تشديد الرقابة في المطارات/ صورة: الشروق عدم ظهور الأعراض قبل ثمانية أيام يُعيق أطباء الحدود من اكتشاف الحالات الوباء العابر للقارات يدق أبواب الجزائر ويدخلها عن طريق مطار هواري بومدين الدولي، رغم تجنيد فرق طبية مختصة لاكتشاف أي حالة حاملة للفيروس قبل تخطيها لعتبة المراقبة الجمركية بالمطار واقتناء كاميرات حرارية للإعلان عن أي مسافر تفوق درجة حرارته38 درجة.. * * إلا أن فيروس "أيتش1أن1" اخترق الحاجز الطبي بالمطار مساء الثلاثاء المنقضي.. لكن كيف تمكّنت السيدة الجزائرية القادمة من الولاياتالمتحدةالأمريكية الحاملة للفيروس اجتياز بوابة مطار هواري بومدين؟ ما هي نجاعة الفرق الطبية المختصة في مراكز المراقبة الصحية عبر الحدود الجزائرية والموانئ والمطارات..؟ * حالة من الطوارئ والاستنفار يعيشها أطباء مراكز المراقبة الصحية بمطار هواري بومدين الدولي بالجزائر العاصمة على غرار مختلف المطارات والموانئ و مراكز الحدود البرية للجزائر منذ ظهور الوباء في العالم منتصف شهر أفريل المنقضي وتنصيب خلية الأزمة على مستوى وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات لمتابعة تطوّر الوباء إلا أن تسجيل أول حالة حاملة لفيروس "أيتش 1أن1" في الجزائر لسيدة قادمة من ولاية فلوريدا بالولاياتالمتحدةالأمريكية على متن رحلة للخطوط الجوية الألمانية "لوفتنزا" رقم "أل. أش62" رفقة طفليها والذي أكدت التحاليل المخبرية إصابة أحديهما بالفيروس استدعت مضاعفة الإجراءات وتشديد الرقابة على مستوى المطار. * * تجنيد 15 طبيبا مداوما يوميا بمدرج الوصول * أوضح الدكتور بن شيهاب مدير المؤسسة العمومية للصحة الجوارية في لقاء مع "الشروق" أن انتشار الوباء في أكثر من 75 دولة وتطور الحالة الوبائية بصورة متسارعة في العالم والتأكد من انتقال فيروس "ايتش1 ان1" من الإنسان إلى الإنسان عبر الهواء استدعى تحويل 15 طبيبا من المديرية إلى مطار هواري بومدين بشكل يومي ووفق نظام المناوبة لضمان مراقبة طبية وتغطية صحية ل24 ساعة على 24 ساعة حيث يتوّزع الأطباء المداومون على ثلاثة وحدات يتمركز جزء منهم في وحدة التنسيق العامة للمطار والمجهزة بغرفة للإنعاش والعزل الصحي في حين يتوّزع الجزء الأكبر على وحدتين للمراقبة على مستوى أربعة مدراج للوصول بأرضية المطار، حيث يُرابط كل طبيبين عند نهاية كل ساتليت النفق الذي يربط أرضية المطار بالطائرة. * * فتح مدرج معزول بأرضية المطار لهبوط الطائرات التي على متنها حالات مشبوهة * وقال الدكتور عجريد الطبيب المسؤول عن مركز المراقبة الصحية لمطار هواري بومدين الدولي أن استراتيجية المراقبة تعتمد على تمركز الأطباء عند نهاية الساتليت أي قبل أن يحتك المسافر المشتبه في إصابته بالفيروس بأي شرطي أو جمركي أو أي عون عامل برواق الوصول والمراقبة الجمركية، مشيرا إلى أن مركز المراقبة الطبية بالمطار وضعت عدة سيناريوهات للتعامل مع الحالات، حيث في حال ظهور أعراض مثل السعال أو الحمى على مستوى الطائرة في الجو يتصل قائد الطائرة بمركز المراقبة قصد تحضير المدرج الخاص الذي فتح خصيصا لهبوط الطائرات التي على متنها حالات مشبوهة وهو مدرج معزول عن باقي المدرجات التي تحط بها الطائرات الخطوط الدولية وحتى الداخلية. * * كاميرات حرارية موجودة ولكن غير مستغلة * ويُحوّل الشخص المشتبه فيه مباشرة إلى مركز المراقبة الصحية عبر ممر خاص معزول يربط الطائرة بمركز المراقبة الطبية في حين يُحوّل جميع الركاب وطاقم الطائرة إلى وحدات المراقبة إلى أن تصل نتائج الفحص والتحليل للشخص المشتبه فيه وعلى ضوء النتائج المخبرية والسريرية يتم الفصل في قضية المشتبه فيه سواء بتحويله لمستشفى قطار للعلاج في غرف الحجز الصحي في حال التأكد من إصابته أو السماح له بمغادرة المطار بشكل عادي في حال التأكد من خلوه من المرض. * وأضاف المتحدث أن وزارة الصحة اقتنت كاميرات حرارية وسيتم تنصيبها في ظرف أيام بعد الانتهاء من الإجراءات الإدارية، موضحا في الوقت ذاته أن الكاميرات الحرارية هي ضرورية تساعد الطبيب التعرف على جميع المسافرين الذين تفوق درجة حرارتهم 38 درجة وهو عمل يقوم به الأطباء على مستوى أرضية المطار بصريا والحديث مباشرة مع المسافر إلا أن الكاميرات الحرارية ليست بحتمية ووجودها سيساعدنا بالتأكيد وتخفيف الضغط على الأطباء العاملين بمراكز المراقبة الصحية الحدودية. * وأرجع الدكتور لعزيب عبد المجيد إمكانية مرور حالة مشتبه فيها بأنفلونزا الخنازير دون التعرف عليها في المطار إلى عدم ظهور أعراض وباء أنفلونزا الخنازير قبل ثمانية أيام من انتقال الفيروس لجسم المصاب، حيث يمكن أن يمر حامل فيروس "ايتش1أن1" تحت الكاميرا الحرارية ولا تعلن عن حالته لأن درجة حرارته عادية خاصة وإن كان الفيروس حديث بجسم المصاب مشيرا إلى أن عدم ظهور الأعراض قبل ثمانية أيام يبقى هاجسا أمام أطباء مراقبة الحدود ما استوجب علينا تقديم نصائح مباشرة ومطويات وأرقام هاتف خضراء وتوصيات لجميع المسافرين القادمين من البلدان التي سجلت بها حالات أو مر بها المسافر خلال ثمانية أيام الماضية وإن لم نسجل عليها أي أعراض لحظة وصولها إلى مطار هواري بومدين على حد تعبيره. * وأضاف أن الوعي عند المواطن هو الحل الوحيد للكشف عن مثل هذه الأوبئة فكل مواطن قادم من بلد أجنبي سُجلت به حالة وبائية أو زار بلد فيه حالة وبائية خلال ثمانية أيام ماضية ولم تظهر عليه أي أعراض لحظة وصولها يجب أن يتجه لأقرب مؤسسة استشفائية له أو أن يتصل بالرقم الأخضر 3030 لإجراء التحاليل المخبرية الضرورية بمجرد إحساسه بالحمى والتعب والسعال وهذا ما حدث مع السيدة الجزائرية (س) المصابة بوباء أنفلونزا الخنازير والقادمة من الولاياتالمتحدةالأمريكية يوم الثلاثاء الفارط ولم تظهر عليها أي أعراض لحظة مرورها بمطار فرانكفوت في ألمانيا ومطار هواري بومدين بالعاصمة إلا أن استجابتها للتوصيات والنصائح وتوّجهها لأقرب مستشفى بعد أربعة أيام من وصولها إلى الجزائر بمجرد ارتفاع درجة حرارتها.