قالت وكالة الأناضول للأنباء، أنها حصلت على مراسلات عبر تطبيق "واتس أب" تكشف حالة من الهلع والارتباك في صفوف ميليشيات حزب الله اللبناني على خلفية خسائر فادحة منيت بها نتيجة عمليات الجيش التركي في محافظة إدلب شمال غربي سوريا. وتعود المراسلات لمجموعة على تطبيق "واتس أب" تابعة لمسلحي حزب الله المشاركين في القتال ضمن قوات نظام الأسد بسوريا ويحصلون على الدعم من إيران، والذين تلطخت أيديهم بدماء آلاف المدنيين الأبرياء خلال السنوات الماضية. وتتضمن المراسلات بين المسلحين اتهامات لروسيا بعدم مساعدتهم ضد العمليات التي يشنها الجيش التركي، وأن القوات التابعة للنظام هربت من المنطقة وتركت التنظيم لوحده هناك. ففي إحدى التسجيلات الصوتية المرسلة إلى مجموعة "واتس أب" المذكورة، يقول مسلح من التنظيم: "الروس لم يساعدونا، لقد خذلونا. والجيش هرب (قوات النظام)، وبقي شبابنا لوحدهم". ويشير إلى أن الجيش التركي شن غارات وقصفاً مكثفاً على المنطقة، وأن هناك قتلى في صفوف التنظيم مازلوا تحت الأنقاض. ويؤكد في التسجيل أنهم وصلوا 9 قتلى، "من بينهم عباس وجعفر". ويقول إن الأجواء غير واضحة بعد، والروس مازالوا ساكتين ولا يحركون ساكناً حيال الأحداث. ويطلب المسلح من أعضاء المجموعة ألا يوجهوا الأسئلة، "لأن الوضع متأزم جداً". وعقب مشاعر الارتباك والفزع مما يجري في سوريا، أطلقت الميليشيات حملة من أجل بعض "الأدعية" التي يلجأ إليها التنظيم كعادة تقليدية خلال الفترات الحرجة. تسجيل منسوب لعنصر في ميليشيا #حزب_الله يقول فيه: "الروسي خذلنا.. لدينا 9 جثث تحت الردم"#سوريا pic.twitter.com/7h9Utj4KFW — الحدث (@AlHadath) February 29, 2020 المعارك في إدلب خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، قُتل العشرات من قوات نظام بشار الأسد، بينهم ضباط ومسلحون موالون له، جراء استهدافهم من قبل قوات تركية، وخلال اشتباكات وقعت في محافظة إدلب شمال غربي سوريا. وتسبب القصف التركي بمقتل 56 جندياً من قوات الأسد، وفقاً لما ذكرته وزارة الدفاع التركية، ومن بينهم ضباط في الحرس الجمهوري، بالإضافة إلى جنود من حزب الله، كما أعلنت أنقرة عن تدميرها منشأة للأسلحة الكيميائية تابعة للنظام في ريف حلب. ومن بين أبرز العسكريين الذين خسرهم نظام الأسد في الضربات التركية، اللواء الركن برهان رحمون، قائد اللواء 124، التابع للحرس الجمهوري، حيث نعته صفحات موالية لنظام الأسد على مواقع التواصل الاجتماعي. بالإضافة إلى رحمون، قُتل أيضاً العميد إسماعيل علي، قائد الكتيبة 873، والعقيد مازن فرواتي، والمُقدم محمد حمود. وكانت القوات التركية قد ركّزت قصفها، الجمعة، على مواقع جنود نظام الأسد وقوات موالية لها في معامل الدفاع للبحوث العلمية بمنطقة السفيرة في ريف حلب الشرقي، والتي تعرضت لضربات بصواريخ أرض-أرض. #الجيش_التركي ينشر مشاهد جديدة لقصف أهداف عسكرية للنظام السوري المشاهد تظهر عمليات قصف جوي أدت إلى تدمير منشأة كيميائية عسكرية وقاذفة صواريخ وعدد من المواقع التي يتواجد بها جنود النظام جنوبي محافظة #حلب https://t.co/tXjb07Oa4i pic.twitter.com/0oQk1TfMp0 — ANADOLU AGENCY (AR) (@aa_arabic) February 28, 2020 وتأتي هذه التطورات ضمن رد تركيا على مقتل 36 من جنودها في ضربة استهدفتهم بمنطقة إدلب، الخميس، من قبل قوات نظام الأسد، وأثارت الحادثة خشية من تصاعد الخلافات بين تركيا وروسيا التي تدعم الأسد في هجومه على إدلب. والجمعة، أعرب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره التركي رجب طيب أردوغان خلال اتصال هاتفي عن "القلق الشديد" حيال الوضع في إدلب. وبعد الظهر أعلن الكرملين أن الرئيسين قد يلتقيان الأسبوع المقبل في موسكو. من جانبه، قال المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، وفق ما نقلت عنه وكالات أنباء روسية، إنه "يجري حالياً الإعداد على أعلى مستوى للقاء محتمل في موسكو في 5 أو 6 مارس".