كانت القاعة الكبرى بقصر الثقافة، السبت، قبلة ومزارا جمع محبي ومعارف الراحل علي فضيل، الذين لم يمنعهم البرد ولا سوء الأحوال الجوية من الاجتماع لإحياء ذكرى رجل رحل لكنه ترك بصمته في قلوب ونفوس من عرفهم من قريب أو بعيد. في أمسية باردة وممطرة طاف فيها طيف علي فضيل بأرجاء قصر الثقافة، حيث عاد في كلمات وشهادات ودموع أهله وأصدقائه ومعارفه الذين أبو إلا أن يتشاركوا ذكريات ومواقف رجل كانت ابتسامته وبساطته سر تفوقه، فقد جمعهم علي فضيل ميتا كما تعود أن يجمعهم حيا دائما. أجمع كل من عرف الراحل علي فضيل على أنه كان رجلا بسيطا وطموحا وذا قلب كبير يسع الجميع، رجل كريم ومتسامح لم يسبق أن ذكر بسوء حتى الذين اختلف معهم. الأمسية جمعت أصدقاء ومعارف ورفقاء دربه من إعلاميين كما جمعت ضيوفا من مختلف المشارب، وسياسيين، وإطارات، ومثقفين ورياضيين وحتى مواطنين بسطاء جاؤوا وفاء للرجل الذي تعود أن يجده كل من يطلبه، فقد كان علي فضيل يساعد المحتاج والفقير والملهوف ويمنح الفرص للكل. الأمسية التي نشطها محمد مشقق انطلقت بتلاوة آيات بيّنات من الذكر الحكيم من أداء الطفل عبد الرحمان فارح، البرعم الذي رعاه علي فضيل مذ كان طفلا بعمر العامين، حتى صار فارسا للقرآن يحضر في كل مناسبات “الشروق”. كلمة مدير عام مجمع الشروق رشيد فضيل خلال تأبينية الراحل علي فضيل كلمة مدير عام مجمع الشروق رشيد فضيل خلال تأبينية الراحل علي فضيل Gepostet von Echorouk News TV am Samstag, 16. November 2019 وعرفت الأمسية عرض شريطين، تناول الأول سيرة ومسيرة الراحل الذي رأى النور بقرية بئر غبالو، حيث توقف الشريط عند مختلف المحطات المهنية والحياتية لفارس الإعلام الذي قضى 40 عاما في خدمة صاحبة الجلالة، والتحق بجريدة “الشعب” في 1982 ومر أيضا بالإذاعة الوطنية وجريدة “المساء” قبل أن يؤسّس “الشروق العربي” ويسجن بسبب الخط الوطني للأسبوعية، الخط الذي كرسه الراحل في إطلاق يومية “الشروق” وقنوات “الشروق” لاحقا. توقف الشريط الثاني عند أهم الإنجازات التي تحققت في مجمع “الشروق” بفضل حنكة وخبرة الفقيد علي فضيل في تسيير الأزمات والقفز على المشاكل والعراقيل التي وضعت في طريق المجمع لتحطيمه، لكنه ظل صامدا لا يرضى بديلا عن الريادة التي تربعت عليها جريدة “الشروق” والقناة منذ انطلاقها. وكانت لحظة تكريم عائلة علي فضيل من طرف عمال المجمع بحضور وزير الاتصال والثقافة بالنيابة، حسن رابحي، لحظة مؤثرة وصعبة، حيث ارتدى ابنه مناف البرنوس الذي تعود علي فضيل أن يوشح به رموز الجزائر من علماء ومثقفين. وكان عنوانا لخط اختار الراحل أن يتخذ منه واجهة للدفاع وتنبي قضايا الأمة والانخراط فيها. واختلفت زاوية الحديث في شهادات المتدخلين وتنوعت المواقف وتعدّدت الذكريات، لكنها أجمعت على شيء واحد أن الراحل علي فضيل كان ظاهرة إنسانية وإعلامية لن تتكرر. رشيد فضيل.. الرئيس المدير العام لمجمع “الشروق”: مجمع الشروق سيواصل رسالته كما خطها علي فضيل اغتنم الرئيس المدير العام لمجمع “الشروق”، الأستاذ رشيد فضيل، فرصة تنظيم تأبينية الراحل، الأستاذ علي فضيل، لتوجيه كلمة شكر لكل قراء ومشاهدي “الشروق” وكل أصدقاء المجمع ومتعامليه باسم عائلة فضيل كلها وباسم عمال المجمع، على مشاعر المواساة التي أبداها الجميع مع “الشروق” على إثر الفاجعة التي ألمت به برحيل المدير العام ومؤسس “الشروق”، الراحل الأستاذ علي فضيل. ابنة المرحوم #علي_فضيل: "على عهدك باقون يا آبي" ابنة المرحوم #علي_فضيل: "على عهدك باقون يا آبي" Gepostet von Echorouk News TV am Sonntag, 17. November 2019 وقال خليفة الراحل علي فضيل على رأس المجمع، إن الراحل ترك إطارات في المجمع ستواصل مسيرته ونهجه في صناعة النجاح، وأضاف المتحدث في الكلمة الافتتاحية التي ألقاها بالمناسبة إن “الشروق” ستواصل السير على نهج الراحل في “الدفاع عن قضايا الجزائر والجزائريين وستبقى “الشروق” كما أرادها الراحل بيت القضايا الكبرى، شروق الجزائر العميقة، شروق الفقراء والمرضى وكل الذين رأيناهم في الجنازة يرفعون أكف الضراعة لهش بأن يتغمد فقيدهم بالرحمة والمغفرة”. وأردف المدير العام للمجمع أن “الشروق لن تدخر جهدا في سبيل الدفاع عن الجزائر والجزائريين، الجزائر قبل كل شيء والجزائر تسع الجميع وسيبنيها الجميع”. وطمأن المتحدث كل شركاء “الشروق” ومتعامليها أن رسالة المجمع وموقفه سيستمر في النهج الذي رسمه الراحل بكل وضوح دون تردد ولا تلعثم ولا تخبط، منفتحين على جميع الآراء طبقا لشعار المجمع الذي سطره الراحل “رأينا صواب يحتمل الخطأ ورأيكم خطأ يحتمل الصواب”. وأردف الأستاذ رشيد فضيل أن “الشروق” لن تتردد في التنازل عن مصالحها المؤسساتية في سبيل خدمة الجزائر والدفع بها إلى الأمام. بثينة فضيل ابنة الراحل: لن أنسى والدي صاحب القلب الكبير والابتسامة الدائمة كانت لحظة صعود بثينة فضيل، ابنة الراحل علي فضيل إلى منصة الحديث لحظة مؤثرة جدا، حيث لم تتمكن من إكمال كلمتها التي ألقتها بصعوبة وهي تتحدث عن والدها. قالت بثينة فضيل إنها لن تتحدث عن علي فضيل الصحفي ولا المدير والإنسان، لكنها ستتحدث عن علي فضيل الأب الذي لن تفيه حقه، ولن تكفيها كلمات الدنيا لتقول كلمة في بحر أبوته. وأضافت ابنة الراحل في كلمتها أن علي فضيل صاحب القلب الكبير والابتسامة الدائمة التي كانت ترافقه حتى في أشد لحظات ضعفه، لن تغيب وستبقى حية في قلوب ونفوس أهله ومحبيه وكل من عرفه، وأنهم عازمون على مواصلة دربه ونهجه، وأن ذكرى علي فضيل لن تغيب أبدا وستستمر من خلال المشروع الذي أراده رائدا وسيبقى كذلك. فضيل أحمد شقيق الفقيد: أخي علي كان طيبا وشجاعا وينادي للوحدة قال أحمد فضيل، الشقيق الأكبر للراحل علي فضيل في شهادته: “هو شخص إنساني بمعنى الكلمة، حقيقة، كان يساعد الناس جميعا، ويعطف على الفقراء والمساكين كما كان يوصي بالمحبة والتآخي وإصلاح ذات البين”، وواصل شهادته في حديثه عن شقيقه بقوله: “علاقته بالأسرة لا يمكن تصورها أبدا، فهو أخ لا يكرره الزمن وعلاقته داخل العائلة كانت جد طيبة”، وعرج المتحدث لينقلنا لحياة علي فضيل الطفل، ليقول: “لم تكن طفولته كباقي أقرانه لأنه حتى وهو طفل كان ذو عقل كبير وراجح وشديد كان يمتاز بالحكمة حتى وهو صغير”. وأفاد الشقيق الأكبر أن علي كان يمتاز بالشجاعة والأنفة والحكمة، بالإضافة إلى أنه كثير الحرص على التعاليم الدينية وحركات التحرير في العالم، وخاصة قضية فلسطين والتي كانت بالنسبة له شغله الشاغل، وذكر أن عائلة فضيل كلها تفتخر أن ابنها علي صنع اسمه من ذهب في تاريخ الإعلام وهو رائد في الصحافة، وله باع في الإعلام – يضيف – حيث عمل مترجما في الرئاسة وانتقل بعدها كمؤسس لجريدة “المساء”، واشتغل في جريدة “الشعب”، ليؤسس بعدها جريدته الخاصة بداية بمجلة “الشروق العربي”، ثم اليومي وقنواته الثلاث، “بكل بساطة، علي يعتبر رائدا من رواد الإعلاميين الجزائريين والعالم العربي، وترك إرثا ثقيلا في الإعلام، كما أنه، رحمه الله، كان يساعد الصحفيين وينادي للوحدة والتآخي والمثابرة” . شقيقه الأصغر ياسين فضيل: نظراته الأخيرة “أوصتني” بالحفاظ على “الشروق” من جانبه، قال الشقيق الأصغر ياسين فضيل إنّ الراحل هو رجل التحدي منذ أن كان في التعليم الابتدائي إلى الجامعة، وقد كان أخي وصديقي وأيضا معلمي، فهو من علمني اللغة الإنجليزية في بداية الثمانينات، وهو أول من أدخلني عالم الصحافة، وعلمني أيضا النحو العربي، ففي أول مرة أراد أن يعلمني فيها النحو منذ أكثر من 35 سنة، قال لي بالحرف الواحد “النحو زينة للفتى من لم يعرف النحو فحقه أن يسكت”، وظل يرددها عليّ دائما إلى غاية أن تعلمت النحو على أصوله، فكان علي أقرب شخص بالنسبة لي، وكنت الأقرب إليه، ربما التقيت به أكثر مما التقاه أهله وزوجته وأولاده الثلاثة، فقد كان لنا حديث أو لقاء في كل يوم، وحتى في آخر أيام دنياه، لحسن حظي كنت معه ولم أتركه للحظة واحدة، حيث قضيت معه ال10 أيام الأخيرة في مستشفى كان بفرنسا، وفتح عينيه ونظر إليّ وابتسم لي، وأخذ بيدي وشدّ عليها، وهذه الرسالة التي فهتها من نظراته الأخيرة لي وكأنه يوصيني بأنه ترك لنا ميراثنا إعلاميا ثقيلا ورائدا، لهذا علينا أن نصون هذه الأمانة ونحفظها ونواصل الريادة التي عشقها الراحل وتميز بها، بالتعاون أنا وكل عمال مجمع الشروق، بوضع اليد في اليد، لتبقى شمس الشروق مشرقة إلى الأبد. علي ذراع المكلف بالإعلام في السلطة الوطنية المستقلة لمراقبة الانتخابات: علي فضيل تخندق مع القضايا الكبرى ركّز المستشار الإعلامي لمجمع “الشروق”، والمكلف بالإعلام في اللجنة الوطنية لمراقبة الانتخابات، علي ذراع، في حديثه عن علي فضيل ليس الصحفي ولا الإنسان لكنه فضّل الحديث عن علي فضيل “الأفكار والقضايا الكبرى”، حيث قال المتحدث إن الراحل كان دائما متخندقا إلى جانب القضايا الكبرى للأمة العربية وليس الجزائر فقط، حيث سخر “الشروق” لخدمة القضية الفلسطينية ونصرة غزة، بل كان له الفضل في دعم التيار العربي، الإسلامي من خلال اللجنة التي تأسست بعضوية شخصيات كبرى على رأسها المجاهدة الكبيرة جميلة بوحيرد. وأضاف المتحدث في كلمته في تأبينية الراحل، أن علي فضيل سخر “الشروق”، منذ انطلاقها، لخدمة القضايا الكبرى للأمة وكانت “الشروق” دائما على خط الدفاع عن ثوابت ومقدسات الجزائر خاصة والأمة العربية عموما في مواجهة المشروع الفرنسي التخريبي الرامي إلى تقسيم الجزائر، فقد جعل علي فضيل من “الشروق” أكثر من جريدة وأكثر من مجمع إعلامي، بل كانت صخرة وخط الدفاع في وجه المشروع الرامي إلى تقسيم الجزائر. كلمة الناطق الرسمي باسم الحكومة وزير الإتصال حسن رابحي خلال تأبينية الراحل علي فضيل كلمة الناطق الرسمي باسم الحكومة وزير الإتصال حسن رابحي خلال تأبينية الراحل علي فضيل Gepostet von Echorouk News TV am Samstag, 16. November 2019 وزير الاتصال حسان رابحي: فقدنا قامة إعلامية ونتمنى أن تبقى الشروق منارة اعتبر وزير الاتصال حسان رابحي أن الراحل علي فضيل كان قامة إعلامية متألقة ومتميزة في ميدان الإعلام وكل الأسرة الإعلامية الجزائرية ونظيراتها في الكثير من الدول العربية التي كان لها حظ قراءة ومشاهدة عنوان “الشروق”. وأضاف أن المؤسسة منارة للإعلام في الجزائر وكذلك منبرا للدفاع عن مقومات الجزائر ومقومات الأمة العربية والإسلامية، مؤكدا أن الفقيد كان يتفانى في كل ما من شأنه خدمة المصلحة العليا للوطن والمواطن، كما كان بالنسبة للكثير معلما للصحافة الوطنية والعربية، ونبراسا يضيء الطريق لكل ما فيه الخير للجميع. الإعلامي سعد بوعقبة: المرحوم أظهر مواهبه في قيادة الرجال من جهته، أكد الإعلامي، سعد بوعقبة، أن أخلاق وخصال المرحوم علي فضيل هي التي يجب أن تتحدث عنه، ليس في تأبينية أو لقاء أو تصريح، بل باستمرار، مع تواصل الرسالة التي ترك فيها بصمته، حيث كان قامة من قامات الإعلام في الجزائر، فكان متميزا يكتب قليلا ولكن بنوعية جادة ومثمرة، أظهر مواهبه في قيادة الرجال، وكان مهتما بصفة خاصة بقسم المنوعات التي جعلت منه عصب جريدة “المساء”، ومن خلاله وبفضل مهنيته واختياره للمواضيع الفنية والاجتماعية، ارتفعت مبيعات الصحيفة بشكل كبير، ليتجه بعدها إلى الجريدة الحزبية “المنبر”، ثم ينتقل إلى محطة أخرى هي جريدة “الشروق العربي”. وأضاف بوعقبة أن المرحوم كان لديه تأثير عجيب عليه بشكل غير عادي، حيث كانا متلازمين، وقال إنه استطاع أن يلتمس مواطن الضعف فيه وصقلها في شخصه مهنيا وبطيبة خاطر. وشدّد على أنه لم يأت ليتكلم كلاما وعظيا، وإنما جاء ليقول بكل صراحة، أن اختلافه مع الأستاذ علي، رحمة الله عليه، كان اختلاف الرجال وفقط، وأخلاقه وطيبته ستظل لاحقة واسمه مادامت “الشروق” واعدة، تلك المؤسسة التي بدأ فيها يافعا، فكان معطاء، حيث أخذ منه الزمن إلى أن انتقل إلى جوار ربه، وأوصى من خلال منبر “الشروق” عائلته وكل الشروقيين الأوفياء بإكمال المسيرة، بعد ما رفع عنوان المجمع عاليا. محمد يعقوبي.. رئيس تحرير “الشروق” السابق: الراحل كان حالما ولا يؤمن بالمستحيل قال محمد يعقوبي، رئيس التحرير السابق في “الشروق”، أن علي فضيل كان رجلا حالما، ولا يؤمن بالمستحيل، وصاحب مغامرة في المجال الإعلامي، ويملك حسا وفراسة مكناه أن يكون دائما في الريادة. وأضاف رئيس تحرير السابق ل”الشروق” اليومي، أن علي فضيل كان يؤمن بالشباب ويعطيهم الفرصة وهو أحدهم، حيث اشتغل مدة 15 سنة مع الراحل كرئيس للتحرير مكنته هذه المدة أن يعرف الرجل عن قرب ويدون الكثير من المواقف. وقال يعقوبي إن تجربة علي فضيل تستحق أن تدوّن في كتاب. ومن بين المواقف التي ذكرها يعقوبي عن الراحل انه عندما استقال مدير تحرير “الشروق اليومي”، طلب من الراحل أن يعين في هذا المنصب من هو أكبر منه خبرة، لأنه، كما قال، كان يحس أن ظهره عاريا، فقال له علي فضيل أنه فعلا كان ظهرا حاميا لكل من اشتغل معهم وكان يتحمّل الضغوط نيابة عنهم حتى انه رفض، حسب شهادة يعقوبي، أن يقطع أرزاق زملاء لم يكن النظام السابق راضيا عن كتاباتهم، فاستمروا في الكتابة بأسماء نساء حتى لا يتم التفطن إليهم واستمر الأمر لسنوات. ومن بين ما ذكره أيضا المتحدث عن علي فضيل، حبه للمغامرة والحلم، فقناة “الشروق” انطلقت بكاميرا واحدة ومن دون إمكانيات لتصير مجمعا كبيرا اليوم، فقوة علي فضيل كانت في بساطته وإقدامه، وكان، رحمه الله، حيثما يضع يده يبارك له الله في جهوده، لأنه كان خيّرا يحب الخير. وأضاف يعقوبي في شهادته خلال تأبينية علي فضيل انه عندما كانت الجريدة تكرم العلماء ويدعوها البعض ب”جريدة البرانيس”، قال له “أردنا أن ندخل رموزنا إلى غوغل”، وفعلا صارت اليوم تكريمات وندوات “الشروق” مرجعا على شبكة الانترنت في التدليل على سيرة ومسار علماء ورموز الجزائر الثقافية والدينية. ومن بين ما يذكره أيضا رئيس التحرير السابق ل”الشروق” أن علي فضيل أسّس طبعة جهوية لجريدة “الشروق” في منطقة القبائل ونجحت الطبعة، حيث كانت الجريدة منتشرة في تيزي وزو، وكانت طريقته، رحمه الله، للرد على بعض الاتهامات التي كانت تطال المنطقة. حياة بن بتقة أقدم صحفية في “الشروق العربي”: الفقيد علي فضيل كان يثمن العمل الصحفي “كان أخا لم يكن فقط مديرا.. بدأت معه العمل سنة 1994، كان أول باب لجأت إليه هو باب الشروق”، هكذا بدأت حياة بن بتقة، أقدم صحفية في جريدة “الشروق العربي”، حديثها عن الراحل علي فضيل، مضيفة في شيء من الحزن “لم نحس حينها أبدا انه مسؤول، لقد كان زميلا ومعلما، وأخا.. لقد جعلني أحب التحقيق الصحفي الذي أحترفه اليوم”. وكشفت المتحدثة أن دخولها ل”الشروق العربي”، كان صدفة، حيث رافقت حينها زميلة لها في الجامعة بعد تخرجهما مباشرة، ولما دخلت مقر الجريدة، عرض عليها المرحوم أن تعمل عنده، خاصة، حسبها، عندما عرف أنها قبائلية، حيث كان يسعى لإيصال صوت “الشروق العربي” إلى منطقة القبائل. واسترجعت حياة تلك الذكريات مع علي فضيل، قائلة “تحدث حينها بعفوية، قلت له اتركني أفكر، لقد تخرجت حديثا من الجامعة وأريد أن اذهب إلى منطقة القبائل وأتنفس قليلا وازور أجدادي، كان شهر ديسمبر، فطلب مني أن أعود شهر جانفي لألتحق بالمهنة رسميا”. الإعلامي سليمان بخليلي: لم أعرف رجلا في طيبة علي فضيل قال سليمان بخليلي أن علاقته بالراحل علي فضيل تعود إلى سنوات التسعينيات عندما كان هو يعد برنامجا اسمه “في ضيافتكم” من محطة ورقلة للتلفزيون الجزائري، وكان على طريقة البرنامج الأردني “دفاتر الأيام”، فكتب الراحل علي فضيل في جريدة “المساء”: “هل هي دفاتر الأيام من ورقلة؟”، ويقول بخليلي انه اغتاظ من المقال وعندما جاء إلى العاصمة، التقى المرحوم الذي كان معروفا بحس النكتة وطيبة القلب فقال له “أن مقالك أخذت عليه 300 دينار وقد تغديت بها”. ويؤكد بخليلي أنها كانت بداية علاقة قوية مع الأستاذ علي فضيل الذي كتب معه في “الشروق العربي واليومي”، كما كان أيضا مديرا تنفيذيا لقناة “الشروق” عند انطلاقها. ويؤكد المتحدث في شهادته عن الراحل انه “لم يعرف رجلا في طيبة قلب علي فضيل ولا في سعة صدره، وقد كانت له أفضال كبيرة على الجميع، لا اعتقد أن هناك من الإعلاميين من لن ينله شيء من خيرية هذا الرجل ولا من فضله”، وأضاف بخليلي انه لا يكاد يصدق أن علي فضيل رحل بحيث يستقل أن يذكر كلمة مرحوم مقرونة باسمه. الطفل “عبد الرحمان فارح” فارس القرآن: علي فضيل رعاني منذ نعومة أظافري أصر الطفل عبد الرحمان فارح إلا أن يقدّم شهادته في الراحل علي فضيل خلال التأبينية التي افتتحها الطفل بقراءة آيات بينات من الذكر الحكيم، حيث قال الطفل عبد الرحمان فارح عن الأستاذ علي فضيل أنه اتصل به واستقبله في “الشروق”، وكرّمه منذ أن كان في عمره عامين بعد أن ظهر في برنامج “صباح الخير” للتلفزيون الرسمي، وصار منذ ذلك الوقت واحدا من أفراد أسرة “الشروق”، حيث يفتتح كل المناسبات الدينية للمؤسسة، وقد كرّمه علي فضيل وأشرف على حفل في بيته بإرسال كبش إلى بيته. وأضاف عبد الرحمان انه يكفي الراحل علي فضيل شرفا انه المدير الوحيد الذي يكرم أهل القرآن ويجلهم ويشجع حفظة القرآن من خلال عدة برامج على رأسها “مزامير داوود” “ورتل القرآن”، فكلما بزغ طفل في هذا المجال، إلا كان علي فضيل له راعيا وداعما. محمد دويبي ممثل فرع مؤسسة “القدس” الدولية بالجزائر: الراحل فتح مؤسسته الإعلامية لمؤسسة “القدس” كشف، محمد دويبي، أن معرفته بالراحل علي فضيل تعود إلى سنة 2007 في مطار بيروت الدولي، عندما ذهب لحضور اجتماع أمناء المؤسسة بصفته ممثلا عن فرع الجزائر. وفي تلك السفرية، يقول محمد دويبي، إنه تحدث للأستاذ علي فضيل عن أهداف المؤسسة التي تسعى لوقف زحف تهويد القدس. وقال المتحدث في الشهادة التي قدّمها عن علي فضيل إن هذا الأخير فتح لهم مقر جريدة “الشروق” حيث كان أعضاء المؤسسة كلما احتاجوا للقاء، كانت أبواب المؤسسة مفتوحة أمامهم. وأضاف المتحدث، قائلا إن الراحل علي فضيل كانت له مساهمة فعالة في قافلة “الحرية” التي انطلقت لفك الحصار عن عزة. وأوفد طاقما صحفيا شابا على متن سفيرة “مرمرة” التي ذهبت لفك الحصار عن غزة كان من ضمنها الصحفي قادة بن عمار الذي نقل ما عايشته هذه السفينة التي تعرضت للاعتداء وكذا المصور حليم الذي استطاع إخفاء شريحة الصور التي نقلت للعالم جزءا من الاعتداء الصهيوني الجبان على السفينة. وأضاف دويبي أن صفحات “الشروق” كانت مفتوحة للتقرير السنوي الذي كانت مؤسسة “القدس” تصدره سنويا بعنوان “عين على الأقصى”. كما اغتنم محمد دويبي ذات المناسبة ليدعو طاقم مجمع “الشروق” لمواصلة نهج الراحل ليكون هذا الصرح الإعلامي الذي أوقفه صاحبه في خدمة قضايا الأمة صدقة جارية دائمة على روحه. رشيدة براهيمي صحفية محققة في التلفزيون الجزائري: فضيل علمنا كيف نواجه الأزمات في مهنة المتاعب استهلت رشيدة براهيمي، صحفية ومحققة في التلفزيون الجزائري، الحديث عن المرحوم قائلة: “علي فضيل، كما عرفته أنا وزملائي الأوائل في جريدة “الشروق العربي”، ليس ذلك الشخص ببهرجته وبقنواته التلفزيونية، فهو بقدر ما يبدو قويّا، إلا أنه خجول، يبتسم بابتسامة يساورها نوع من الحياء”. وأكدت أنها في سنة 1991، طرقت رفقة زميلات لها مثل حياة راشدي وحسيبة بن مسيح، باب علي فضيل في مقر جريدة “الشروق العربي”، وكنّ حينها طالبات في الجامعة، حيث لم يسألهن عن المستوى التعليمي ولا الخبرة، ولم يسألهن من أرسلهن، بل قال لهنّ “الأبواب مفتوحة والجريدة جريدتكم”، مضيفة “نحن نعرف علي فضيل الذي كان لا يملك ربما في جيبه ثمن الغداء الذي كنا نتقاسمه في مكتبه الصغير، نغلّي البطاطا بالملح ويأتي ليأكلها معنا”. وتحدثت عن بساطة تلك الأيام، حيث كان الطاقم الصحفي يحضّر الشاي في مخبر التصوير لزميلهم مراد ضيف الذي بدأ مع المرحوم أول خطوة لتأسيس جريدة “الشروق العربي”، وقالت براهيمي “حدث أن عملنا شهورا في الجريدة دون أن نتقاضى راتبا في البداية، كنا نلتقي به في الرواق ونناديه يا أستاذ علي.. يا أستاذ علي!.. يدخل يديه في جيبيه وما يجده من نقود يعطيها لنا”. وكان علي فضيل، حسب شهادة الصحفية براهيمي، عندما يقول له صحفيوه، لم نجد ما نفطر به، يبحث عن “الصرف” في جيبه، ويعطيه لهم ويقول لهم “اذهبوا اشتروا خبزة لنأكلها جميعا”. وأكدت رشيدة أن هذه الحادثة وراء جملة شهيرة كان يرددها علي فضيل وهي “نحن أسرة واحدة، نأكل خبزة واحدة”، وبقيت إلى اليوم. الأستاذ محمد الهادي الحسني: علي فضيل كان صانعا للنجاح في الشهادة التي قدّمها الشيخ الهادي الحسنى عن علي فضيل، قال فيها أن الراحل لم يكن كأي واحد من الناس، بل كان متميزا، يحب التميّز ويصنع النجاح، وأكد أنه يحب التميز الذي له هدف ومعنى، مشيدا بأخلاق الراحل علي فضيل حتى مع الذين كان يختلف معهم، مستشهدا بتصرف علي فضيل مع زملائه وشركائه في “الشروق” الذين اختلف معهم، لكنه لم يذكرهم يوما بسوء، حيث كان “يختلف مع الغير اختلاف الرجال واختلاف الكبار، وهذا ينم عن الأصل الطيب والمنبت الحسن للراحل.” وذكر محمد الهادي الحسني أن الراحل علي فضيل كان منحازا إلى قضايا الأمة وأنه تعرف عليه سواء في “الشروق العربي” أو جريدة “الشروق” في بدايتها وحتى أنه حاول معه ليكون في القناة، لكن اعتذر عن ذلك، وتابع “علي كان إنسانا يأتلف ويؤلف، له قدرة على ائتلاف قلوب الناس والتعامل معهم بيسر وهذا في رأيي الذي مكنه وجعله ينجح في المشاريع التي قام بها”، وذكر أنه كان رائدا في كل مشروع يقوم به ولم يكن متبعا ولم يرث عملا عن غيره، لأنه هو من بدأ كل عمل بنفسه، ليقول “هذه ميزة تميز بها علي”، فدائما كانت أعماله ومشاريعه تنطلق بقوة، سواء مع مجلة “الشروق العربي أو اليومي” أو القنوات، كما انه لم ينكر يوما فضل الذين كانوا إلى جانبه حتى وإن فرقت بينه وبين بعضهم ظروف العمل، لكنه لم ينكر جهود الإخوة الذين كانوا معه، كما ذكر بالظروف القاهرة التي تعرض لها علي، لكن صمد وعرف كيف تكون استجابته أكبر من التحدي الذي فرض عليه، ليختتم كلامه “ندعوا القائمين على المشاريع من بعده أن يواصلوا على نهج هذه الروح لا مانع من أن يطوروا أو يحسنوا”. المؤرخ محمد عباس: رحيل علي فضيل صدمة كبيرة اعتبر الأستاذ والإعلامي محمد عباس رحيل علي فضيل خسارة كبيرة للإعلام، واصفا خبر وفاته ب”المفاجأة” التي كانت صدمة لزملائه ومحبيه ممن عرفوه عن قرب وعايشوا معه أصعب فترات حياته منذ انطلاق مسيرته الإعلامية وحتى يومنا هذا. وعن علاقته بالمرحوم عرج محمد عباس عن فترة جمعتهما قاربت 40 سنة من العطاء، حينما كان رئيس تحرير لجريدة الشعب، استقبل خلالها علي فضيل برحابة صدر للعمل رفقة طاقمه، لما تمتع به من كفاءة عالية تستحق منحه الفرصة لاقتحام مجال الإعلام. وأضاف محمد عباس أن الراحل “رفيق درب وكفاح جمعتهما لاحقا دار الصحافة بعد تأسيس جريدة الشروق العربي، وترؤسه هو جريدة السلام تبادلا خلالها الدعم المادي والمعنوي، ثم فتحت أبواب الشروق لتكون منبرا له ولزملائه بعد توقيف جريدة السلام عن العمل لفترة. عز الدين ميهوبي: علي فضيل إنسان لا سقف لطموحه عبّر عز الدين ميهوبي، وزير الثقافة السابق، عن احترامه الكبير لشخص المرحوم علي فضيل، حيث شهد له بوطنيته التي بلغت مقام العشق للوطن واعتداله الوسطي الذي ورثه عن أبيه وأجداده وبيئته الدينية والريفية. وقال ميهوبي، إن علاقته بالمرحوم كانت علاقة صداقة وأخوة ، مضيفا أنه يعتبر إنسانا لا سقف لطموحه، فكلما أراد أمرا إلا وحققه كله أو نسبة منه، وهو خسارة للإعلام وللجزائر. وأضاف أن الأستاذ علي كان إعلاميا مرموقا، وتابع بالقول “عرفته وهو يتبنى قضايا مصيرية في البلاد، كما عايشته وهو يتعذب من أجل ما يحدث في غزة وكل ما تعلق بالدين واللغة والقرآن”، مضيفا أنه “رجل وإنسان أنيق بابتسامة سحرية، وكان شخصا موهوبا، ذا قلب طاهر، كان طريقه مستقيما دون شك، امتلك جاذبية وسحرا بابتسامته التي لا تكاد تفارقه، عامر قلبه بالصدق والإيمان بقول الحقيقة، لا يخفي هيبته، لا يخدع غيره، لا يخشى في الحق لومة لائم”. نور الدين بن براهم: علي فضيل تواضع مثل الكبار بشخصية بسيطة أشاد رئيس مؤسسة “أضواء رايتس” للديمقراطية وحقوق الإنسان، نور الدين بن براهم، بشخص المرحوم الأستاذ علي فضيل، سواء في حياته الاجتماعية العادية مع الأصدقاء أو عبر مساره المهني الإعلامي، معتبرا أن معرفته به كانت في التسعينيات، حيث كان يتفاعل وقتها مع الناس بتواضع الكبار، حيث تميز بعدة سمات، منها عمله الجاد بعرق وجهد كبير في التأسيس لصحافة مستقلة بالجزائر وإيمانه بالشباب. وقال بن براهم “إن الموت يضعنا في جادة الاعتدال، وأن من أبسط حقوقنا على مؤسس الصرح الإعلامي “الشروق” أن نذكره ذكرا حسنا، ونذكر مآثره، وحسناته، ونترحم عليه”. كما وجّه نور الدين بن براهم نداءه إلى عائلة المرحوم قائلا: “أنا أشاطرهم الحزن، وأدعو الله أن يربط على قلوبهم بالصبر السلوان، ويجزيهم الثواب، ويتغمّد الفقيد برحمته الواسعة”، مضيفا “مثل علي فضيل لا ينبغي أن تنتهي حياتهم بحياتنا لمجرد أنهم رحلوا، إنما انتقلوا أبدانًا، وبقيت مناقبهم، وأخلاقهم، ومواقفهم، وعطاءاتهم التي يجب أن تبقى تتفاعل في داخلنا، فنعكسها كأمانة إلى الأجيال اللاحقة”. بن زعيم نور الدين: لقد كان هادئا وصبورا ونزيها قال السياسي والمحامي، بن زعيم نور الدين “إن ما سمعناه ممن عاشروا المرحوم علي فضيل، جعلنا نثمن وسطيته واعتداله، فكان فارسا للإعلام العربي، وحاملا للثوابت والهوية الوطنية ومناضلا للخط الوطني”. وأوضح بن زعيم أن “أصعب الخطب هي خطب التأبين والرثاء، رغم أن أروع خطب التاريخ، هي الخطب التي انفجرت في لحظات حزينة، وهو حالنا بعد سماع خبر وفاة الرئيس المدير العام، علي فضيل، حيث تأثر فينا الصغير قبل الكبير ممن تعلموا عنه وعاشروه”. وأضاف أنه “يصعب إحصاء خصاله، فقد كان بسيطا في مسلكه، صلبًا في مواقفه، شديد الاعتزاز برأيه، متواضعا أمام رأي الآخرين، عفيفا في حياته، هادئا وصبورا ونزيها في حكمه على الناس والوقائع والظروف”. زهور ونيسي: علي ترك بصمته في قطاع الإعلام الخاص أبت الوزيرة السابقة، زهور ونيسي، إلا أن تكون حاضرة في تأبينية الراحل علي فضيل، لتكرمه هذه المرة، وهي التي تعودت على أن تكرم من قبله طيلة سنوات، حيث قالت “أردت بحضوري اليوم بينكم تكريم الراحل علي فضيل وهو الذي كان السبّاق دائما لتكريمي”، وتابعت كلامها “لطالما تعاملت مع الرجل سواء في جريدة الشروق أم حتى في قنواته التلفزيونية التي كنت حاضرة فيها للحوار أو لعرض كتبي أو حتى من خلال مشاركتي في حفل افتتاح حصة مسابقة “شاعر الجزائر” مع علي فضيل”، لتصرح “نعزي أنفسنا بوفاة خير ما أنجبت الجزائر”، وعدَّدت الوزيرة خصال الراحل بقولها “هو ثمرة من ثمار أول نوفمبر ومن ثمار الاستقلال لأنه رجل المبادئ والثوابت الوطنية، رجل استطاع بشجاعته وتحدّيه أن يضع بصمته في الإعلام الخاص”، لتصفه بأنه كان وفيا لمبادئ الجزائر. الأستاذ أحمد عظيمي: رحيل علي فضيل خسارة للجزائر ككل قال الأستاذ، أحمد عظيمي، إن خسارة علي فضيل ليست خسارة للعائلة أو مجمع “الشروق” فقط، وإنما هي خسارة لكل الجزائر، وأضاف “عرفته وهو طالب في السنة الأولى بالجامعة ومنذ ذلك الوقت، تعاملت معه، كان معروفا بأدبه وأخلاقه وهدوئه”، وتابع “علاقتي المهنية معه كانت سنة 2005، حيث فتح لي صفحات الشروق لأكتب فيها، ثم خصص لي بعدها ركنا أسبوعيا لفترة معينة من الزمن”، وأردف “لطالما كنت ألتقي بالراحل لنتكلم عن هموم الوطن، كان يتألم لوضع الجزائر”، ولم تتوقف علاقتي معه -يضيف- في حدود الجريدة، بل حاول أن يخصص لي وقتا في كل البرامج بقناة “الشروق”. وذكر عظيمي المشروع الذي ربطه مع علي فضيل والخاص بإنجاز مركز بحث ل”الشروق” والذي لم يكتمل، للأسف يقول، حيث كان الراحل علي يعلق عليه آمالا كبيرة حتى يكون هذا المركز مجالا لتشجيع طلبة الدكتوراه في الجامعات الجزائرية وكان ينوي تخصيص جائزة سنوية لأفضل أطروحة دكتوراه، بالإضافة إلى حبه الكبير للغة العربية، حيث كان يدافع عنها دائما، دون أن ننسى –يضيف- مواقفه المشرفة تجاه القضية الفلسطينية أيام الحرب على غزة، حيث فتح لنا صفحات “الشروق” لنكتب لغزة، كما فتح المقر للمجموعة التي كانت تشارك في المساعدات التي ستحول لغزة، ليختم شهادته بالقول “هو من الرجال القلائل في الجزائر الذين قدّموا شيئا للغة العربية وللصحافة الجزائرية، فهو من مؤسسي مجلة الشروق العربي ثم جاءت الجريدة والقنوات التلفزيونية”. أصدقاء وزملاء الراحل #علي_فضيل يستذكرون مساره أصدقاء وزملاء الراحل #علي_فضيل يستذكرون مساره Gepostet von Echorouk News TV am Samstag, 16. November 2019 ممثل حركة حماس في الجزائر: الراحل دافع عن القضية الفلسطينية صرّح ممثل حركة حماس في الجزائر محمد عثمان، أن الراحل علي فضيل رحمه الله، يعتبر فقيد الأمة العربية والإسلامية، فقد خلّف صرحا إعلاميا بارزا حافلا بالمواقف الوطنية والعربية والإسلامية، سيما مواقفه من القضية الفلسطينية والتي سيتذكرها الشعب الفلسطيني جيدا. وأضاف أنّ الرجل ساهم بدور كبير في تسيير قوافل وقف الحصار عن غزة، من خلال المواقف التي كان يعبر عنها في اللّحظات المفصلية من تاريخ القضية الفلسطينية. وأوضح المتحدث أنّ الفقيد ترك كنزا إعلاميا ضخما من خلف هذا الصرح الذي يتمم مسيرة دعم قضايا الأمة العربية والإسلامية العادلة ومنها قضية فلسطين. عيسى بلخضر: علي فضيل جعل “الشروق” أكثر المؤسسات استيعابا لعمل الخير أكد عيسى بلخضر، رئيس جمعية “جزائر الخير”، أن علي فضيل أسّس ب”الشروق”، للعمل الخيري، وذلك من خلال برامج خيرية، وفسح المجال، حسبه، واسعا فكانت مؤسسته من أكثر المؤسسات الإعلامية استيعابا للمشاريع الخيرية، تعريفا أو عرضا أو تشجيعا على العمل الخيري وهذا يحسب للمرحوم. وقال “على كل حال، فإن الأستاذ علي فضيل من أطول الناس أعمارا، فعمره كان عريضا بالإنجازات التي تركها، رغم انه فارقنا وهو لا يزال في مقتبل العمر، فرجل يترك مؤسسة إعلامية كبيرة جدا، يستفيد منها المجتمع الجزائري، تعتبر له من الذين وزعوا ميراثهم في حياتهم”. وأشاد بلخضر بمسيرة الفقيد علي فضيل الإعلامية، معتبرا انه من ينشئ مؤسسة خلال التحولات في الجزائر، وفي ظل التحديات القانونية والاجتماعية، الواقعية والسياسية في إطار إعلامي أو منظماتي، ليس بالشيء السهل، وقال: “إن فضيل من الذين أسّسوا لبناء المؤسسات وليس من الأفراد الذين يفتخرون بالمنجزات الشخصية”. الشيخ فرحات: علي شجعني على تقديم الأحوال الجوية بالدارجة قال الشيخ فرحات، مقدم النشرة الجوية في قناة “الشروق تي في”، إن الراحل علي فضيل ليس صديقا، بل إنه أخ، فتح له باب التوظيف واسعا وأعطاه الحرية التامة في طريق العمل وعرض النشرة، كما شجعه على اقتراح أفكار من شأنها تطوير أساليب تقديم النشرات الجوية في القنوات التلفزيونية. ونوه فرحات بطريقة تعامل المرحوم مع موظفيه، مؤكدا أن أكثر ما حببه في علي فضيل تواضعه وبساطته، قائلا “لقد شجعني أن أتحدث ب”الدارجة” كوسيلة ثقافية فنية للحفاظ على لهجة الجزائر العميقة”. وأوضح الشيخ فرحات، أن الراحل كان ينوي تكوين صحفيين في تقديم النشرة الجوية، حيث طلب منه أن يبقى في “الشروق تي في” ليستفاد من خبرته، وحسب فرحات، فإن الفقيد كان يفكر في الشباب وكان له طموح جامح في أن يستفاد من خبرة كبار الصحفيين، من خلال الاحتكاك بهم أثناء العمل. وتطرق المتحدث إلى أسلوب علي فضيل في معالجة الخلافات مع الأشخاص ومع مخالفيه ومن يغادرون مؤسسته، حيث قال “لقد دعاني إلى الغداء، والتمس مني أن اترك أي خلاف في الرأي جانبا، وأن أكون متسامحا، وشجعني بحديثه الطيّب أن ابقي في “الشروق”، وأقدّم خبرتي للأقل مني خبرة”. وداعا …#علي_فضيل وداعا …#علي_فضيل Gepostet von Echorouk News TV am Samstag, 16. November 2019 مسعود العايب: مسيرة الإعلامي علي فضيل تستحق التدوين دعا مسعود العايب، مخرج وأستاذ جامعي، إلى تدوين ما أنجزه مدير مجمع “الشروق”، الراحل علي فضيل، حيث قال إن أثره في الميدان الإعلامي يستحق أن يدون ويوثق، لاسيما الجانب الذي قاساه المرحوم وواجهه كإعلامي من بين الإعلاميين الشجعان. ونصح العايب، صحفيّي “الشروق”، والمشرفين على تسييرها، بالسير على نفس النهج والرسالة، باعتبار أن مؤسسته حصن إعلامي من الحصون القوية. الدكتور زغيدي: فضيل نصر الحرف العربي أثنى الباحث في التاريخ، الدكتور محمد لحسن زغيدي، على الحياة الإعلامية لعلي فضيل، حيث يرى أنه يرجع إليه الفضل في جعل الحرف العربي والكلمة العربية تحتل الصدارة، بعد أن كانت في الصف الثاني، وتجاوزت ذلك بخطوات كبيرة، حتّى أصبحت “الشروق” الأكثر مقروئية على الإطلاق في الجزائر، وقال إنّ “كل شخص يخدم وطنه وشعبه وأمته، ويجدد كتابة تاريخها، بما ينشئ وما يؤسس”. وأكد زغيدي أن منجزات ومؤسسات علي فضيل لن تمحوها السنون، حيث أن الآثار المادية قد تندثر، أما “ما تخطه الأقلام وما يسطره الرجال من أفكار، لا يمكن أن تمحوها الأيام، ولا يكتب لها الاندثار، وعلي فضيل من الذين أسّسوا للقلم مؤسسات، وأعطوا للكلمة مكانها، ونور أصحابها”. وأضاف أن الراحل جعل من “الشروق” الورقية شروقا أخرى تشرق على الأمة وعلى العالم بإطلالات عبر القنوات التلفزيونية الثلاث، حيث بدأ صحفيا وأصبح عملاقا لا يمكن أن يقال إنه انتهى بالوفاة. وأشار زغيدي، إلى أن مثل علي فضيل لا يمكن أن ينسوا بمر السنين والأجيال، حيث كان اسما على مسمّى “جمع في لقبه واسمه السمو، فكان في هذه المرتبة عليّا وفاضلا، عليا بعلو المكانة والاسم الذي تزين به صدره وهو يحاكي الإمام علي في نصرة العربية، في نصرة الدين وكلمة الحق ونصرة الجزائر، وكان فاصلا أخلاقا وسمعة ومكانة”. نادية لعبيدي: هو بصمة وغرس في حياته بسمة قالت الوزيرة السابقة نادية لعبيدي: “علينا أن نحني انحناء إجلاء وتقدير واحترام كبير لروح الراحل علي فضيل من خلال هذه التأبينية، فقد كان من الناس الطيبين الذين فتحوا أبواب مجمع “الشروق” الرائد للفنانين والطلبة والناس الذين كانوا يحسون أنفسهم في يوم من الأيام مظلومين، حيث كان يتسم بطيبة القلب التي زرعها في كل الطاقم الصحفي والإعلامي الذي عمل وتعامل معه، فترك بعد وفاته بصمة وغرس في حياته بسمة، كانت أملا لجميع عمال المجمع رغم جميع الظروف الصعبة التي مرّوا بها، فقد استطاع أن يؤسس مجمعا ضخما بكل المقاييس والمعايير، فقد امتلك دوما روح المقاول ليس في البناء والتشييد، وإنما في الميديا والإعلام، وأحسن تكريم يمكن أن نقدمه له من خلال هذه التأبينية هو أن نواصل رسالته ونسير على خطواته ونتبع كل نصائحه. رئيس التنسيقية الوطنية لنقابة الأئمة.. جلول حجيمي: علي فضيل دافع عن الاعتدال والوسطية “الموت ليس فناءً، إنما هو خلق ووجود، الموت هو كما ينتقل الوليد من رحم أمّه، وهو ميِّت فيه، ليحيا في الدنيا، كذلك الأستاذ المرحوم علي فضيل، تبقى روحه خالدة بعد الموت”، كلمات استهل بها جلول حجيمي، رئيس التنسيقية الوطنية لنقابة الأئمة، شهادته في ذكر مناقب المرحوم الرئيس المدير العام لمجمع “الشروق”، خلال تأبينية نظمتها أسرة “الشروق” وعائلته بقصر الثقافة “مفدي زكرياء” بالعاصمة. وقال حجيمي: “عندما نتحدث عن المرحوم، علي فضيل، نتحدث عن عطاءاته، فنجده إعلاميا متميّزا، صنع طريقه الإعلامي بنفسه، ولم نألف منه إلا طيبا، حيث استقبلنا في أكبر القضايا المهمة المتعلقة بالأسرة، والثوابت الوطنية الذي كان أول من طرحها، فكان مدافعا عن الاعتدال والوسطية، وعطاءه الكبير ووقته الواسع كان لمساعدة المساكين والفقراء، وخدمة أهل القرآن والدفاع عن الأئمة ولغة القرآن، ستظل تنير دربه، وتترحم عليه، ومن بقي بعده من آل فضيل، وكل الشروقيين عليهم أن يسيروا على نهجه، ويحافظوا على إرثه، ويتمسكوا بقلمه الإعلامي الرحيم على الضعفاء”. وأضاف رئيس التنسيقية أن المرحوم نشأ وترعرع في بيئة محافظة تتمتع بالمشيخة ورجال العلم والدين، فقد انتهج نهج والده الشيخ مسعود، رحمه الله، حيث وعد بإكمال مسيرته بعد وفاته، فاعتلى بعدها منابر الإعلام، ومجالات تكريم العلماء والمشايخ، فأعطى ما استطاع أن يُعطي، حتى أصبح نجمه ساطعا في سماء البلاد. وقال إنه بفضل حنكته الإعلامية التي تمتد مع الزمن، أصبحت النظرة إليه بما أعطى، وما بذل، وما نظر، وما ساهم في تكوين جيل إعلامي، وكوكبة من الصحفيين تباهت بهم الساحة الإعلامية وطنيا ودوليا، وعلى الجميع أن يذكره ذكرا يتناسب مع عطائه، وأجمل الذكر للإنسان بعد موته، مضيفا بالقول “يكون الصديق صديقا حتى يذكر أخاه في ثلاث: في غيابه، وفي محنته، وبعد مماته”. الشيخ عية: أعمال علي فضيل تبقى خالدة وبدوره، استذكر الشيخ علي عية، مناقب المرحوم بالقول “هل يستوي الشخص المعطاء مع الإنسان الجاهل؟، لذا يجب أن نحيي ذكره الشامخ الذي بناه وصنع من خلاله رجالا ونساء إعلاميين وإعلاميات، فالأستاذ علي فضيل، انتهى دوره كبدن، لكن تبقى أخلاقه وعلمه وفكره بين الناس يستذكرونه عبر الزمن”. وأوضح أنه عرف المرحوم منذ كان صحفيا في جريدة “المساء” العمومية، حيث كان رجلا مدافعا عن وطنه، ووطنيته وعروبته وإسلامه، فيستل سيفه الإعلامي كلما حضرت القضية الفلسطينية التي كانت تجري في دمه مجرى الدم، فكان موقفه صامدا تجاه فلسطين ظالمة أو مظلومة، ناصرا لها بقلمه أو بتوجيهاته للصحفيين، وهو ما أظهره دفاعه المستمر عن أرض المقدس، فكانت انطلاقة شعلة أسطول “الحرية” من جريدة “الشروق”، فهو المدعم والوفي للقضية بإرساله وفدا من الصحفيين لنقل الصور الحقيقية للكيان الصهيوني، ففتح بذلك بابا لنصرة الأقصى. وأضاف عية أن المرحوم كلما التقاه، يسأله عن صحة العلامة الشيخ محمد الطاهر آيت علجت، وكان يتمنى زيارته قبل أن يتغمده الله برحمته، وهذا هو معدنه الأصيل من خلال سلسلة التكريمات للعلماء والمشايخ وأهل الذكر والقرآن وهو ما اتضح جليا في البرامج والحصص التي نقلتها قنوات “الشروق”، وصفحات الجريدة. وختم عية، أن “الجزائر فقدت رجلا نبيها وإعلاميا شريفا، في ظرف تحتاجه البلاد، ونسأل أن يكون أهل مجمع الشروق وأسرته خير خلف لخير سلف”. الصحفية نائلة بن رحال: الصحافة الجزائرية خسرت قامة من قاماتها أكدت الصحفية، نائلة بن رحال، أن الساحة الإعلامية الجزائرية فقدت برحيل الأستاذ علي فضيل قامة من قاماتها، لتقول “اليوم لا يمكنني إلا أن أقول إن الصحافة الجزائرية خسرت فعلا إحدى قاماتها ونحن كصحفيين خسرنا أخا ومسؤولا فريدا من نوعه”، واستطردت في شهادتها حول علي فضيل، قائلة “اليوم ما أذكره عن الأستاذ علي فضيل لا أذكره مديرا أو مسؤولا مباشرا بقدر ما أذكر الأخ الكبير وذلك المؤطر الحريص على الصحفيين”، وأردفت “خلال عملي بالشروق، قمت بعدة مواضيع حساسة لو لم يكن علي فضيل حريصا وحاميا لي، لكنت واجهت عدة مشاكل”، وتابعت كلامها “كان الرجل يشجعني ويدعمني حتى لما استقلت من جريدة الشروق وعدت إليها بعد سنتين، استقبلني حينها بصدر رحب، رحمه الله وجعل مثواه الفردوس الأعلى”. جمال بن علي.. رئيس تحرير بالتلفزيون الجزائري: يبقى الأثر في الصرح الإعلامي الذي أسّسه علي فضيل قال الإعلامي وأحد مؤسسي “الشروق العربي”، جمال بن علي، إنه عرف علي فضيل منذ سنة 1991 وربطته معه التجربة الإعلامية لتأسيس أسبوعية “الشروق العربي” بحيدرة، وتابع شهادته “علي المدير كان إنسانا متفتحا على كل المبادرات والاقتراحات وكان يشجع حرية التعبير”، أما من الجانب الإنساني، فهو نعم الأخ والصديق معا، ليصرح “اليوم ونحن هنا لم تخسر الشروق وحدها علي فضيل ولكن فقدانه أثر فيا كثيرا”، ليبقى الأثر في الصرح الإعلامي الذي أسّسه، مشيرا إلى أن مجمع “الشروق” سيبقى خالدا مع كل الإنجازات التي عملها، والتي ليس من السهل أن يقوم بها أي شخص آخر، فهو نجح مع “الشروق العربي” كأسبوعية والتي كانت تسحب 450 ألف ونجح بتجربة “الشروق اليومي” وبعدها “الشروق نيوز”، ف”الشروق”، لا محالة، يضيف، ستذكرنا به وسيبقى خالدا عبر كل إنجازاته . محمد بغالي.. رئيس تحرير جريدة “الخبر”: أفتخر بأني كنت أحد تلاميذ الراحل ذكر الإعلامي ورئيس تحرير جريدة “الخبر”، محمد بغالي، في شهادته حول الراحل علي فضيل بأنه رجل ينتمي لجيل الأساتذة ليصرح “لا يمكن لتلميذ مثلي أن يتحدث عن أحد أساتذته، وإنما أفتخر بأنني كنت أحد تلامذة الأستاذ علي”، وأكد أن بصمته في المشهد الإعلامي لا يمكن أن تنكر، فهو كان سبّاقا في تجربة الصحافة الخاصة بداية بتأسيسه لأسبوعية “الشروق العربي، التي فاقت احتمالات النجاح حينها، ومرورا بميلاد “الشروق اليومي” والتي استطاع علي فضيل في وقت قياسي أن يرفعها لمستوى الريادة، ووصولا لكونه كان سبّاقا لتصدر مشهد القنوات التلفزيونية الخاصة بباقة متنوعة من قنوات “الشروق”، ليختتم شهادته بالقول “شخصيا، كان أخا صديقا وعزيزا وكان صاحب نكتة لا يتوانى ولا يتأخر في مساعدة الأصدقاء”، وتابع “كان يقدس المثقفين ويقيمهم مقامهم ولا يسعني إلا أن أقول إن المشهد الإعلامي فقد الشيء الكثير برحيله”. سعيد مرسي: الجزائر بحاجة إلى أشخاص من طينة علي فضيل قال الأستاذ، سعيد مرسي، إن معرفته بالراحل المدير العام لمجمع “الشروق”، علي فضيل، لم تزده إلا احتراما له طوال مدة علاقتهما وحتى وفاته، وهو من تميز عن غيره بحيويته وطيبته وتواضعه، وكذا قدرة اتصاله مع محيطيه الاجتماعي، فقد امتلك سقفا عاليا من الطموح اللامتناهي، حين اقتحم ميدان الإعلام والصحافة، فكان قلما مميزا واستطاع أن ينشئ، في ظل التعددية وظروفها الصعبة، جريدة أسبوعية. وأضاف أن علي فضيل ظل يناضل بأفكاره وآرائه التي كانت عبارة عن توجيهات للمجتمع في تلك الظروف الصعبة التي مرت بها الجزائر، وعن مواقف الرجل، قال المتحدث إنه مهما اختلفت مع علي فضيل، إلا أنك تجده دائما إلى جانبك، وملتزمًا بمساندة القضايا العادلة، ليضيف في الأخير أن رحيل الرجل صادف ظروفا صعبة تعيشها البلاد التي هي بأمس الحاجة إلى أشخاص من طينته، داعيا أصدقاء الفقيد وأهله وزملاءه إلى مواصلة الرسالة النبيلة والحفاظ على الإرث الذي ترك وراءه. مراد بوطاجين: هو فخر للإعلام وسيبقى حيا في قلوبنا صرح الإعلامي، مراد بوطاجين، بأن الراحل كان الصحفي والمسيّر والأب والأخ والزميل في حياة كل من عرفوه، مضيفا أن تواجد العائلة الإعلامية اليوم يكشف القيمة الحقيقية للمرحوم، رغم أنه لم يعرفه عن قرب، إلا أن أعماله تؤكد ما قدّمه في المجال الإعلامي والصحفي بالجزائر، بعدما كان صحفيا متمكنا ونشيطا، ثم أصبح مسيّرا لأكبر مجمع إعلامي وأبرز قناة، وهذا ما يجعل من مثل هؤلاء الرجال يبقون أحياء في قلوبنا حتى بعد وفاتهم. وقال بوطاجين إنه تميز بشخصيته الهادئة ودقته واحترافيته في المجال الصحفي واعتماده على الجدية، والدليل على ذلك، حسب بوطاجين، هو نجاحه في تأسيس أكبر مجمع إعلامي. كما أنه امتلك من جهة أخرى، شخصية الرجل الوطني الوسطي “وهو ما يجعلنا كزملاء نفتخر بهذا الرجل”. بهية راشدي: كان والد الموظفين بمجمع الشروق عبرت الفنانة بهية راشدي عن حزنها الكبير لفقدان القامة الإعلامية علي فضيل، إذ قالت لنا “اليوم نذكر محاسن هذا الشخص العظيم الكريم النبيل الذي غادرنا، وقد كان رجلا مثقفا متواضعا جدا”. وقالت “تلامذته كانوا في المستوى بفضل الراحل، فرغم الظروف الصعبة التي مرّت بها المؤسسة المادية، إلا أنّ الصحفيين رفضوا مغادرة المؤسسة، لأن علي فضيل لهم بمثابة الأب والأخ والصديق قبل المدير”. وأكدت المتحدثة أن الراحل كان صاحب حق يعطي لكل ذي حق حقه، فيقف مع الموظفين، يرافقهم ويعتني بهم وكأنه والدهم، حسب ما صرحوا به لها، وحسب الشهادات التي قدموها لها في العديد من المناسبات. الفنان محمد فؤاد ومان: هو رجل ميت بجسده وحي بأعماله وقال الفنان محمد فؤاد ومان “بالنسبة للمرحوم علي فضيل، أقول إنّ هناك رجلا ميتا حيا، وهناك رجلا حيا ميتا لم يترك خلفه أثرا له في الحياة، وهناك من ماتوا وظلّوا أحياء في قلوب الناس، من خلال ما قدموه في حياتهم بأعمالهم ومآثرهم، والأستاذ علي فضيل من هؤلاء الذين تركوا أشياء عظيمة تتحدث عنهم وتذكرهم بخير عند الناس حتى بعد وفاته”. وعند انطلاق برنامج شاعر الرسول لهذا العام، اتصل بنا الراحل واعتذر مخبرا إيانا أنه لديه ظروف عمل خاصة ويتعذر عليه حضور الافتتاح، رغم أنه حضر في جميع الطبعات السابقة، وليس في شاعر الرسول فقط وإنما جميع النشاطات التي تعرضها قنوات الشروق كان علي فضيل يحضر فيها، لهذا أفضل ما علينا القيام به نحن وعمال مجمع “الشروق” هو الالتزام والاتزان بمبادئه أخلاقه التي سار عليها خاصة في ممارسة العمل الصحفي. الفنان صادق جمعاوي: لقد ترك كنزا إعلاميا وصرح الفنان صادق جمعاوي بأنّ الأخ الراحل علي فضيل ترك اسما فات جميع الحدود، فقد كان قامة إعلامية كبيرة، وحقق إنجازات فاقت كل التوقعات، فالمجمع الإعلامي الضخم والرائد الذي تركه، هو صرح إعلامي لم تستطع دول القيام به، فما بالك برجل واحد، استخدم فكره، وعقله، وحافظ على أخلاقه وطيبة قلبه وتواضعه في التعامل مع جميع الناس، ورسم على وجهه ابتسامة لم تغادره يوما، فاستطاع بكل هذا بناء كنز الشروق للإعلام وأتمم مهمته ورسالته للأخير، لتبدأ بعده مهمة عمال مجمع “الشروق” من خلال العمل بجد واجتهاد وإتقان، لأن الراحل كان يحب الأشخاص الذي يعملون بصدق واحترافية وهي رسالته التي أوصى بها على الدوام. محمد الطاهر ديلمي: الراحل حافظ في إعلامه على خط التوازن كما قال مستشار والي العاصمة محمد الطاهر ديلمي عرفت الراحل في الجامعة، قبل أن يكون صحفيا، إذ كنا من بين الدفعات الأولى، اعتبره من قامات الصحافة في الجزائر الذين فتحوا الباب للطاقات الشابة والكفاءات، حيث إن له مسارا طويلا فيما يتعلق بتدعيم الصحافة الحرة والمستقلة في زمن كانت فيه الكلمة الحرة صعبة ويُدفع فيها الثمن غاليا. وأضاف أن الراحل ترك بعد مماته مآثر، فعندما نتكلم عن مجمع “الشروق” نحن لا نتكلم عن مجمع تجاري، وإنما عن مجمع هدفه ومنطلقه الأساسي والرئيسي هو الهوية والدفاع عن قيم الأمة الإسلامية، وقد لاحظنا أن مجمع “الشروق” كان دائما في الواجهة الأمامية للدفاع عن الهوية، وأجمل شيء في الخط العام لمجمع الشروق هو التوازن والاعتدال، خط الكلمة الحقيقية وليس خط الإثارة مثلما تفعله بعض المؤسسات الإعلامية، وإنما الخط الذي يخاطب العقل وقضايا الأمة كمصير وقضايا المواطن كشخص، وهذه هي ميزات علي فضيل، وميزات عمال المجمع، لأنه علّمهم وغرس فيهم كل صفاته الحميدة وثقافته الواسعة وفكره الإعلامي الرائد، حتى استطاعوا التأسيس لثقافة إعلامية متزنة هادفة، تحمل في طياتها رقي الوطن والمواطن. الأستاذ يحيى مقواس: إرادة علي فضيل كانت فولاذية قال الأساتذ يحيى مقواس، وهو من أصدقاء الراحل علي فضيل، إنه عرفه نهاية 1991، وأبى ألا أن يحضر تأبينيته لمقاسمة عائلته الكبيرة في مجمع “الشروق” وعائلته الصغيرة الدعاء للراحل علي فضيل بقوله “أسأل الله أن ينزل عليه شآبيب رحمته وينزله الفردوس الأعلى من الجنة ويلهم ذويه الصبر والسلوان فيه ويعوض خلفاءه بالخير”، وتابع شهادته بقوله انه عرف الفقيد منذ سنة 1991 وأنه كان بشوشا وسريع البديهة وصاحب نكتة، لا يعرف الغضب أبدا، ويعالج المواضيع بكل جدية وفرح وموضوعية، وأضاف “ما أعرفه أن إرادته فولاذية لا يمكن أن تقف أمامها حتى الجبال”، وتابع “حتى وإن غيب الموت عنا كثيرا من الناس، فإن أعمالهم بقيت ليوم الدين وسيبقى عمل علي فضيل إلى يوم الدين”. محمد بوزيد.. صحفي سابق: الفقيد علي فضيل كان أحسن داعم للشباب يروي الصحفي السابق، محمد بوزيد، انه عرف علي فضيل مدير جريدة “الشروق اليومي” ومنحه فرصة أن يكون مشرفا على الملحق الرياضي والذي لم يدم طويلا رغم نجاحه، وهذا لأسباب اقتصادية، لكنه عرف نجاحا باهرا خلال السنة التي صدر فيها، ليقول “الوحيد الذي منحني فرصة وأنا شاب وقلدني منصب رئيس تحرير”، وتابع “لقد منحني الضوء الأخضر للعمل”، ليؤكد أن الراحل كان يدعم الشباب ومن القلائل الذين يمنحون الفرص. الأستاذ حملاوي عكوشي: علي فضيل صاحب رسالة حقيقية ذكر الناشط السياسي، حملاوي عكوشي، انه تعامل مع الراحل علي فضيل في عديد القضايا الإنسانية وخاصة قضية غزةوفلسطين، وتابع شهادته “الأستاذ علي صحفي حقيقي وصاحب رسالة وأهم من ذلك رأيته كيف رعى القضية الفلسطينية”، وقال انه كان من بين الذين ذهبوا في قافلة “الحرية” 2010 مع مجموعة من الإعلاميين من بينهم قادة بن عمار، حيث تكفلوا بتسليم الأموال للفلسطينيين وكانت هذه المبادرات –يقول- برعاية من علي فضيل الذي كرّس أمواله ومؤسسته للدفاع عن القضية الفلسطينية ومساندتها، وأضاف “ما قدّمه الراحل للقضية الفلسطينية لم تقدمه حكومات ولا أحزاب، رحمه الله وأثابه على ما فعل”، وختم شهادته بقوله “اليوم، وجودنا هنا هو شرف لنا لحضور تأبينية رجل عظيم من جهابذة الصحافة في الجزائر، فالذي أسسه علي فضيل لم يؤسسه غيره”. عبد المجيد بن جدو.. إعلامي سابق في وكالة الأنباء الجزائرية: الراحل حقق معجزة في تاريخ الإعلام الخاص بالجزائر استطرد الإعلامي بن جدو عبد المجيد في حديثه عن علاقته بالراحل علي فضيل والذي عرفه منذ الجامعة وربطته علاقة وطيدة معه في الحي الجامعي ببن عكنون، وتقاسما خلال تلك المرحلة المسار النضالي، وخاصة ما تعلق بقضية التعريب في الإدارة، حيث كانت الهاجس الأول في حياة علي فضيل، الطالب والمناضل، كما ذكر صديقه، وكان دفاعه حينها عن اللغة العربية لإعطائها مكانة مرموقة في المجتمع، ونقل نضاله من الجامعة إلى الإعلام، وتابع المتحدث “بعد الجامعة، انتقل المرحوم للعمل بجريدة الشعب وأنا لوكالة الأنباء، ثم توجه للمساء ولطالما كنا نلتقي للحديث عن مشاريع ترقية الإعلام والدفاع عن الهوية”، وأردف “علي كان إنسانا طموحا وكرس مشاريعه لخدمة الجزائر والقضايا الجوهرية، أما من الناحية الإنسانية، فهو إنسان اجتماعي، متواضع، كريم”، وختم كلامه “نتمنى أن يواصل مجمع الشروق المسيرة، فهو صرح إعلامي حقق معجزة فيما يخص الإعلام السمعي، البصري الخاص”. عامر رخيلة: علي فضيل ترك مؤسسة إعلامية ضخمة وصرح الخبير الدستوري عامر رخيلة، بأن هذا الرجل كان في حياته، سواء في شبابه أم في مرحلة الجامعة أم كصحفي أم كمسؤول على أكبر مجمع في الجزائر، يتسم دائما بطيبة الخلق وبالبساطة في الحياة، وبنجاحه في العلاقات الإنسانية، هذه الصفات اكتسبها من تربيته الريفية الدينية الأخلاقية، التي زرعها فيه والده الحاج مسعود رحمه الله، والذي كانت سببا رئيسيا لنجاحه، ولعلّ ما قدمه سيخدمه في الحياة الآخرة، لأن يده طويلة فيما يتعلق بكل أمور الخير والإحسان، وفيما يخص مساعدته للآخرين، وبالنسبة لي علي فضيل لم يمت لأن الرجال الذين يموتون هم الذين لم يتركوا وراءهم خلفا وهو لم يترك خلفا من أولاده فقط وإنما ترك مؤسسة إعلامية ضخمة، تملك مكانة عالية ومتميزة في الساحة الإعلامية الجزائرية، لذلك سيبقى مجمع الشروق سواء القناة أو الجريدة هو الصدقة الجارية المتواصلة بالنسبة للراحل، وبفضل المجهودات التي بذلها والمعاناة التي كابدها من ضغوطات كبيرة، تمكن من أن يحافظ على المؤسسة والصرح الإعلامي الكبير، وهي تستقطب الآن المئات من العاملين والصحفيين والأسر التي تعيش من وراء هذه المؤسسة. أحمد مدني إطار سابق بوزارة السكن: علي فضيل صنع مجدا يجب على الشروقيين الحفاظ عليه قال أحمد مدني، إطار سابق بوزارة السكن، إن ما شاع عن سيرة المرحوم علي فضيل الطيبة، ليس كافيا لرسم ملامح شخصيته، ولا يكفي لتبرير مكانته في قلوب أصدقائه وزملائه، لأنه استمد مكانته الفريدة من جوانب إنسانية بحتة، تنبعث من منبته وقيمه وخصاله ومواقفه. وأضاف مدني أن الأستاذ كان سلسا في التعامل، ومتواضعا في النصيحة، ومساندا للضعفاء، وقويا شرسا مع الظالمين، وما حققه مجمع الشروق، في زمن الربيع العربي، كان موقفا شجاعا من المرحوم، بأن تكون “الشروق” مرآة عاكسة للشارع العربي، ما زاد محبة عربية كبيرة لصحيفة “الشروق اليومي”. وأضاف أن المغفور له علي فضيل كانت له مواقف محترمة ويشهد له القاص والداني على ذلك، حيث كان متمسكا بالمصلحة العليا للبلاد وكان يقول كلما قابله “الاختلافات تزول أمام مصلحة البلاد”. ونوّه المتحدث بضرورة المحافظة على إرث المرحوم علي فضيل والاستمرار في نهجه، فصناعة المجد، قال مدني، سهلة أما الحفاظ عليه، فهي أصعب. سميرة حاج جيلاني: المرحوم عُملة إعلامية نادرة أكدت المنتجة السينمائية، سميرة حاج جيلاني، أن المغفور له برحمة الله، الأستاذ علي فضيل، كان صديقا عزيزا، وأخا طيبا وعملة نادرة في قطاع الإعلام، حيث كانت مقالاته داعمة للوطن ومواقفه مساندة لقضايا الأسرة، معترفة في الوقت نفسه بأن الفقيد كان له معها موقف الرجل الذي يؤمن بمكافحة المرأة المناضلة. وقالت حاج جيلاني إن الأستاذ علي فضيل كان قلبه كبيرا يسع كل المشتكين والمتألمين، يتسم بصبر كبير، ومهما كانت القضايا صعبة فهو يقابلها بالصمود والبشاشة. ثم وجّهت المنتجة السينمائية رسالة إلى القائمين على مجمع “الشروق” بأن إرث علي فضيل أمانة في أعناق كل عمال المجمع. الدكتور عبد القادر بريش: علي فضيل إنساني في طبعه فضّل الدكتور بريش عبد القادر أن يتحدث عن المناقب الإنسانية للفقيد، فقال إنه إنساني الطباع، حيث بلغ سقف الطيبة في تعامله مع مختلف الأطياف، كونه من بيئة الريف، بحكم التنشئة والقيم التي دافع عنها خلال حياته الإعلامية والنضالية المنبثقة من مبادئ ثورة نوفمبر الخالدة. وقال بريش إن بصمة المرحوم علي فضيل تركها من خلال إشرافه على سلسلة التكريمات للعلماء الأحياء والأموات وحافظي القرآن الكبار والصغار. وأوصى المتحدث بأن رسالته للقائمين على المجمع تتمثل في الاستمرارية في الدفاع عن القيم المهنية، والوقوف إلى جانب المهمشين، وفي نهج التسامح والأخوة. الأستاذ جمال لعبيدي: هو صورة للثقافة الوطنية من جهته، قال الأستاذ الجامعي جمال لعبيدي، إن المرحوم علي فضيل يمثل الثقافة الوطنية، كونه أدى دورا كبيرا في تطويرها وتطوير المشروع الديمقراطي والنقاش الوطني، حيث بنى مؤسسة إعلامية نزيهة ومعترفا بصدقيتها. واعتبر لعبيدي أن الجزائر فقدت علي فضيل مبكرا، إلا أن عمله سيبقى خالدا، وموروثه سيظل باسطا ومشعا نوره إلى يوم القيامة. وتابع المتحدث “رغم أنني علي يقين بأنه لا أحد يرحل قبل أوانه، فقد تمنيته حيا اليوم، ليواصل النضال في الدفاع عن الحق وعن المظلومين، وعن مختلف القضايا التي تعيشها البلاد حاليا”. الفنان أنس تينا: الراحل فتح لي الأبواب لما أغلقها الآخرون قال الفنان واليوتوبرز أنس تينا إن الراحل فتح له الأبواب في الوقت الذي أوصدتها مؤسسات إعلامية أخرى، وأردف “لا يسعني إلا الدعاء للأستاذ علي فضيل بالرحمة والمغفرة وبعيدا عن كونه مديرا عاما لمجمع الشروق، فشخصيا هو الوحيد الذي ساعدني في مسيرتي”، وواصل كلامه “في أصعب مرحلة من حياتي المهنية وبالضبط سنة 2014 ولما تم غلق كل الأبواب ضدي بسبب مواقفي السياسية، حينها كان علي هو الوحيد الذي احتضنني”، وأضاف “علي قال لي بالحرف الواحد تعالى لا تخف ودعهم فليفعلوا ماشاؤوا أنا معك”، ليؤكد أنس أن علي فتح له المجال ومنحه الفرصة للظهور في قنواته مثلما فعل مع عديد الشباب والمواهب، ليختتم كلامه بالرحمة عليه، قائلا “كشخص كانت علاقتي معه جد طيبة، رحمه الله وطيّب ثراه”. زبير فاضل.. صحفي بموقع “أنا نيوز”: سيبقى أثر علي فضيل خالدا في الساحة الإعلامية قال الإعلامي، زبير فاضل، في تأبينية الراحل علي فضيل “لا يمكن اختصار شخصية علي فضيل في هذا التصريح”، وتابع “أنا أعرف علي الإنسان والصحفي ومدير مجمع إعلامي، هو إنسان أكثر شيء وأول ما تلتقي به لا يصدمك بصورة ذلك المدير لأنه ببساطة وعفوية هو الزميل الصحفي”، كما أن ما أعرفه عنه أنه تحمّل الكثير من الضغط وهذا أكيد لأنها مهنة المتاعب وهو يعمل بمهنة البحث عن المتاعب لأنه كان يبحث عن الأفضل للصحيفة وللمجلة وللقنوات، وأضاف أنه تعب كثيرا في رحلة بحثه عن الريادة، وحدث أن حقق الكثير-يقول – فكانت أول صحيفة تطبع أكثر من مليون نسخة في سنة 2009 عندما تأهل الفريق الوطني إلى كأس العالم بجنوب إفريقيا، كما حقق الكثير من الإنجازات، ف”الشروق” لم تبق محلية، وإنما أصبحت عربية ودولية بتغطياتها، ليصرح “على العهد باقون كل من يعمل في الشروق وعائلته.. يبقى الأثر وسيبقى اسمه خالدا في الإعلام والساحة الجزائرية”. رئيس المجلس الشعبي الولائي بالعاصمة: هو من رواد القلم والسمعي البصري قال رئيس المجلس الشعبي الولائي بالعاصمة: حضوري كرئيس للمجلس الشعبي الولائي بالعاصمة ورئيس المنظمة الوطنية للمنتخبين المحليين في تأبينية الأخ الراحل علي فضيل، رحمه الله، من أجل أن نقول إننا عرفنا علي بصفاته الحميدة، من كرم وجود وطيبة القلب وحسن للأخلاق، حيث أنني أعتبره شخصيا رائدا من رواد القلم و في مجال السمعي البصري، وقامة إعلامية كبيرة، فهو الذي أعطى الانطلاقة الأولى لهذا المجال، كما اعتبره مؤسسا لهذا الفضل، ووجودنا اليوم هو دعم للصحافة ولمجمع الشروق وعماله بصفة عامة، وحتى نقول ونؤكد إننا على العهد باقون، فلن ننسى علي فضيل وسنبقى طوال حياتنا نكن له ولذكراه كل التقدير والاحترام، كما نتمنى الثبات لكل عمال مجمع الشروق من خلال تمرير رسالة الراحل بكل اتزان وثبات وأمانة وإخلاص والعمل بجد واجتهاد والسير على درب الراحل علي فضيل لمواصلة تمرير رسالته الإعلامية، التي باشر فيها منذ أن أنشأ المجلة ثم الجريدة وبعدها القنوات التي حافظت على الريادة منذ انطلاقتها. وأضاف “بصفتي رئيسا للمجلس الشعبي الولائي للعهدة الرابعة، أعرف جيدا عمال مجمع الشروق باعتباري تعاملت معهم في العديد من المرات، وأشهد لهم بالاحترافية وإتباعهم للصدق والمصداقية التي علّمهم إياها الراحل وأوصاهم بها”. مريم هبابرة.. صاحبة دار “رائد” للنشر: مجمع الشروق كان منبرا لكل شخص ضعيف قالت مديرة دار النشر مريم هبابرة أن علي فضيل لطالما فتح أبواب مجمعه الإعلامي سواء في الجريدة أو القنوات للمستضعفين، لتصرح “أمسية حزينة بفراق السيد علي فضيل، رحمه الله وطيّب ثراه وتقبله الله مع النبيين والصالحين والعاملين”، وتابعت “الراحل كان رجلا عظيما وأينما كانت روحه أقول شكرا، ثم شكرا ولا ينتهي شكري”، وأضافت أنه فتح الأبواب لها في قناة الشروق ومنذ بدايتها كناشرة، تلقت الدعم والمرافقة بنشر أعمالها وتشجيعها واستضافتها، وذكرت أنه كان مشجعا للشباب وفي خدمة الإعلام والكلمة الحرة الهادفة، كما كان مجمعه الإعلامي منبرا لكل إنسان حر ومنبرا للضعيف ولإبراز المواهب في كل المجالات، لتختم شهادتها بالقول “إن القلب ليحزن والعين لتدمع لفراق أخ عزيز ورجل عظيم فقدته الساحة الإعلامية والشعب الجزائري”. رئيس الغرفة الفلاحية لولاية عين الدفلى: علي فضيل أسّس إعلاما اقتصاديا نزيها وبدوره، أكد جعلالي الحاج، رئيس الغرفة الفلاحية لولاية عين الدفلى، أن المرحوم علي فضيل أسّس إعلاما جزائريا صادقا ومتميزا، حيث أعطى حيزا كبيرا للشق الاقتصادي، من خلال استضافة “الشروق” خبراء ومختصين في مختلف الفروع والمجالات خاصة الفلاحة، التي ركّز من خلالها على النهوض بها عبر إعلام نزيه وناقل للمعلومة الصادقة، حيث جعل من جريدته وقناته منبرا لمن لا منبر له، من خلال شعار الجريدة “رأينا صواب يحتمل الخطأ ورأيكم خطأ يحتمل الصواب”، وهذا ما ترك بصمة قوية لدى العارفين به، سواء في الحقل الإعلامي أو المجتمع المدني”. وقال جعلالي إن المنشأ الصعب ومسار التعليم القاسي الذي عاشه المرحوم كان سببا في نجاحه وطنيا ودوليا كصحفي وكمسيّر. وطالب رئيس الغرفة الفلاحية الوصاية عن قطاع الإعلام بمؤازرة “الشروق” ودعمها، تكريما لروح الفقيد، كما طالب الشروقيين بالحفاظ على إرث المرحوم ووصياه. رئيس جمعية صحفيي العاصمة سليمان عبدوش: الجزائر فقدت إعلاميا محنّكا ومسيّرا متمرسا صرح رئيس جمعية صحفيي الجزائر العاصمة سليمان عبدوش بأن الجزائر فقدت رجلا إعلاميا محنّكا ومسيّرا متمرسا في الساحة الإعلامية الوطنية والعربية بعد الاستقلال، حيث كانت الجزائر بالنسبة إليه كل شيء. وأوضح سليمان عبدوش أن الرجل تميز خلال مشواره الإعلامي الطويل، بحب الجزائر وجعلها فوق كل اعتبار، داعيا صحفيي الجيل الجديد إلى الاستلهام من المسيرة الإعلامية الإيجابية للفقيد والأخذ منها من أجل تجسيد الخدمة الإعلامية العمومية وتمكين المواطن من حقه المشروع في المعلومة. واعتبر رئيس جمعية صحفي العاصمة أن رحيل علي فضيل يعد خسارة للصحافة والجزائر بصفة عامة، لما له من دور فعّال في تقديم خدمة مبنية على الجدية والمهنية، بعيدا عن الإشاعات والتأويلات، ودعا صحفيي اليوم إلى الاهتمام بالرصيد الإعلامي الذي خلّفه الفقيد والاقتباس منه من أجل الرقي بالمنظومة الإعلامية والخدمة الصحفية بالجزائر بعد أن كان قلما إعلاميا متميّزا في عدة مؤسسات إعلامية، تخّرج منها رجال أكفاء تبوّؤوا عدة مسؤوليات سامية في الدولة، والساحة الإعلامية تفقد اليوم أحد رجالات الإعلام والصحافة المخلصين والمتفانين في عملهم”. وأضاف سليمان عبدوش أن المرحوم علي فضيل سيبقى رمزا إعلاميا شامخا في الساحة الإعلامية الوطنية والعربية باعتباره من الرعيل الإعلامي الأول. الإعلامي عبد الرزاق جبالي: الفقيد عشق اللغة العربية حتى النخاع تذكر الإعلامي، عبد الرزاق جبالي، رفيق دربه بالإذاعة الوطنية وجريدة “الشعب” سنوات الثمانينيات بحسرة وحزن، وبدايات تعارفهما انطلاقا من برنامج إذاعي كان ينشطه الإعلامي جبالي، استضاف خلال إحدى حلقاته الأستاذ الراحل علي فضيل، من أجل حضور البث المباشر للبرنامج، لتكون بداية علاقتهما وصداقتهما لفترة طويلة صادفت ترأس عبد الرزاق جبالي للدائرة الثقافية، وإعداد علي فضيل حصة ناجحة بالقناة الإذاعية الأولى. الرجل، كما وصفه جبالي، كان طيبا وفيا لأصدقائه كريما وبشوشا، أحب اللغة العربية وذاب فيها حتى النخاع، حتى أنه شجع كل من رغب في الالتحاق والانضمام لحقل الإعلام في حالة تأكده من إتقانها. واصل الإعلامي عبد الرزاق جبالي حديثه عن فترة التعددية الحزبية والإعلامية بداية من تأسيس جريدة “الشروق الأسبوعي” وانضمامه لفريقها الصحفي ومساهماته في الصفحة الثقافية والفنية، لينسحب جبالي بعد سنة من ذلك، غير أن علاقته الشخصية وصداقته بالراحل، كما ذكر، لم تتوقف عند هذا الحد، بل استمرت إلى آخر أيامه. أحمد قوراية: سيبقى طفرة في الإعلام الجزائري والعربي صرّح البروفيسور أحمد قوراية رئيس حزب جبهة الشباب الديمقراطي، بأنه يعرف الراحل علي فضيل منذ 30 سنة، فقد كوّن نفسه بنفسه وعمل على تكوين ذاته بذاته، ورغم بساطة العائلة التي تربي فيها، أنجز مشروع “الشروق”، فكان طفرة نوعية في الإعلام الجزائري والعربي. وأضاف أن الراحل اتسم على الدوام بطيبة قلبه، وكان كل أمله هو الخروج بإعلام هادف يبهر ويضاهي أكبر القنوات العالمية، وجعل من مجمع “الشروق” حسب ما صرح به المتحدث صرحا إعلاميا كبيرا يخدم الوطن، مؤكدا أن الراحل كان مواطنا صالحا في المجتمع. محمد كرومي المنسق الوطني للزوايا والمشايخ: الفقيد كان من المحبين للقرآن والذكر والفقه من جهته، قال المنسق الوطني للزوايا والمشايخ الحاج محمد كرومي، إن الفقيد علي كان اسمه يضاهي أعماله في الخير وكان من الرجال الفضلاء. وأضاف المتحدث أن الراحل كان من الرجال المحبين للزوايا والمشايخ، مضيفا أنه كلما كانت مناسبة تنظمها الزوايا إلا وكان من هؤلاء الرجال المرحبين بالقرآن وبالذكر وبالفقهاء وبكل ما يدعو ويحث على الخير”.