توجت فعاليات أشغال الملتقى الدولي للمذهب المالكي نهاية الأسبوع الأخير بعين الدفلى بإصدار جملة من التوصيات اعتبرها العلماء والباحثون هامة لتكريس التنسيق بين الجوامع والجامعات حول موضوع التعاملات المالية وفق الشريعة الإسلامية مسايرة للمستجدات والنوازل في عصرنا الحديث. ومن بين تلك التوصيات الدعوة للاستفادة من مخرجات مثل هذه الملتقيات وتنفيذ توصياتها، واستثمار مفردات المذهب المالكي في إثراء المنظومة القانونية بشكل عام واقتراح البدائل والحلول في مجال التعاملات البنكية والمصرفية بشكل خاص، إضافة إلى تثمين اعتماد الجامعة الجزائرية تخصص “التعاملات المالية في الفقه الإسلامي” والدعوة إلى تعزيز هذا الاتجاه وتقويته من خلال فرق البحث والمخابر، ومختلف الوسائل البيداغوجية، وتوسيع الشراكة بين المختصين في الصناعتين المالية والفقهية مع تشجيع الباحثين في الاقتصاد والعلوم المالية على المزيد من الاستفادة من التراث الفقهي ونظرياته، إلى جانب تثمين اعتماد صيغة “الصيرفة التشاركية” لدى البنوك الجزائرية والدعوة إلى تفعيل آليات التنفيذ للإسهام في التنمية الوطنية الشاملة، إضافة إلى ضرورة توحيد المصطلحات في المعاملات المالية واعتمادها من طرف المؤسسات المتخصصة في اللغة العربية قصد تعميمها على الفاعلين في هذا المجال، وتوجيه الدعوة لمؤسسات صناعة الرأي في المجتمع للتوعيته بأهمية فقه المعاملات المالية، وتشجيع القائمين على الخطاب المسجدي والفتوى على المزيد من العناية بالدرس الفقهي والتأليف العلمي في مجال المعاملات المالية ومواكبة مستجداتها، كما ثمنت اللجنة المختصة بتحرير التوصيات توجه الملتقى نحو الموضوعات العلمية التطبيقية، حيث اقترحت للطبعة القادمة موضوعين هامين للمناقشة والتحليل، ويتعلق الأمر بكل من “التوثيق في المذهب المالكي” و”الوقف وعقود التبرعات في المذهب المالكي”. وإلى ذلك، عرفت نهاية الأسبوع فعاليات اختتام الطبعة ال15 للملتقى الدولي للمذهب المالكي المنظمة بولاية عين الدفلى والتي استقطبت حضور كثير من العلماء والمتخصصين من القارات الخمس والأساتذة الجامعيين والباحثين والمشايخ من مختلف ولايات الوطن والمختصين الممثلين لكثير من المؤسسات البنكية العاملة بالجزائر تكريم الفائزين بجوائز البحوث العلمية خلال هذه الطبعة تشجيعا لهم على ما أنجزوه من عصارة مجهوداتهم العلمية لإثراء الموضوع، حيث عادت الجائزة الأولى للدكتور عمار ساسي من جامعة باتنة، بينما نال الجائزة الثانية الدكتور الباحث سالم رقاقي من كلية العلوم الإسلامية بقسنطينة، فيما عادت الجائزة الثالثة للباحث الأستاذ الدكتور بلعباس مراد رئيس قسم الشريعة بجامعة الجزائر، وكانت مفاجأة التكريمات أن حظي الدكتور محند إيدير مشنان الذي يشغل حاليا منصب مستشار وزير الشؤون الدينية والأوقاف بجائزة خاصة عرفانا لما قدمه لهذا الملتقى من بدايته قبل 15 سنة.