ناقش ثلة من الباحثين والأطباء المختصين في الأمراض السرطانية، خلال اليوم الدراسي الدولي حول الأورام السرطانية النادرة، المنعقد بسيدي بلعباس، يومي الخميس والجمعة الماضيين، أهم الطرق والتقنيات الحديثة المتبعة في الكشف والتشخيص عن مختلف الأورام الخبيثة النادرة قبل وصول المصابين بها إلى المرحلة النهائية، لاسيما في ظل ارتفاع عدد هذه الحالات إلى 10 % من بين الحالات السرطانية المسجلة سنويا. وقد أجمع المشاركون على أن المشكلة الحقيقية التي يجدها الطبيب خلال معاينته للمريض لا تكمن في التشخيص، ففي حالة وجود أمراض مستعصية يتم الاستعانة بالوكالة الموضوعاتية للبحث في علوم الصحة من أجل المساعدة في الوصول إلى تشخيص دقيق، إلا أن الحقيقة تكمن في كيفية التكفل الطبي بهؤلاء المصابين، نظرا لقلة الأدوية المتخصصة المستخدمة في علاج كل حالة على حدة. فالطبيب يجد نفسه أمام معضلة حقيقية تلزمه اتباع بروتوكالات محددة عند العلاج في غياب البدائل. وتطرق المشاركون إلى إشكالية عدم الاعتماد على أحدث الأدوية المستخدمة في علاج الأورام السرطانية مهما كان نوعها في سبيل شفاء المريض والحد من انتشار المرض. بسبب ارتفاع أسعارها مقارنة بالميزانية القليلة التي تخصصها الوصاية لمكافحة هذا النوع من الأمراض السرطانية، ناهيك عن ندرة بعض الأدوية المستخدمة في العلاجات الكيماوية وتأثيرها على صحة المصاب، إذ تتسبب في حالة عدم الالتزام بالبرنامج المسطر وفق كل حالة بالتدهور الصحي للمرضى عند تأخير خضوعهم لأي جلسة كيماوية مشكلة عويصة عززها أيضا فقر برنامج العلاج التلطيفي الذي يخضع له المرضى في الحالات المتأخرة للتخفيف من حدة الآلام التي يشعرون بها. وأصر المشاركون في هذا اليوم الدراسي في مقدمتهم المنسق الوطني لمخطط مكافحة السرطان البروفيسور زيتوني على تقديم أرقام حول عدد المصابين بمختلف الأورام السرطانية في الجزائر، إضافة إلى شروحات حول عدم نجاعة هذا المخطط في المكافحة الفعلية لتفشي السرطان نتيجة الحالات الجديدة الكثيرة التي تقدر بالآلاف سنويا. فسيدي بلعباس على سبيل المثال تسجل لوحدها 100 حالة جديدة شهريا، وبالاعتماد على الأرقام الرسمية التي استقتها "الشروق" من داخل مركز مكافحة السرطان المتواجد بالمدينة، فإن هذا الأخير قدم العلاج الكيماوي خلال سنة 2019 ل9426 مريض بمختلف الأمراض السرطانية في مقدمتها سرطان الثدي بزيادة تقدر ب 2089 حالة عن تلك المسجلة سنة 2018 التي لم يتعد عدد المصابين فيها الذين خضعوا للجلسات الكيماوية 7337. بينما خضع 2698 مصاب بالسرطان للعلاج التلطيفي و1861 آخر للعلاج باستعمال المخدرات للتخفيف من آلامهم.