب فايس« والتي تقول في مطلعها: ''نبض تعلم أن ينساب... فانسكبا في زرقة الفايس... ها قد ضم من هربا إني تغرب في عيني... مجامعها كل وواحدهم يهوى فلا عجبا'' ومما قرأت أيضا قصيدتها »طلاق بالثلاث...« وهي القصيدة التي تصدرت المجموعة الشعرية، تقول فيها عفاف: ''ترتج في كحل العيون مواجعي وتفيض من غنج الحفون مدامعي ياحزن جئتك أنت تعرف هاجسي وتنام في أركان كل شوارعي البيت بيتك والهوى وقصيدتي موج بلا بحر بلا متدافع'' هكذا أبحرت بنا عفاف فنوح في بحرها الذي غرق فيها أو هي غرقت فيه، أبحرت على قوارب كلمات فيها من الحزن بعض التفاصيل الداخلية الرقيقة الدقيقة: يا حزنها، كم مت في قلب لها كم قلت إني فيك همسة ضائع طلقت حزني بالثلاث وعدتي رقصت على محراب صدق مواجعي...'' المجموعة الشعرية فيها من لحظات الإغفاء والغرق وأيضا فيها من الاستيقاظ المبكر الذي يسبق خيول النور: ''قطعت خيط الشمس من ضحكاتي وعصرت من دمها دما للآتي عانقت دمعي كي يظلل صبحها متوهجا يحمي سما ظلماتي لعيونهم رممت جرحي كله حزنا على حزن على آهاتي'' المجموعة الشعرية الجديدة للشاعرة المتألقة عفاف فنوح تحتوي على 22 قصيدة تتصدرها قصيدة ''طلاق بالثلاث'' وتختمها قصيدة »يارب«. عفاف فنوح صدرت لها مجموعة شعرية سابقة ولها ديوان مخطوط تحت عنوان »إنا للحب وإنا إليه راجعون« ورواية هي تحت الطبع عن دار الحكمة تحت عنوان »نسيت أن نساك« وتشتغل الآن بالتلفزيون رئيسة للقسم الثقافي وقد سبق أن تحصلت على جائزة الأدب النسوي بقسنطينة سنة .2009 المجموعة الشعرية الجديدة »بحري يغرق أحيانا..« صدرت عن دار الحكمة.