شرعت مصالح الأمن بتبسة في التحقيق في حالات الوفيات الغامضة ل 36 مولودا جديدا توفوا خلال الأربع الأشهر الماضية، وهو ما أحدث حالة من الخوف لدى التبسيين الذين قد يبحثون الآن عن ولايات مجاورة وعيادات "آمنة" يضعون فيها مواليدهم الجدد، بعد أن بلغ رقم وفيات المواليد الجدد 36 في 4 أشهر الأخيرة فقط، بالرغم من انخفاض عدد الوفيات من الأمهات الحوامل، إذ لم تتوف إلا أم واحدة بسبب ارتفاع ضغط الدم. وأدت هذه الأرقام المفجعة إلى مباشرة مصالح الأمن بتبسة تحقيقاتها الأولية لتحديد مسؤوليات الجهات التي تكون سببا في وفاة بعض المواليد والأمهات بمصلحة الولادات بمستشفى تبسة، وقد جاء تحرك مصالح الأمن حسب ما أكده أحد ضباط الشرطة للشروق اليومي على خلفية عدة شكاوى ضد أطباء وقابلات يتهمون فيها الطاقم الطبي بالتقصير وعدم التدخل العاجل حسب ما تقتضيه كل حالة وهو الأمر الذي انفجر وأصبح محل نقاش في المجلس الشعبي الولائي مؤخرا، إذ ندد الأعضاء بالتقصير والإهمال والإهانات التي تتعرض لها الحوامل وانجر عنها عدة كوارث ووفيات وصلت إلى تسجيل مثلا في عام 2005 وفاة 89 مولودا و4 أمهات وعدد مماثل في عام 2006 وصدرت في شأن بعض الأطباء والقابلات إدانات قضائية وصلت إلى الحبس والتوقيف النهائي عن ممارسة مهنتهم كما تعرضت الشروق اليومي لذلك في حينه. يحدث هذا بالرغم من محاولات الوقوف الشخصي لمدير الصحة السيد جمال زبيدي ومدير القطاع السيد علي سالمي على عمل مصلحة الولادات، والتوجيهات الدائمة للأطباء والممرضات لحفظ أرواح المواليد وأمهاتهم، فقد سجلت مصلحة الولادات في الأربعة أشهر 36 حالة، أي إذا ضربت في ثلاثة "أي عام واحد" سيتجاوز الرقم 100 وفاة مما يعني مزيد من التعقيد، وبخصوص الشكاوى التي سجلتت ضد أطباء مصلحة الولادات بتبسة والتي أثرت على معنويات العاملين بالمستشفى وقد تكون سببا في فقدان مصداقية مستشفى تبسة، أكد مدير الصحة بأن الأمر لا يستدعي كل هذا التهويل والتخويف وليس هناك حالات وفاة واضحة بسبب الإهمال والتقصير، فحسب التقارير الطبية المتوفرة لدينا فإن الحالات المسجلة أسبابها إما تنفسية أو انخفاض في درجة الحرارة أو اختناق أو جفاف. فنحن كما قال محدث الشروق إذا تأكد الإهمال والتقصير فينبغي معاقبة أي طرف كان سببا في ذلك، أما أن تكون شكوى ضد طبيب أثناء كل حالة وفاة فهذا أمر مقلق ولا يشجع على العمل مطلقا، ضف إلى ذلك فمن هي الجهة التي لها القدرة والمعرفة على تحديد الخطأ الطبي، فالخطأ الطبي سواء أكان متعمدا أو عن طريق الخطأ يحدده الأطباء المختصون، هذا من جهة ومن جهة أخرى كما قال المسؤول الأول على الصحة بالولاية هل من المعقول مثل ما حدث مؤخرا أن رجلا قدم شكوى بعد وفاة ابنه، حيث تم استدعاء كل العاملين بقسم الولادات؟ وإلى غاية العمل بالنظام الجديد واستقلال كل مستشفى بأقسامه ومصالحه وعلى رأسها قسم الولادات يأمل الجميع في تبسة أن ترتقي الخدمة وتتحسن حتى لا يكون المواطن البسيط تحت رحمة العيادات الخاصة التي أصبح من الصعب الاقتراب منها للأثمان الباهظة في كل حالة ولادة. ب. دريد