انتهت مرحلة الذهاب من بطولة القسم الوطني الثاني هواة (شرق) على وقع التنافس الحاد بين مختلف الفرق الطامحة في الصعود إلى الرابطة المحترفة الثانية، خاصة في ظل قرار تغيير نمط المنافسة الموسم المقبل، ما يفسح مجال الصعود ل 6 أندية كاملة، وهو القرار الذي ألهب المنافسة، وعرف بروزا لافتا لعدة أندية، يتقدمهم شباب أولاد جلال الذي افتك اللقب الشتوي في آخر أنفاس مرحلة الذهاب، على حساب الرائد السابق مولودية قسنطينة. عرف الشطر الأول من المجموعة الشرقية لبطولة القسم الثاني اشتداد حمى التنافس بين مختلف الفرق الطامحة في لعب ورقة الصعود، حتى أن بعض الأندية خالفت توقعات بعض المتتبعين مع بداية الموسم، وفي مقدمة ذلك شباب أولاد جلال الذي أنهى مرحلة الذهاب في المقعد الأول، وذلك برصيد 30 نقطة، متقدمة الرائد السابق مولودية قسنطينة، موازاة مع العودة القوية لأبناء المدرب الشاب تازير الذين عرفوا كيف يضفون لمسة إيجابية مكنتهم من البرهنة في عقر الديار وخارج القواعد، من ذلك إطاحتهم لمولودية باتنة فوق ميدان هذا الأخير، رغم الإمكانات المادية والبشرية التي يتمتع بها هذا الأخير. وأكد المدرب حكيم تازير في بعض تصريحاته أن اللقب الشتوي يعد مكسبا مهما يعكس الإرادة التي تحلى بها لاعبوه، ما مكنهم من رفع التحدي رغم الإمكانات المادية المتواضعة والأزمة المالية التي عانى منها الفريق، في الوقت الذي بدا متفائلا بإمكانية التموقع أكثر لحفاظ على المكسب خلال النصف الثاني من البطولة، وهذا بناء على الرزنامة التي يرى تازير أنها ستكون في صالح تشكيلة شباب أولاد جلال. “الموك” ضيّعت الريادة.. “الكاب” وشلغوم في الملاحقة و”البوبية” خيّبت أنصارها وإذا كانت مولودية قسنطينة قد تحكمت في مقاليد الريادة في أغلب جولات مرحلة الذهاب، إلا أنها أرغمت على التخلي عنها في الجولة الأخيرة من انتهاء المرحلة الشتوية، وهذا بعد خسارتها في فيلاج موسى، خسارة تزامنت مع العودة القوية لشباب أولاد جلال فوق ميدانه وخارج القواعد، ما مكنه من التحكم في المرتبة الأولى التي ضيّعتها الموك في آخر لحظة، مكتفية بمقعد الوصيف برصيد 29 نقطة. ويرى بعض المتتبعين أن التغييرات الحاصلة في العارضة الفنية لمولودية قسنطينة كان لها تأثيرها السلبي في إصرار النادي، محمّلين المسؤولية لإدارة دميغة التي فوّتت بحسب قولهم فرصة مهمة ل”الموك” من أجل التغريد على انفراد. وفي السياق ذاته حقق شباب باتنة لحد الآن مشوارا مميزا تحت قيادة المدرب التونسي محرز بن علي، حيث أن البداية المتعثرة لم تمنعهم من العودة إلى الواجهة، من خلال إنهاء مرحلة الذهاب في المركز الثالث، وبفارق نقطتين فقط عن الرائد الحالي شباب أولاد جلال. كما عرف هلال شلغوم العيد كيف يفرض نفسه فوق الميدان، وحقق لحد الآن المهم باحتلاله المرتبة الرابعة برصيد 24 نقطة، فيما يعد الفريق الذي خيّب الظن خلال مرحلة الذهاب هو مولودية باتنة، خاصة وأنه لم يكن في مستوى تطلعات أنصاره، وكذا الإمكانات المادية والبشرية التي يتمتع بها، ورغم بدايته القوية إلا أنه دخل في مرحلة فراغ على مرتين، ما كلفه تضييع 7 نقاط كاملة في ميدانه، آخرها في الهزيمة أمام الرائد شباب أولاد جلال، ناهيك عن عدم استقرار العارضة الفنية، في ظل إرغام لعلاوي على الاستقالة بعد 5 جولات، كما لم يعمر خليفته سمير حوحو الذي تمت إقالته بعد الخسارة أمام أولاد جلال، في انتظار تعيين مدرب جديد يشرف على البوبية خلال المحطات المقبلة. من جانب آخر، تعرف منطقة الخطر تواجد عديد الأندية المعروفة بتقاليدها وماضيها الكروي، إلا أنها فقدت توازنها هذا الموسم في حظيرة قسم الهواة، وفي مقدمة ذلك اتحاد عين البيضاء الذي يقبع في المرتبة الأخيرة برصيد10 نقاط، ما يعكس حجم المتاعب التي تلاحق أبناء الحراكتة خلال المواسم الأخيرة، في ظل سوء التسيير وقلة الإمكانات، والكلام نفسه ينطبق على شبيبة جيجل التي تحتل المرتبة ما قبل الأخيرة برصيد 12 نقطة، ما حال دون استعادة الماضي الجميل للنمرة رغم فتح دائرة الصعود ل 6 أندية كاملة، وفي السياق ذاته يعاني شباب عين فكرون في المرتبة 14 بشكل يعكس السقوط الحر للسلاحف خلال المواسم الأخيرة، بسبب الاضطرابات الإدارية والمتاعب المالية التي تلاحقه، فقد خيّب ظن أنصاره وهو الذي حقق صعودا صاروخيا إلى حظيرة الكبار قبل أن يغادره سريعا، ليصل به الأمر إلى قسم الهواة. في حين يرى بعض المتتبعين أن مرحلة العودة قد تشهد انتفاضة كروية لبعض الأندية المتواجدة في وسط الترتيب، على غرار فيلاج موسى ونجم التلاغمة واتحاد الشاوية واتحاد خنشلة وغيرها من الأندية الطامحة في قلب الموازين أملا في كسب إحدى التأشيرات التي تسمع بالارتقاء إلى الرابطة المحترفة الثانية التي ستكون الموسم المقبل بمجموعتين.