سالم زواوي عندما قالت كوندوليزا رايس منذ أسابيع إن الحكومة الأمريكية والسياسة الأمريكية تدعم السنّة من المسلمين أينما وجدوا ضد الشيعة، وبقية المسلمين الذين يوصفون بالعداء للسياسة الأمريكية، فإنها لا تكتفي بمجرد القول أو التصريح، لكن المسؤولين الأمريكيين يتبعون ذلك بالفعل مباشرة. وهم يدركون أن الشعوب العربية والإسلامية في كل مكان تعي تمام الوعي التناقض الموجود في القضية، وهو أن القاعدة التي تبحث عنها أمريكا وتطلبها في كل شبر من العالم سنية قلبا وقالبا، كما تعي أن الشيعة الذين تجند لهم السنة ليسوا أعداء في كل الحالات. ما يفعله الجيش الأمريكي بعد أسابيع معدودة من تصريح وزيرة الخارجية الأمريكية هو أنه اتخذ قرارا بتسليح العشائر السنية في العراق، رغم أنفها ورغم أنف الحكومة العراقية العميلة، لما يرى في ذلك من تخفيف للضغط على القوات الأمريكية التي تعاني الأمرّين من المقاومة العراقية التي أثرت كثيرا على المشروع الأمريكي الإسرائيلي في الشرق الأوسط، وبالتالي فقط وجب إدخال العراق في حرب جديدة أساسها الطائفية والفتنة الدينية المفضية حتما إلى الحرب الأهلية، كما أثبتت ذلك الكثير من التجارب في أماكن مختلفة من العالم. أمريكا تعرف أن مجرد قرار أو التصريح بمبادرة تسليح عشائر من السنة سيزيد من تنامي حقد الشيعة على السنة ويشجع السنة على معاداة الشيعة بعد توفير ظروف ذلك من خلال قيام المخابرات الإسرائيلية بتدمير المساجد والأماكن المقدسة والرموز التاريخية لهذا المذهب وذاك، وهذا ما يفسر تصاعد العمليات التفجيرية المتبادلة الكثيفة خلال الأيام الأخيرة والتي راح ضحيتها المئات من القتلى والجرحى في صفوف الطرفين "السني والشيعي". وفي زحمة هذا الدوار وفقدان الشعور بالوعي والإحساس في صفوف العرب والمسلمين تقوم قوات الإحتلال الأمريكية والبريطانية بمحاولات مماثلة لإقحام إيران في المستنقع العراقي باستعمال نفس الأساليب المضللة التي لا يقبلها، إلا العقل العربي المشوش البعيد عن المنطق، وهي إتهام إيران بتسليح المقاومة العراقية المعروف عنها انتماءها للسنة ولصدام حسين. وهذه نفس الأساليب التي تتبعها إسرائيل ضد حركتي حماس والجهاد باستعمال عملائها من فتح والفلسطينيين الخونة، ونفسها التي تتبعها ضد حزب الله في لبنان بالتعاون مع عملائها، مما يسمى الأغلبية أو الموالاة، مما يعني أن المؤامرة أمريكية إسرائيلية لا تنفصل عن العرب والمسلمين... ولكن أين العرب والمسلمون الذين يمكن أن يدركوا هذا الواقع ويعملوا على تغييره؟