لم تعد إمكانية تتويج رياض محرز بالكرة الذهبية الإفريقية صعبة فقط، بل ارتقت إلى الاستحالة، خاصة في الأسابيع الأخيرة، بعد أن صار ليفربول أقوى فريق على مستوى الكرة الأرضية، وقائدا هذه الريادة هما لاعبان إفريقيان هما محمد صلاح الفرعوني وابن السنغال ساديو ماني، بينما لم يعد رياض محرز ولو بيدقا رابحا في منظومة مانشستر سيتي الفريق المتخلف في الدوري الإنجليزي عن ليفربول ب 14 نقطة كاملة. بداية هذا الأسبوع أكدت أن مشكلة رياض محرز مع التاج الإفريقي الفردي أي الكرة الذهبية، ليست فيه ولا في مدربه غواديولا وإنما في الإمكانيات الرهيبة التي يتمتع بها المصري محمد صلاح الذي تحوّل إلى ظاهرة كروية تجلت في المباراة الأخيرة أمام واتفورد، حيث سجل هدفين بقدمه اليمنى في منتهى الروعة، وفي عالمية ساديو ماني الذي إن واصل على نفس الوهج، فبإمكانه منافسة فنيات ليونيل ميسي وليس نجوم القارة السمراء، وحتى الأرقام لا ترحم رياض محرز أمام نجمي ليفربول، وتعيين نجم القارة السمراء لا يتعامل بالعاطفة ولا يهمه إن كان محرز مهمشا من غواديولا أو من زملائه في الفريق. إلى غاية الجولة 17 من الدوري الإنجليزي الذي يقوده ليفربول بفارق 10 نقاط عن الثاني ليستر سيتي، ينافس ساديو ماني زميله في الفريق محمد صلاح في التهديف وفي التمريرات الحاسمة حيث سجل كل منهما 9 أهداف وهما يحتلان المرتبة الخامسة في ترتيب الهدافين، بينما يحتل رياض محرز المرتبة 31 ضمن هدافي الدوري الإنجليزي حيث لم يسجل سوى أربعة أهداف. وحتى في التمريرات الحاسمة فإن ماني يحتل المركز الخامس في الدوري الإنجليزي بخمس تمريرات حاسمة، وينافسه محرز ومحمد صلاح سويا بأربع تمريرات حاسمة لكل منهما، ولكن مجرد حصول السنغالي المصري على رابطة أبطال أوربا، رفقة محمد صلاح، والاحتمال الكبير في الحصول على كأس العالم للأندية البطلة سيبخر حلم رياض محرز ومحبيه نهائيا، وسيصغر اللقب القاري المحصل عليه مع “الخضر” بقيادة محرز، بالرغم من أهميته أمام مراكز اللاعبين عالميا بين الخامس والسادس وما حققاه من نتائج، ما يعني أن رياض محرز لن يفوز بالمركز الثاني في القارة السمراء وإنما في المركز الثالث بعد النجمين العالميين الكبيرين والخارقين للعادة في الأيام الأخيرة ساديو ماني ومحمد صلاح. يقول العارفون باستفتاء “فرانس فوتبول” بأن الجولات الأخيرة من الدوري الإسباني ورابطة أبطال أوربا هي التي منحت الكرة العالمية الذهبية للنجم الأرجنتيني ميسي، ما يعني أن الجولات الأخيرة ستكون حاسمة في تعيين صاحب الكرة الذهبية الإفريقية، وهناك من يرى بأن التنافس على اللقب سيكون بين ثنائي لا ثالث لهما، وهما محمد صلاح وساديو ماني. في المباراة التي لعبت أول أمس، بين أرسنال ومانشستر سيتي، لم يمنح غوارديولا أكثر من 20 دقيقة للاعب رياض محرز، وكانت مخيبة بالنسبة لمحبي النجم الجزائري الذي أضاع ثلثي الكرات وضيع أيضا هدفا من انفراد بعد كرة من زميله ستيرلينغ، كما ظهر مؤشر آخر قد يفقد رياض محرز حتى مكانته الحالية على مقاعد الاحتياط وهو اللاعب الإنجليزي الناشئ فودان، الذي شغل مكانة رياض محرز، وأدى مباراة كبيرة، ساعد فيها النجم البلجيكي دي بروين، وكل المؤشرات توحي بأن غوارديولا سيعتمد على فودان في المباريات القادمة كأساسي وهو لاعب نجم يقل سنّه بعشر سنوات كاملة عن رياض محرز، ويعتبر أمل الكرة الإنجليزية، وفي حالة عودة الألماني الدولي ساني في مرحلة العودة من الإصابة فستتعقد أكثر وضعية رياض محرز قائد “الخضر” الذي قد يدخل تصفيات كأس العالم في أواخر شهر مارس من سنة 2020 وهو ناقص منافسة، بالرغم من أن منافسة الكأس المحلية قد تمنحه دقائق وفيرة للعب. النجم الجزائري السابق رابح ماجر منح الأسبقية للسنغالي ماني، وقال بأنه أحسن من رياض، والصحافة المصرية تدفع لأجل أن يواصل محمد صلاح جمع الكرات الذهبية الإفريقية تحضيرا للتنافس على اللقب العالمي، بعد أن بلغ ميسي ورونالدو سنا متقدمة، وقليلون جدا من يضعون رياض محرز في مكانة للتنافس على الكرة الذهبية القارية، ويبقى هدف الجزائريين هو تألق “الخضر” وتأهلهم إلى كأس العالم. ب.ع