ما حدث لرامي بن سبعيني في الجولة قبل الماضية من البوندسليغا، تكرر مع إسلام سليماني في مباراة ضمن الدوري الفرنسي، أمام فريق بوردو، حيث سجل الهدف الأول لفريقه موناكو، وفي الشوط الثاني تلقى بطاقة حمراء مجانية كان يمكنه بسهولة تفاديها، على نهج رامي بن سبعيني في مباراة فرايبورغ، عندما سجل في الشوط الأول برأسه هدفا جميلا وتلقى في المرحلة الثانية بطاقة حمراء مجانية كان يمكن أن يتفاداها. إسلام سليماني أحد نجوم الدوري الفرنسي إن لم يكن النجم الأول إلى حد الآن، باشر المباراة بمنح التفوق لفريقه موناكو من هدف جميل، حيث تلقى كرة من زميله الدولي الفرنسي وسام بن يدر، فراقب الكرة بقدمه اليسرى داخل منطقة العمليات وسجل هدفا جميلا بقدمه اليسرى، علق عليه الفرنسيون كثيرا واعتبروه ووصفوه بالهدف الجميل، وبالرغم من أن بوردو عدّل النتيجة إلا أن أمل موناكو في العودة بالزاد الكامل بقي كبيرا في الشوط الثاني حيث بدا موناكو الأقرب إلى قطف النقاط الثلاث، إلا أن إسلام سليماني أحبط خطط المدرب البرتغالي جارديم بتلقيه البطاقة الصفراء الثانية بعد احتجاجه على الحكم والتهجم عليه بالألفاظ، احتجاج قد يرفع مباريات غيابه بالعقاب إلى أكثر من مباراتين، حسب تقرير الحكم الذي سيكون عادلا لا ظلم فيه للدولي الجزائري الذي أربك فريقه الذي خسر المباراة وكان الأقرب إلى الفوز بها، وهو ما أغضب المدرب جارديم وإدارة موناكو، مع العلم أن فريق موناكو فاز عدة مرات بجائزة اللعب النظيف، حيث يُعتبر لاعبوه هم الأقل تحصلا على البطاقات الصفراء والحمراء منذ سنوات عديدة، ولكن سليماني بخّر هذه الميزة في لقطة عادية لا تستحق ما فعله ثاني أحسن هداف في تاريخ المنتخب الوطني من عصبية غير مبررة. لو فاز موناكو بمباراة بوردو لقفز إلى المركز السادس على بعد أربع نقاط فقط من نادي مرسيليا المتواجد في المركز الثاني من الدوري الفرنسي، ولكن إسلام سليماني ساهم في تراجع الفريق بالخسارة والبقاء في مركز متأخر، مع الإشارة إلى أن إسلام سليماني حصل في تاريخه على البطاقة الحمراء من صفراء ثانية لثاني مرة في عالم الاحتراف، وكانت الأولى عندما تقمص ألوان فريق فينارباخشا التركي قبل موسمين، ولم يحصل على البطاقة الحمراء أبدا مع الخضر. تواجد اللاعب في منصب مهاجم من المفروض أن يعرّض هو لاعبي المنافس للطرد من المدافعين، والمهاجمون في العموم هم أقل اللاعبين حصولا على البطاقات الحمراء، فمنذ أن تقمص ليونيل ميسي قميص برشلونة، لم يحصل على أي بطاقة حمراء، واستفز المدافعين الذين نالوا البطاقة الحمراء في تدخلاتهم وحتى اعتداءاتهم عليه، كما أن كريم بن زيمة لم يحصل في حياته على بطاقة حمراء سواء مع ليون أم ريال مدريد أم منتخب فرنسا، وحتى لاعبو الخضر وعلى رأسهم رياض محرز لم ينل أي بطاقة حمراء في مشواره الاحترافي في فرنسا وفي إنجلترا ومن النادر أن يحصل على البطاقة الصفراء، لأجل ذلك يعتبر حصول مهاجم على بطاقتين صفراوين في مباراة واحدة أمرا سيئا، وإسلام سليماني معرض للعقاب من ناديه موناكو ماديا بالخصوص. الكلام الجميل الذي قيل عن إسلام سليماني منذ انضمامه إلى موناكو من الصحافة الفرنسية أفسده إسلام بنفسه، فاللاعب صار أشبه بالظاهرة التي تصنع الأهداف، فهو خلافا لكبار الدوري الفرنسي لم يلعب كأساسي سوى عشر مباريات، سجل فيها ستة أهداف وقدم سبع تمريرات حاسمة وهو رقم لم يحققه لا مبابي ولا دي ماريا ولا نايمار، وكان يمكنه أن يكون في المركز الأول في الهدافين والمركز الأول في التمريرات الحاسمة، ويتحول إلى لاعب عالمي قد يخطفه أحد كبار أوربا في الميركاتو الشتوي وهو في الحادية والثلاثين من العمر، أي إنه أصغر من نجوم العالم من المهاجمين مثل آغويرو ورونالدو وميسي وغيرهم ولكنه أكثر فعالية منهم. رامي بن سبعيني أغضب أيضا مدربه ودفع الفريق ثمن غيابه بالطرد، هزيمة في سفرية برلين بثنائية نظيفة، جعلت مركزه الأول بفارق مريح مهددا من بايرن ميونيخ الذي قلص الفارق إلى نقطة واحدة، رامي كان في رصيده هدف في مباراة مونشنغلادباخ قبل الأخيرة، وصار فريقه منتصرا بثلاثية نظيفة على أرضه، وقادرا على تسجيل المزيد، وفي خمس الدقائق الأخيرة تدخل رامي بقوة على مهاجم المنافس فنال بطاقة صفراء ثانية فخرج تحت تصفيقات وتشجيعات المناصرين، ولكنها قد تتحول إلى غضب لو كان الفريق منهزما، والعصبية في الدوريات الأوروبية هي من المساوئ التي تعرض اللاعب للعقاب وحتى الطرد من ناديه قبل الحكام. ب.ع