تمر أربع سنوات على رحيل المجاهد حسين آيت أحمد، أحد أهم وأبرز القيادات التاريخية والسياسية للجزائر وأحد أركان مفجري الثورة التحريرية المضفرة وقادتها. ففي الوقت الذي يرى الجزائريون بأن الراحل “الدا الحسين” لا يعد ملكا أو إرثا لعائلته أو منطقته أو حزبه إنما سيظل الراحل بمثابة ارث وتاريخ مشترك بين الجميع باعتباره شخصية وطنية وقامة عالمية ورمزا إنسانيا، فقد دعت عائلة الراحل إلى إحياء الذكرى الرابعة لرحيل الفقيد بعيدا عن أي تسييس لهذه الذكرى. وكتب في هذا الصدد يوغرطة آيت أحمد، نجل مؤسس جبهة القوى الاشتراكية “اليوم 23 ديسمبر سنحيي بكل بساطة ذكرى رحيل حسين آيت أحمد، الذي توفي قبل أربع سنوات، احتراما لرغباته الأخيرة، وذلك من دون أن تحمل هذه الذكرى أي طابع سياسي.. إذ يكفي الوقوف أمام قبره في آيت يحيى والترحم عليه”. الراحل المجاهد حسين آيت أحمد كان قد كتب قبل وفاته وصيته الأخيرة يوم 6 فبراير 2012 يقول في جانب منها: “لا ينبغي بناء أي ضريح على قبري، ولا أن يكون موضع أي احتفال أو إقامة أي مراسيم عليه من طرف أي سلطات سياسية أو أحزاب سياسية أو مجموعات أخرى، ولا يستغل لأي غرض تجاري”. وقد استذكر رواد مواقع التواصل الاجتماعي ذكرى رحيل المجاهد الكبير حسين آيت أحمد بتغريدات تشيد بمواقف الرجل في العديد من الملفات كما استذكر آخرون تاريخه النضالي قبل وبعد الاستقلال، وجاءت أغلب التدوينات مستذكرة مآثره التاريخية مصحوبة بصور قديمة توثق تاريخ كفاحه ضد المستعمر الفرنسي إبان الثورة التحريرية ودوره الفعال فيها. وقدم بعض الرواد نصوصا تحكي حياته، فيما حملت تدوينات أخرى إشارات إلى الحزن على رحيله وحاجة الجزائر إلى أمثاله لقيادة المرحلة. وتوفي آيت أحمد، الملقب ب”دا الحسين”، عن عمر ناهز 89 سنة، بعد مسيرة حافلة بالنضال الثوري والسياسي، مخلفا وراءه إرثا من المبادئ السياسية ظل متمسكا بها إلى وفاته.