رغم ما يسببه القلق من مضاعفات صحية خطيرة وانتشاره المخيف وسط الجزائريين مع تحذيرات الأطباء من انتشار أمراض الاحتراق النفسي وسط المواطنين والتي يسببها القلق الذي يصنفه المختصون كأول عامل مسبب للوفاة لكنه لا يصنف ضمن قائمة ال 85 مرضا التي لها الحق بالتكفل بنسبة 100 من المئة، لدى مصالح الضمان الاجتماعي .. في هذا الإطار نظم الصندوق الوطني للتأمينات الاجتماعية للعمال الاجراء، أمس الأول، بالجزائر العاصمة، يوما تحسيسيا حول مخاطر التوتر على العامل وعلى الأداء الوظيفي، حيث دعا خلاله لضرورة التوعية والوقاية من المخاطر النفسية والاجتماعية للعمال تحت شعار “الامراض المهنية قضية الجميع”، وقد تم توزيع مطويات ليتم فيه شرح مخاطر التوتر والقلق في العمل، وهذا بعدما أطلقت المنظمة العالمية للعمال نداء جماعيا للوقاية والتخلص من التوتر في العمل، لما له من مخاطر نفسية وصحية واجتماعية على العمال، الذي ينعكس سلبا على الأداء الوظيفي للعمال والمؤسسة. هذه أسباب ومخاطر القلق من العوامل الأولى المسببة للقلق هو الوسط العملي وما يتلقاه العمال من ضغوطات مهنية يومية نفسية وصحية واجتماعية، ما ينعكس سلبا على الأداء الوظيفي للعمال والمؤسسة، ومن العوامل الأخرى المسببة للقلق كذلك عدم التنظيم أثناء أداء العمل وعدم توفير جو هادئ يسمح بأداء الوظائف بكل أريحية، كذلك العلاقات المتوترة بين العمال من اعتداءات شفهية وعداوات وعدم توفر الوسائل المهنية والحقوق العمالية.. وللقلق مضاعفات لعدة مشاكل التي يواجهها الفرد النفسية منها والاجتماعية. والتوتر في العمل يكون غالبا ناتجا عن عدم توازن داخل المؤسسة الذي يؤثر هو الآخر على إنتاجية المؤسسة. وأكدت سارة سيدة بالغة من العمر 35 سنة وأم لطفلين وعاملة بمؤسسة التصدير والاستيراد، أنها تنام ساعات قليلة ما جعلها ترتكب عدة أخطاء في عملها، ووضعها في دوامة قلق ومشاكل وضغوطات من قبل مديرها، وأثر سلبا على علاقاتها بزملائها وبمستوى عملها. مقابل كل هذا التوتر والقلق يستجيب جسم الإنسان بطريقة مختلفة وذلك باختلاف مراحل مروره. المرحلة الأولى عندما يدق جرس الإنذار، فما إن يحس جسم الإنسان بالقلق يفرز هرمونات التي ترفع هذه الأخيرة من مستوى دقات القلب ويرتفع الضغط وترتفع درجة حرارة الجسم. وإذا تواصل القلق تأتي المرحلة الثانية ليفرز الجسم هرمونات أخرى التي ترفع من مستوى السكر في الدم لتمد للقلب والمخ النشاط اللازم لمقاومة هذا القلق، وإن وصل إلى المستوى الثالث وهي المرحلة الأخيرة فقدرات الجسم تتخطى حدودها، هنا يصل لمرحلة القلق المزمن، ولكي يتخطى الجسم هذه المرحلة يقوم بإنتاج هرمونات بشكل هائل ليتعب وتتلاشى جهوده. ولمواجهة كل هذه الضغوطات المسببة للقلق أثناء العمل، يجب مجابهة أسباب هذا التوتر والعمل على تغيير بيئة العمل والتخطيط للموازنة بين محيط العمل والحياة الشخصية للفرد. لهذا دعت المنظمة العالمية للعمال للوقاية والتخلص من التوتر في العمل عبر تنظيم أيام تحسيسية، بشعار “الأمراض المهنية، قضية الجميع”.