شهدت مدينتان تونسيتان على الأقل صدامات الليلة الماضية، بين متظاهرين والشرطة، كما ذكرت وسائل الإعلام التونسية وشهود عيان لوكالة الأنباء الفرنسية، وخلفت الأحداث العنيفة أكثر من 200 جريح وفقد 17 أبصراهم بسبب ضربهم بطلقات الرش التي تستعمل عادة في الصيد. وفي سبيطلة، القريبة من القصرين في وسط غرب البلاد، قال شهود ان الشرطة فرقت بالغاز المسيل للدموع متظاهرين اعلنوا انهم يؤيدون سكان سليانة، التي تشهد اشتباكات عنيفة منذ الثلاثاء. وجرت صدامات ايضا في منطقة الكاف (شمال غرب)، كما ذكرت اذاعات "اكسبرس اف ام" و"موزاييك اف ام" و"شمس اف ام" التي قالت ان قوات الأمن أطلقت الغاز المسيل للدموع لحماية المباني العامة. ويطالب سكان ولاية سليانة المهمشة تنمويا بعزل الوالي المحسوب على حركة النهضة الاسلامية، وبالتنمية الاقتصادية والافراج عن 14 شابا اعتقلوا يوم 26 أفريل 2011 في اعمال عنف بالمنطقة، ومازالوا من دون محاكمة حتى الان بحسب عائلاتهم،في هذه الأثناء، دعا الرئيس التونسي منصف المرزوقي، الحكومة الإسلامية في تونس إلى تعيين حكومة جديدة مصغرة تقتصر على الكفاءات وتستبعد الولاءات الحزبية، بعد ايام من الاحتجاجات العنيفة بسبب المشاكل الاقتصادية في مدينة سليانة في غرب البلاد. وقال المرزوفي، في كلمة موجهة للشعب التونسي بثها التلفزيون الحكومي، "يجب تكوين حكومة مصغرة على اساس الكفاءة فقط وليس المحاصصة الحزبية." وأضاف "اذا استمرت الانتظارات الكثيرة والأداء الحكومي المتذبذب ستكون هناك فوضى وطريق مسدود." وأثارت الأساليب التي استخدمت لاخماد الاحتجاجات هذا الأسبوع، غضب ساسة علمانيين يقولون ان الحكومة الجديدة تتبنى نهجا قاسيا طالما طبقه الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي،من جهة أخرى، انسحب الجيش التونسي صباح أمس السبت من سليانة، بينما يتوقع أن تبدأ محادثات في العاصمة التونسية بين الحكومة ونقابيين. وقال شرطي لوكالة الأنباء الفرنسية، إن "الجيش اقترح القدوم وضمان الأمن لعدة أيام لكن وزارة الداخلية رفضت"،وكان الجيش انتشر في مركز الولاية الذي يبعد 120 كلم جنوب غرب العاصمة، بعد ساعات من مواجهات بين متظاهرين رشقوا بالحجارة والزجاجات الحارقة عناصر الامن الذين ردوا عليهم بإطلاق القنابل المسيلة للدموع.