قطع لبنانيون غاضبون، الأربعاء، طرقاً رئيسية في مختلف المناطق، غداة مواقف للرئيس ميشال عون اعتبروها “مستفزة” وتتجاهل مطالب يتظاهرون من أجلها منذ نحو شهر، تزامناً مع إقفال المدارس والمصارف أبوابها. وتداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي دعوات للتظاهر قرب القصر الرئاسي على مشارف بيروت قبل ظهر الأربعاء، غداة مقتل متظاهر برصاص عسكري جنوب العاصمة، في حادثة أثارت غضباً واسعاً. وقطع المتظاهرون طرقاً حيوية منذ الصباح الباكر في وسط بيروت وعلى مداخلها، وفي نقاط عدة على الطريق المؤدي من بيروت إلى شمال لبنان، وفي طرابلس وعكار شمالاً والبقاع الغربي شرقاً. وأشعلوا الإطارات المطاطية احتجاجاً. وفي محلة الشفروليه قرب بيروت، حصل تدافع بين متظاهرين قطعوا الطريق وعناصر من الجيش حاولوا فتح الطريق بالقوة. ونقلت المؤسسة اللبنانية للإرسال مشاهد مباشرة تظهر عسكريين يضربون شاباً بأعقاب بنادقهم، قبل أن يتدخل متظاهرون لتهدئة الوضع. وعاد المتظاهرون إلى أسلوب قطع الطرق بعدما كانوا اتبعوا منذ الأسبوع الماضي أسلوب التجمع أمام المرافق العامة والمصارف ومنع موظفيها من الالتحاق بمراكز عملهم. وتصدر الطلاب مشهد التحركات خلال الأيام الأخيرة مع تنفيذهم وقفات احتجاجية أمام مدارسهم وجامعاتهم. وأبقت المدراس والمصارف ومؤسسات عدة أبوابها مغلقة الأربعاء. وقال المتظاهر أنطوان سعد وقد قطع مع عشرات الشبان طريق جل الديب شمال بيروت لوكالة فرانس برس: “سنبقي مجدداً على قطع معظم الطرق الرئيسية وحصار كل الإدارات الرسمية وقريباً محاصرة المسؤولين في منازلهم”. وأضاف “الشعب من شيب وشباب وأطفال ونساء وطلاب يفترشون الطرق منذ نحو شهر بينما رئيس الجمهورية لم يلتفت لهم”، مؤكداً أنه “لم يعد هناك من فرصة تُعطى له، طالما لم ينو بعد تشكيل حكومة ويخاطب شعبه باستخفاف. عليه أن يعلم أن الشعب لم يعد يريده وعليه أن يرحل”. واقترح عون خلال حوار تلفزيوني، ليل الثلاثاء، تشكيل حكومة مؤلفة مناصفة من اختصاصيين ووجوه سياسية، بينما يصر المتظاهرون على حكومة من مستقلين واختصاصيين. ورجح أن تبدأ الاستشارات النيابية الملزمة لتسمية رئيس مكلف بتشكيل الحكومة يوم الخميس أو الجمعة بعد استقالة رئيس الحكومة سعد الحريري في 29 أكتوبر تحت ضغط الشارع. وانتقد عون، في موقف أثار غضب المتظاهرين، عدم وجود قياديين يمثلون الحراك غير المسبوق الذي يشهده لبنان منذ 17 أكتوبر، يلبون دعوة سابقة أطلقها للحوار معهم. ورداً على سؤال حول فقدان المتظاهرين ثقتهم بالسلطة، دعاهم عون في حال لم يجدوا “أوادم” في السلطة الى أن “يهاجروا”، مبدياً في الوقت ذاته استعداده للرحيل في حال لم يعجب تاريخه المتظاهرين. وفور انتهاء الحوار الذي بثته شاشات التلفزة المحلية، نزل متظاهرون إلى الشوارع وعملوا على قطع الطرق. وقتل متظاهر في منطقة خلدة جنوببيروت ليلاً، بعد إطلاق عسكري النار عليه، في محاولة لتفريق متظاهرين قطعوا الطريق بعد وقوع تلاسن، وفق قيادة الجيش التي أكدت توقيف مطلق النار للتحقيق معه. ويعد هذا القتيل الثاني منذ بدء التحركات الشعبية، بعد مقتل متظاهر بإشكال فردي على طريق المطار إثر اندلاع الاحتجاجات. ورفع متظاهرون في جل الديب الأربعاء صورة للقتيل علاء أبو فخر، مذيلة بتوقيع “شهيد الثورة”. #Liban : un homme a été tué par balle dans la nuit de mardi à mercredi au sud de Beyrouth, a rapporté l'Agence d'information nationale, après que l'armée ait annoncé avoir ouvert le feu pour disperser des manifestants #AFP — Agence France-Presse (@afpfr) November 13, 2019