انتفض عمال حديقة الوئام المدني المعروف ب”بارك” بن عكنون، الأحد، بتنظيم وقفة احتجاجية قرب مبنى الإدارة داخل الحديقة، تعبيرا منهم عن حالة اليأس والغموض التي يعيشها هؤلاء بسبب مصيرهم المعلق والمجهول لغياب أي بوادر لتجسيد مشروع تهيئة المرفأ ضمن استثمار هام على شاكلة حدائق “اللاند” العالمية الذي كان قد سجل منذ سنوات بعد تحديد مدة الإنجاز ب30 شهرا غير أن شهورا وأياما مرت دون أن يعرف هؤلاء أين تتجه أوضاعهم بعد انتظار أكثر من 23 شهرا. “سئمنا أوضاعنا.. غموض يكتنف مشروع “اللاند.. إلى أين تتجه أوضاعنا.. مصيرنا تعلق مع حبس المسؤول الأول عن شركة الاستثمار الفندقي.. أوضاعنا المهنية تسوء أكثر.. أجورنا زهيدة.. والاتفاقية الجماعية لم تراجع منذ 2012.” هي شعارات وأخرى رفعها عمال حديقة بن عكنون أمس، طيلة وقفتهم الاحتجاجية التي عرفت مشاركة العديد منهم من أصل 460 عامل ينشطون بمختلف المهن داخل الحديقة. المحتجون اغتنموا الفرصة للتطرق إلى كل ما ينغص يومياتهم ويقض مضاجعهم داخل المرفق حيث تحدثوا عن بدايات نقل الحديقة من وزارة الفلاحة وتحويلها إلى شركة الاستثمار الفندقي في 2018 لتسييرها.. 23 شهرا كاملة أي سنتان بالتقريب تمر على تحديد فترة الإنجاز التي تم الفصل فيها بمدة 30 شهرا غير أنه لا بوادر توحي بمباشرة الأشغال أو أي نية تظهر تجسيدها على أرض الواقع في ظل استمرار معاناة العمال مع الأجور الزهيدة التي وعدوا بدراستها بشكل يتماشى مع الواقع المعيشي والقدرة الشرائية مقابل عدم مراجعة الاتفاقية الجماعية منذ 2012. وذكرت شهادات المحتجين أنه ومنذ الإعلان عن تحويل الحديقة وتهيئتها على شاكلة الحدائق العالمية تم القضاء وقتها على الجدار الذي يحيط بها من جهة فضاء الحيوانات، الأمر الذي أثر بالسلب خاصة في الجانب المتعلق بالأمن حيث أصبح الموقع مرتعا للمنحرفين الذين يدخلون الحديقة بسهولة والمشاكل التي قد تنجر عن ذلك من نشوب مشادة بينهم، آخرها الحادثة التي لقي فيها أحد الشباب حتفه بعد شجار عنيف مع شاب آخر داخل المرفق منذ أيام بسبب صعوبة التحكم في كامل ربوع الحديقة بعد إزالة الجدار الذي يتسلل منه حتى المواطنون دون دفع تكاليف الدخول، وهو ما يعتبر خسارة إضافية للحديقة التي رفع منها 4 ألعاب كذلك. ولم يتوان المحتجون في التطرق إلى غياب أبسط ظروف العمل من لباس خاص بهم وبأعوان الأمن فضلا عن النقل الذي لم يتجسد رغم الوعود وغيرها من المشاكل التي تتطلب تدخل الجهات الوصية لإعادة بعث المشروع.