لا تزال العديد من مناطق ولاية المسيلة تترقب تجسيد بعض المشاريع، كتلك المتعلقة بالربط بالغاز والكهرباء ومد المسالك الفلاحية وشبكة الصرف الصحي، وهي المشاريع التي لطالما حلم بها سكان البلديات ومناطقها النائية على وجه الخصوص. هذا الترقب وطول الانتظار كثيرا ما دفع المواطنين إلى الاحتجاج ورفع شكاوى إلى الجهات المعنية، بغرض الإسراع في تجسيد البرامج التنموية، التي خصصتها الدولة للقضاء على المشاكل المطروحة منذ سنوات، ووضع حد لمعاناة العشرات، خاصة في مجال التزود بالغاز، فهناك مناطق عبر بلديات بني يلمان وتارمونت وسليم وحمام الضلعة وسيدي عامر وامجدل وبئر الفضة وعين الريش ومقرة، وغيرها من البلديات التي يتطلع قاطنوها منذ سنوات إلى الاستفادة من أحد المشاريع المشار إليها سالفا. ويأتي الحرص على ذلك، في ظل تنامي عدد السكان، حيث لم يعد بمقدور هؤلاء الاستمرار في الاعتماد على حفر التعفن إذا تعلق الأمر بالصرف الصحي على سبيل المثال للحصر، وهذه مشكلة- يقول ممن تحدثوا إلى “الشروق”- أصبحت تطرح عبر العديد من التجمعات السكانية القروية، بل حتى في بعض الأحياء شبه الحضرية، التي توسعت في 20 سنة الماضية، وأصبحت برأي متابعين تزاحم المدن. ويذكر في هذا السياق منطقة نوارة، التابعة إداريا إلى بلدية المسيلة، فسكانها لطالما اشتكوا من مشكلة الصرف الصحي، على اعتبار أن حفر التعفن التي استغلوها نحو 15 سنة لم تعد مناسبة بل صارت بحسب المواطنين مصدر خطر وإزعاج لهم نتيجة انبعاث الروائح الكريهة وانتشار الحشرات وفي مقدمتها الناموس، خاصة في فصل الصيف، والأكثر من ذلك، تسرب المياه القذرة من حفر التعفن إلى السطح، معتبرين إياها هاجسا يطارد الكبار قبل الصغار، وهي ظاهرة تكاد تنسحب على العديد من التجمعات السكانية القروية وشبه الحضرية عبر بلديات الولاية.. وإذا تعلق الأمر بمشاريع الربط بالغاز الطبيعي، فإن المواطنين في المناطق المعنية ناشدوا في أكثر من مناسبة الوالي، بغرض التكفل بانشغالاتهم وإدراجها كأولوية، فيما شدد البعض الآخر على ضرورة تسهيل عمليات تجسيد المشاريع، بعيدا عن البيروقراطية المعقدة وبعض الإجراءات التي لم تعد تتماشى ومصالح المواطنين والسرعة، التي تقتضيها عملية تجسيد بعض المشاريع ذات الصلة بالتنمية المحلية والحياة اليومية للمواطن عبر الجزائر العميقة.