لقد سبق وأن كلمتكم عن العمل الذي تقوم به الحكومة البريطانية، والقطاع الخاص البريطاني للمساعدة في ترقية تدريس وتعلّم اللغة الإنجليزية في الجزائر. وشرحت أن سبب قيامنا بذلك هو أنني حيثما ذهبت في الجزائر أتلقى أسئلة حول اللغة الإنجليزية: أين ندرّسها وما الذي نقوم به لترقية استعمالها في الجزائر. إننا نحاول الاستجابة لهذا الطلب رغم أنه تحد صعب. صحيح أن الإنجليزية هي اللغة العالمية، وقد كان لذلك تأثير إيجابي على مجال تعليم اللغة الإنجليزية حول العالم. وبسبب الطلب المرتفع على تعلمها فإن اللغة الإنجليزية لغة تنافسية ومهنية ووسائل تعليمها عالية الجودة. كما أننا نملك طرقا مبتكرة ومبدعة لتكوين المدرسين الذي يمثل جانبا أساسيا من عملنا، إذ أننا اعترفنا منذ سنين عدة أن كل متعلم يختلف عن الآخر وأنه لا توجد أية منهجية تناسب الجميع، ويجب أن ينعكس هذا المبدأ على منهجيتنا العامة لتعليم اللغة. كلنا نتعلّم لأسباب خاصة ويكون السبب في غالب الأحيان أن مدرسينا طلبوا منّا ذلك. لكن في مراحل لاحقة من حياتنا قد ترسلنا شركتنا للقيام بتكوين أو قد نشعر بأن سيرتنا الذاتية تحتاج إلى تحديث الفقرة الخاصة باللغات المتقنة، أو قد نود السفر أو الدراسة في الخارج لرؤية أماكن جديدة والتمكن من التكلم مع السكان المحليين. أو قد نكون متعلمين نظريين لا نريد سوى تمرينا فكريا مشوقا يفتح لنا عوالم جديدة من الكتب والأفلام. حتى إننا قد نكون نتعلم لغة لكي لا تموت. بصفتي دبلوماسي لطالما حاولت تعلم اللغات لعدة سنين ومنها الفرنسية والبرتغالية والأردية والفارسية والروسية. أحيانا تكلل جهودي بالنجاح وأحيانا أكون أقل توفيقا. لكن خلال قيامي بذلك، حاولت أن أصبح أكثر دراية بأنجع الطرق التي تساعدني على التعلم. بدأت تعلّم اللغات داخل القسم لكنني الآن أقوم بجزء مهم من دراستي للغات في المنزل وذلك عن طريق مشاهدة البرامج التلفزيونية والاستماع إلى الأخبار على المذياع مثلا. ومع ظهور الإنترنت الذي أحدث ثورة في العالم أصبح لدينا اليوم كمّا هائلا من المراجع التفاعلية والمثيرة للإهتمام على الشبكة العالمية. إذ قمت مثلا قبل قدومي إلى السفارة البريطانية في الجزائر، باستعمال برنامج تعليمي على الإنترنت لمراجعة معارفي في اللغة الفرنسية. كما أنني لا أزال أحاول الضغط على نفسي في حياتي اليومية لتعلم مفردات جديدة، واستعمال جمل وتركيبات جديدة باللغة الفرنسية. إن الجزائريين ممتازون في تعلّم اللغات. لذا فكثير منكم يتكلم لغتين أو أكثر مثل العربية الدارجة والعربية الفصحى والفرنسية والأمازيغية وبعض الإنجليزية، وربما القليل من الإسبانية. يساعدكم في ذلك تاريخكم الثقافي واللغوي الثري (دعوني أوكد لكم ذلك كوني أنتمي إلى بلد لا يتقن سكانه سوى لغة واحدة)، لذا فإنني أدعو الى المحافظة على هذه السهولة التي تتمتعون بها في تكلم اللغات. وسيعود ذلك عليكم بالفائدة في وقت تقوم فيه الجزائر بتنمية حضورها وسط الاقتصادات المحلية والعالمية. إن قررتم أن اللغة الإنجليزية هي الأنسب لكم، إذن فكونوا متأكدين من أن المجلس الثقافي البريطاني في الجزائر (المنظمة الثقافية للحكومة البريطانية) يعمل جاهدا لضمان أن يبقى عدد ونوعية مدارس اللغة الإنجليزية (العامة والمتخصصة) في ارتفاع مستمر، وقد نجحوا من خلال مشروع ممول بالشراكة مع شركة "أناداركو" باتمام دورات تكوينية ل1500 أستاذ إنجليزية في التعليم المتوسط، وهم يعملون حاليا لتحقيق هدف تكوين 3000 مدرّس. كما أنهم يواصلون تعاونهم مع هذه الجريدة، ويسعون إلى إطلاق مشروع جديد مع الإذاعة الجزائرية. لكن هل كنتم تعلمون بأنه توجد أيضا مواقع تفاعلية رائعة لتعلم اللغة الإنجليزية يوفرها المجلس الثقافي البريطاني مجانا؟ إليكم بعض المواقع المفضلة لدي: * موقع موجه لتعليم الأطفال الصغار عن طريق ألعاب وأغان ونشاطات ممتعة : http://learnenglishkids.britishcouncil.org/en/ * موقع مصمم للمراهقين لتعلم الإنجليزية: http://learnenglishteens.britishcouncil.org * موقع يجمع بين لغتين عالميتين: الإنكليزية وكرة القدم (فكرة عبقرية) يدعى "بريميير سكيلز" http://premierskills.britishcouncil.org/ * موقع عام لتعلم الإنجليزية يضم العديد من المراجع الرائعة الأخرى: http://learnenglish.britishcouncil.org/en/