شهدت اغلب ولايات الوطن، الأربعاء، إقامة مجالس عزاء، فيما خصص مواطنون وجمعيات عشرات الحافلات لنقل المواطنين نحو العاصمة لحضور مراسيم جنازة الفريق أحمد قايد صالح، بينما شهدت مساجد الجمهورية حضورا قويا للمصلين لأداء صلاة الغائب، كما شهدت عدة ولايات هبات تضامنية وتقديم مساعدات للفقراء صدقة على المرحوم ڨايد صالح. وفي هذا الإطار، شهد مجلس العزّاء الذي أقيم بمحاذاة المسرح الجهوي محمود تريكي بقلب مدينة قالمة، توافد المئات من المواطنين الذين جاؤوا من مختلف أحياء وبلديات ولاية قالمة، لتقديم التعازي في فقيد الجزائر قائد أركان الجيش الوطني الشعبي نائب وزير الدفاع الوطني، المرحوم الفريق أحمد قايد صالح، ولم تنقطع الحركة في المجلس الذي قصده المواطنون من مختلف فئات المجتمع، والذين لم ينقطع حديثهم عن خصال الرجل، الذي أوفى بوعده في حماية الشعب الجزائري، ومساندته في مطلب التغيير المنشود، وغلق الأبواب أمام المتربصين بالجزائر وشعبها، كما شهد مجلس العزاء الذي ساهمت في تنظيمها بلدية قالمة وعدد من الخيرين من سكان المدينة، تلاوة آيات بينات من الذكر الحكيم وتعليق صوّر الراحل، كما بادر صبيحة أمس عدد من التجار وبمساعدة بعض الشباب لتوزيع الخضر والفواكه ومواد غذائية على الفقراء والمحتاجين صدقة على روح الفقيد. وكانت سلطات ولاية قالمة قد أشرفت في حدود الساعة الثالثة من فجر أمس، على انطلاق أزيد من 30 حافلة كاملة مملوءة عن آخرها بالمواطنين الراغبين في التنقل إلى العاصمة لحضور مراسيم تشييع جثمان الفقيد إلى مثواه الأخير، وذلك من أمام مقر الولاية ومختلف البلديات والتي شهدت حضور آلاف المواطنين لأداء صلاة الغائب. صلاة الغائب في كل المساجد وبولاية بسكرة أقيمت بعد ظهر الأربعاء، صلاة الغائب على روح الفقيد عبر جميع المساجد، أين لوحظ حضور قوي للمصلين الذين أصروا على الترحم على الفقيد من خلال الدعاء له بالرحمة والمغفرة، بينما شهدت خيم العزاء إقبالا كبيرا للمواطنين وحتى المسؤولين المحليين للتوقيع في سجل العزاء الذي أقيم في خيمة تم نصبها في وسط المدينة بحضور ملفت للمعزين من مواطنين ومن مختلف الأعمار بمن فيهم حتى مستعملي الطريق الوطني رقم 46 ( أ ) الذين حرصوا على التوقف في خيم العزاء وتسجيل حضورهم. وبولاية جيجل كان المشهد مشابها لبقية الولايات، حيث توافد مئات المواطنين صباح الأربعاء، على مجالس العزاء التي تم تنظيمها عبر العديد من المناطق، أين تمت إقامة خيم العزاء على مستوى بلدية جيجل، إضافة إلى فتح سجل تعازي وأخرى ببلدية الطاهير وبكل من الشقفة وزيامة منصورية والميلية، وفي تاسوست تم على مستوى السوق اليومي تنظيم عملية تضامنية خيرية أين قام تجار السوق بجمع التبرعات ساهم فيها المواطنين وتم توزيعها على الفقراء والمحتاجين وفي نفس الوقت تم نصب مجلس عزاء وتوزيع المأكولات على عابري السبيل وهذا ترحما على روح الفقيد احمد ڨايد صالح، وكان وقع فقدان أحد رموز الجزائر عبر تراب ولاية جيجل قاسيا، أين خيم حزن شديد على المواطنين خاصة الذين لم يتمكنوا من حضور جنازة المرحوم. كما فتح أحد تجار ملابس الأطفال بمدينة جيجل محله أمام اليتامى ترحما على روح فقيد الأمة.ويذكر الجواجلة المجاهد الراحل أحمد ڨايد صالح رمزا من رموز الجهاد بالمنطقة أين كان قد التحق بالثورة التحريرية بجبال مشاط بالميلية سنة 1957 في أول محطة له وكان عمره آنذاك 17 سنة. من جهتها شهدت أحياء بلديات ولايات غرداية العديد من الهبات التضامنية في صورة تعبر عن فقدان أسد الجزائر ورجل من رجالاتها الأحرار، والذي ترك بصمة خالدة في قلوب الجزائريين. الجزائريون يبدعون في التضامن وقد بادرت جمعية خليني شاطر الولائية بنصب خيمة للتعزية مزينة بالأعلام الوطنية وعلى جانبها لافتة تحمل صورة الفقيد بساحة أول ماي بوسط المدينة لاستقبال المواطنين وتقديمهم التعازي وقراءة ما تيسر من القرآن والدعاء للراحل، وفي منظر يعبر عن مدى حب سكان الولاية لهذا الرجل الذي قاد البلاد إلى بر الأمان أبى إلا أن يستذكر شبابها خصال الرجل بطريقتهم الخاصة من خلال التوقيع على سجل التعازي داخل الخيمة وأخذ صور تذكارية أمام اللافتة التي كانت تحمل صورة الفريق المجاهد أحمد قايد صالح وقراءة فاتحة الكتاب على روحه الطاهرة، فيما بادر أصحاب محلات تجارية وعائلات بإقامة ما يسمى بالمعروف من خلال توزيع الحليب والتمر والتصدق بما جادت به أيديهم. وفي بلدية متليلي الشعانبة خرج العشرات من المواطنين في مسيرة انطلقت من الشارع الرئيسي بالمدينة باتجاه مقبرة الشهداء، رافعين صور الفقيد ومرددين لعبارات ” الجيش الشعب خاوة خاوة”، كما بادر شبان لتخصيص سجل للتعازي بوسط المدينة. من جهتها، بلدية زلفانة قاسمت الجزائريين حزنهم برحيل أسد الجزائر من خلال نصب خيم للتعزية بالساحة المحاذية للبلدية واستقبال المواطنين الوافدين لهذه المنطقة بالتمر والحليب. إلى ذلك أقيمت وعلى كافة مساجد الولاية صلاة الغائب ظهر أمس على روح الفقيد الطاهرة وهذا بحضور السلطات المحلية والأمنية والعسكرية بمسجد علي بن أبي طالب بحي الحاج مسعود بعاصمة الولاية. أما بالمدية فقد شهدت عديد المدن والبلديات، نصب العشرات من الخيم ومجالس العزاء إثر فقدان البطل الرمز الفريق أحمد قايد صالح، على غرار تلك المقامة في مدينة المدية بساحة حمو والتي حضرها الوالي مرفوقا بالسلطات العسكرية والمدنية، كما شهدت حضورا شعبيا معتبرا لتقديم واجب العزاء، فيما أقيمت أخرى بكل من بني سليمان، البرواقية، قصر البخاري وعين بوسيف وشلالة العذاورة وغيرها.