حطت طائرة الجوية الجزائرية القادمة من ووهان الصينية، وعلى متنها ال 60 رعية بينهم 36 جزائريا، الإثنين، حيث تم تحويلهم مباشرة رفقة طاقم الطائرة والطاقم الطبي، بعد إخضاعهم للمراقبة بأجهزة طبية، وكاميرات متطورة، إلى فندق المرسى بسيدي فرج غرب العاصمة، أين سيخضعون مدة 14 يوما ضمن الحجر الصحي. ووصلت الطائرة من نوع ” إيرباص” 330 في تمام منتصف النهار و20 دقيقة، حيث قامت السلطات بعزلها في رواق “T1” بالمطار الدولي القديم، قبل أن يتم تحويل ركابها عبر حافلة خاصة إلى فندق المرسى الواقع بسيدي فرج غرب العاصمة، بعد العدول عن قرار تحويلهم إلى وحدة “تاشتر”، بالمركز الإستشفائي للأمراض المعدية” الهادي فليسي “بالقطار، في حين أكدت معاينات الفرقة الطبية، من مستشفى القطار، حسب ما كشف لنا مسؤولي المركز الإستشفائي ل “الشروق”، في المطار أن الرعايا الجزائريون العائدون من ووهان لا يحملون أية أعراض لفيروس “كورونا”، فقط كإجراءات احترازية سيخضعون للحجر الصحي بفندق المرسى، وإن ظهرت أي أعراض بعد ذلك سيتم تحويل المشتبه فيهم إلى مستشفى القطار. وتكفلت طائرة عسكرية بنقل الرعايا التونسيون الذين تم إجلائهم من ووهان الصينية من الجزائر إلى تونس مباشرة بعد وصولهم إلى المطار الدولي هواري بومدين، فيما تكفلت فرقة مختصة من خبراء ترتدي لباس طبي واقيات صفراء اللون وأقنعة تنفسية سوداء بتعقيم وتنظيف كامل ودقيق للطائرة التي تكفلت بنقل العائدين من ووهان الصينية. طوارئ في مطار الجزائر لم تخف السلطات العمومية، الإثنين، خوفها من اختراق فيروس “كورونا” إلى داخل التراب الوطني، بعد أن بات على مرمى حجر من الجزائر بوصوله إلى أوروبا، إذ وقفت “الشروق” الإثنين منذ الساعة السابعة صباحا، على الوضع ،حيث عاش أمس أطباء مراكز المراقبة الصحية بمطار هواري بومدين الدولي بالجزائر العاصمة على غرار مختلف المطارات والموانئ ومراكز الحدود البرية للجزائر، حالة طوارئ واستنفار قصوى، قبل وصول طائرة العائدين من منطقة ووهان الصينية الموبوءة ب “الفيروس القاتل” والذي حصد روح 350 شخصا منذ بداية ظهوره بإقليم هوبي بالصين. وأكد طاهر علاش المدير العام لشركة تسيير الخدمات ومنشآت المطارات، في لقاءه مع الشروق”، الإثنين، إنه منذ الإعلان عن انتشار هذا الفيروس الخطير، فقد تم تحويل أزيد من 10 أطباء مختلف المستشفيات إلى مطار هواري بومدين بشكل يومي ووفق نظام المناوبة لضمان مراقبة طبية وتغطية صحية ل24 ساعة على 24 ساعة حيث يتوزع الأطباء المداومون على ثلاثة وحدات يتمركز جزء منهم في وحدة التنسيق العامة للمطار والمجهزة بغرفة للإنعاش والعزل الصحي في حين يتوّزع الجزء الأكبر على وحدتين للمراقبة على مستوى أربعة مدارج للوصول بأرضية المطار، حيث يرابط كل طبيبين عند نهاية كل ساتليت النفق الذي يربط أرضية المطار بالطائرة. كما علمنا أيضا من أحد مسؤولي المراقبة الطبية للمطار، أن استراتيجية المراقبة تعتمد على تمركز الأطباء عند نهاية الساتليت أي قبل أن يحتك المسافر المشتبه في إصابته بالفيروس بأي شرطي أو جمركي أو أي عون عامل برواق الوصول والمراقبة الجمركية، حيث تم وضع عدة سيناريوهات بمركز المراقبة الطبية للتعامل مع الحالات، إذ في حال ظهور أعراض مثل السعال أو الحمى على مستوى الطائرة في الجو يتصل قائد الطائرة بمركز المراقبة قصد تحضير المدرج الخاص الذي فتح خصيصا لهبوط الطائرات التي على متنها حالات مشبوهة وهو مدرج معزول عن باقي المدرجات التي تحط بها الطائرات الخطوط الدولية وحتى الداخلية. ويحول الشخص المشتبه فيه مباشرة إلى مركز المراقبة الصحية عبر ممر خاص معزول يربط الطائرة بمركز المراقبة الطبية في حين يحول جميع الركاب وطاقم الطائرة إلى وحدات المراقبة إلى أن تصل نتائج الفحص والتحليل للشخص المشتبه فيه وعلى ضوء النتائج المخبرية والسريرية يتم الفصل في قضية المشتبه فيه سواء بتحويله لمستشفى القطار للعلاج في غرف الحجز الصحي بوحدة “تشاتر” في حال التأكد من إصابته أو السماح له بمغادرة المطار بشكل عادي في حال التأكد من خلوه من المرض. وعن كيفية رصد الفيروس، كشف لنا أحد الأطباء المناوبين، عن تنصيب كاميرات حرارية وهي التي تساعد الطبيب بالتعرف على جميع المسافرين الذين تفوق درجة حرارتهم 38 درجة وهو عمل يقوم به الأطباء على مستوى أرضية المطار بصريا والحديث مباشرة مع المسافر إلا أن الكاميرات الحرارية لا تكشف دائما الوباء، لأنه يمكن تسجيل حالات تكون فيه درجة حرارة المصابين عادية خاصة وإن كان الفيروس حديث بجسم المصاب مشيرا إلى أن عدم ظهور الأعراض قبل 14 أيام يبقى هاجسا أمام أطباء مراقبة الحدود ما استوجب علينا تقديم نصائح مباشرة ومطويات وأرقام هاتف خضراء وتوصيات لجميع المسافرين القادمين من البلدان التي سجلت بها حالات أو مر بها المسافر. وزارة الخارجية: هذه تفاصيل رحلة نقل مواطنين ورعايا أشقاء من الصين قالت وزارة الشؤون الخارجية، بشأن الرحلة الجوية الخاصة القادمة من مدينة ووهان الصينية، الاثنين، إنه تم ترحيل 31 مواطنا جزائريا أغلبهم طلبة، من بينهم رعيتان كانتا في زيارة عائلية للصين. وأوضح بيان الخارجية، أن الجزائر، قامت على متن نفس الرحلة، بإجلاء 10 مواطنين تونسيين، وثلاثة ليبيين، وأربعة موريتانيين، حيث تندرج هذه العملية في إطار تجسيد التزامات رئيس الجمهورية المتعلقة بحماية ومرافقة الجالية الوطنية بالخارج، والتجاوب الفوري مع انشغالاتها لاسيما في هذه الظروف الخاصة. وجددت الجزائر تضامنها التام ووقوفها إلى جانب حكومة جمهورية الصين الشعبية وشعبها الصديق في هذه المحنة، كما تقدمت بجزيل شكرها للسلطات الصينية على تعاونها الكامل وتجاوبها السريع لإتمام عملية ترحيل أفراد جاليتنا من مدينة ووهان. س.ع