لقد نجحت السلطة بامتياز في تنظيم الانتخابات الرئاسية الأخيرة، التي أسفرت عن فوز تبون رئيسا للبلاد، كثامن رئيس للجمهورية الجزائرية، إذ اقتنع أزيد من 10 ملايين جزائري بالذهاب إلى صندوق الاقتراع، كحل وحيد وأوحد للخروج من الأزمة المتعددة التي ضربت البلاد مذ كان المخلوع بوتفليقة على كرسي السلطة، قبل أن يرمي هذا الأخير المنشفة بفعل ضغط جمعة الحراك.. الآن، وقد أصبح لنا رئيس للجمهورية نراه رأي العين ونسمع كلامه.. يتعين على الحراك أن يعطي الأذن السميعة للرئيس الجديد ويعين من يمثله للحوار، الذي أطلقه تبون في أول خطاب له بعد فوزه في الانتخابات، ولا نعتقد أن حوار الطرشان سيفضي إلى نتيجة ملموسة والكرة الآن في مرمى الحراك، إذا صدقت النية، وأصلح حاله من الانتقال إلى حوار مباشر مع الرئاسة، ولا ينبغي تفويت هذه الفرصة “ومحاولة أن يركب الحراك رأسه بفكرة أنها من أزاحت بوتفليقة من الحكم” لأن ذلك سيدخل الحراك في نفق مظلم لا مخرج له بعد مضي قرابة السنة عن بدء الحراك دون تمثيل. والبارز، أن هناك أصواتا اخترقت الحراك، وهي أصوات متعصبة نجحت في نسف الحوار قبل أن يبدأ، يبقى أمام تبون أن يراهن على عامل الوقت ومباشرة الإصلاحات التي وعد بها مع إمكانية إصدار تبون لعفو رئاسي لإطلاق سراح مسجوني الحراك بغرض تهدئة النفوس وجبر الخواطر. قادم الأيام ستكون حبلى بقرارات مهمة، من تبون، في مختلف القطاعات المريضة لمعالجتها آنيا وعلى عجل..