نحو وضع إستراتيجية شاملة لمكافحة القلق المهني ضغوطات العمل تؤدي إلى أمراض نفسية وعواقب صحية خطيرة تولي الجزائر من خلال قوانين العمل رعاية كاملة للعمال عبر المؤسسات المستخدمة بما فيها العمومية والخاصة على غرار طب العمل والحماية الاجتماعية والتكفل بمطالب العمال وضمان شروط راحتهم داخل المؤسسة المستخدمة والإدارات العمومية كل تلك المعطيات من شأنها أن تحفز العامل أكثر على العطاء وأداء واجباته المهنية لاسيما وأن غياب بعض الشروط مع تهاطل الالتزامات والواجبات المهنية يؤدي الى ضغوطات مهنية وأمراض نفسية وعضوية خطيرة ناجمة عن القلق الذي يصيب العامل. خ.نسيمة /ق.م أكد مشاركون من خنشلة في لقاء إعلامي تحسيسي حول الوقاية من القلق المهني في أوساط موظفي الجماعات المحلية على أهمية الحركة البدنية وممارسة الرياضة باعتبارهما عاملين في التغلب على الضغوط. وتطرق المستشار في الرياضة محمد عمارة في مداخلة قدمها في هذا اللقاء الذي جرى بقاعة الاجتماعات بمقر الولاية ويندرج ضمن مبادرة لوزارة الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية إلى القلق الذي ينتاب الموظفين أثناء تأدية عملهم وتأثيراته السلبية عليهم مبرزا أن الحركة البدنية تعد عاملا مهما للتقليل من هذه الضغوط. وبعد أن عرّف القلق أنه حالة نفسية ومشكلة فيزيولوجية تنتاب الفرد عبر مراحل ويتعامل الجسم معها بردود فعل معينة ألح نفس المتحدث على أهمية الممارسة البدنية التي لا بد أن يتخذها الفرد -حسبه- كحل للتغلب على ما قد يواجهه من مشاكل وضغوطات نفسية في محيط العمل ومن بين ما ينصح به في معالجة قلق العمل تطرق السيد محمد عمارة إلى رياضة المشي التي اعتبرها إحدى طرق المعالجة النفسية مستندا في ذلك إلى بحوث ودراسات أجريت في هذا الصدد واقترح كذلك أن يذهب العامل أو الموظف إلى مكان عمله مشيا أو أن يمارس رياضة المشي بعد ساعات العمل وهو ما يعتبر -حسبه- كفيلا بخفض معدل التوتر والقلق. وقدم السيد عمارة للحاضرين من موظفي الجماعات المحلية نصائح تقضي بممارسة الرياضة سواء داخل المنزل أو خارجه على اعتبار كما قال- أن الحركة الرياضية تؤثر على جسم الإنسان من خلال مساعدته على إفراز هرمونات معينة معدلة للمزاج وتجعل الإنسان يحس بنوع من الرفاهية -حسب تعبيره-. للإشارة فقد تميز هذا اللقاء اليوم الإعلامي - التحسيسي بتقديم مداخلات من طرف أطباء مخصصين في طب العمل والطب النفسي تم فيها التطرق إلى التعريف بالقلق وتأثيراته على جسم الإنسان وعلى الوسط المهني بشكل عام وأسباب هذا القلق فضلا عن طرق التغلب عليه و كيفيات معالجته. لابد من إستراتيجية شاملة لمكافحة القلق المهني رافع المشاركون في يوم دراسي حول القلق المهني تم تنظيمه مؤخرا بقسنطينة من أجل إستراتيجية شاملة ضد القلق المهني من خلال تحسين الإطار المعيشي العام للعمال والسماح أيضا بأداء أفضل. وأوضحت الدكتورة نادية بوخالفة مختصة في طب العمل بالمديرية المحلية للصحة بأن العراقيل الاجتماعية والنفسية التي يواجهها العمال داخل الأسرة والمجتمع (نقل وتلوث) وفي علاقاتهم الإنسانية تشكل عوامل مسؤولة عن القلق المهني. وسلطت الضوء في هذا الصدد على ضرورة زيادة تحسين الإطار المعيشي العام للعمال من أجل السماح بأفضل مردودية مهنية وبعد أن ذكرت بالتزام الدولة بمكافحة القلق المهني من خلال تحسين الظروف المهنية للعمال و تطبيق القانون رقم 88/07 المتعلق بالنظافة والسلامة و طب العمل أوضحت الدكتورة بوخالفة بأن حماية صحة العمال في إطار طب العمل تعد جزءا لا يتجزأ من السياسة الوطنية للصحة. وتطرقت في هذا السياق إلى الاهتمام الذي يتعين أن يوليه أرباب العمل في مختلف القطاعات لطب العمل و المراقبة الطبية الدورية للعمال ك مسعى وقائي. واعتبر بعض المشاركين في هذا اليوم الدراسي الذي بادرت إليه وزارة الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية بأن الإطارات المغمورة في العمل تكون إصابتها بالقلق المهني أكبر داعين إلى ضرورة وعي مسيري المؤسسات والعمال أنفسهم بأن القلق تنجم عنه عواقب خطيرة على الصحة .