كشف مختصون وأطباء في أول ملتقى وطني حول مضاعفات القلق والتوتر “القلق… القاتل الصامت” نظم أمس الأول بمستشفى فرانس فانون بالبليدة أن القلق وراء 90 بالمائة من الإصابة بالأمراض المزمنة، وهو من أكثر مسببات الوفاة ويساهم بشكل كبير في الولادات المبكرة لدى الحوامل، مطالبين المواطنين بضرورة الابتعاد قدر الإمكان عن مسببات القلق بممارسة الرياضة والتواصل الاجتماعي وتنمية الوازع الديني.. وفي هذا الإطار أكدت الطبيبة المختصة في أمراض النساء والتوليد بمستشى حسيبة بن بوعلي بالبليدة أميرة بوخلاري، أن العديد من حالات الولادة المبكرة التي استقبلتها هذه الوحدة الاستشفائية كان أحد أهم أسبابها تعرض المرأة الحامل لضغط نفسي سببه التوتر أو الغضب، وأضافت أن تعرض المرأة الحامل للقلق، خاصة خلال الشهور الأولى من الحمل، “يعرضها لخطر الإجهاض وقد يؤثر حتى على نمو الجنين”، هذا فضلا عن “إمكانية تعرض الطفل عقب الولادة لأمراض أخرى، على غرار اضطراب التوحد أو أمراض ذهنية وفيزيولوجية أخرى.” وبدورها حذرت الدكتورة خديجة دراي من المستشفى الجامعي فرانس فانون، من مخاطر تعريض المرأة الحامل للتوتر والضغط النفسي خاصة أنها “تصبح حساسة جدا خلال هذه المرحلة، الأمر الذي قد يتسبب لها في إجهاض أو ولادة مبكرة، تسفر أحيانا عن موت الجنين.” كما تطرق المتدخلون خلال هذا اللقاء العلمي إلى مختلف الأمراض التي يتسبب فيها عامل القلق، أبرزها أمراض الجهاز الهضمي على غرار القولون العصبي الذي ارتفعت حالات الإصابة به خلال السنوات الأخيرة نظرا إلى القلق والتوتر الذي يعيشه الفرد سواء في حياته الشخصية أم المهنية، وفي هذا الإطار أكد أن 90 بالمائة من الأمراض المزمنة، على غرار داء السكري أو ارتفاع ضغط الدم، سببها التوتر والقلق. وفي هذا الشأن، تقول المختصة في طب الجلد بمستشفى فرانس فانون، الدكتورة نيبوش، إن التوتر والقلق قد يؤدي إلى الأمراض الجلدية التي يتصدرها مشكل تساقط الشعر الذي تعاني منه العديد من النساء وحتى الرجال على حد سواء باختلاف الفئات العمرية. وفي سياق ذي صلة، حذر المختصون أيضا من خطورة الإفراط في الأدوية المضادة للقلق التي قد تؤدي إلى الإدمان، داعين كل شخص يعاني من التوتر والقلق في حياته اليومية إلى ممارسة الرياضة بشكل يومي، خاصة رياضة المشي، هذا فضلا عن الالتزام بنظام غذائي صحي. ق. م