علمت "الشروق اليومي"، من مصادر موثوقة، أن أحد "أمراء" تنظيم "القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي"، والذي كان من بين العناصر المحاصرة من طرف قوات الجيش منذ شهر تقريبا، على مستوى الشريط الغابي الحدودي الرابط بين ولايتي تيزي وزو وبجاية وبالتحديد بغابات بونعمان وغابات بني كسيلة، سلم نفسه برفقة إرهابي آخر في حالة متقدمة من المرض نهاية الأسبوع المنصرم لمصالح الجيش الوطني الشعبي وبحوزتهما سلاحين رشاشين من نوع كلاشينكوف وكمية معتبرة من الذخيرة. وحسب المصدر الذي أورد الخبر، فإن هذا "الأمير" الذي لم يتم لحد الآن الإفصاح عن هويته، تقدم وحده إلى قوات الجيش المتواجدة على مستوى الغابات المحيطة بقرية بونعمان ببلدية زكري، ليقوم فيما بعد بمرافقة إحدى وحدات الجيش إلى مكان تواجد العنصر الثاني الذي جاء معه، والذي أضافت عنه مصادرنا أنه اضطر إلى البقاء في وسط الطريق بسبب إصابته بحالة متقدمة بمرض القصور الكلوي.وأضافت مصادرنا أنه مباشرة بعد أن تم تقديم الإسعافات اللازمة للمريض، قاد الأمير عناصر الجيش الوطني الشعبي إلى عديد من المغارات التي كانت تستخدمها العناصر الإرهابية كمخازن للمؤونة. هذه المغارات المتواجدة بنواحي الغابات الفاصلة بين قرية بونعمان والمكان المسمى "ألما" عثرت فيها مصالح الجيش على كمية هائلة من المؤونة والمواد الغذائية (عدس، حمص، فاصولياء، زيت وسميد)، أكدت التقديرات الأولية لكمية المواد الغذائية المسترجعة حسب نفس المصدر، أنها تفوق 50 قنطارا من الحبوب الجافة والسميد إلى جانب عشرات من دلاء الزيت ذات سعة 5 لترات. من جهة أخرى، تضيف مصادرنا، أن "الأمير" نفسه أدلى بمعلومات مهمة لمصالح الجيش حول مختلف المسالك والطرقات التي تعبر منها العناصر الإرهابية المتواجدة على مستوى المكان المذكور سابقا، إلى جانب بعض التفاصيل الدقيقة حول المكان الذي تتحصن فيه العناصر المحاصرة. وحسب المعلومات الأولية المتوفرة، فإن هذا "الأمير" أكد لمصالح الجيش عن تواجد عديد من النساء والأطفال على مستوى إحدى المغارات، مضيفا أنه من الصعب جدا دخولها نظرا لعمقها داخل الأرض وإمكانية الخروج منها من عديد من الجهات.وقد عمد الإرهابيون المتواجدون بعين المكان وخلال مدة تواجدهم هناك إلى تلغيم جميع الجوانب المحيطة بالمغارة الأساسية، وهذا على بعد مئات الأمتار. ومن جانب آخر علمت الشروق اليومي من مصادر متطابقة، أن مصالح الجيش أوقفت بحر الأسبوع المنصرم أحد الأشخاص الناشطين ضمن أحد أهم شبكات الدعم والإسناد على مستوى المنطقة، هذا الشخص الذي لم تعط الجهات المعنية أي معلومة بخصوصه، أكدت عليه مصادرنا أنه ينحدر من إحدى القرى المجاورة لقرية بونعمان، وأضاف نفس المصدر، أن هذا الشخص أدلى بمعلومات مهمة حول شبكة الدعم والإسناد التي تنشط بالمنطقة وتمد هذه العناصر بالمؤونة الغذائية، وتزوّدها بجميع المعلومات حول تحركات عناصر الجيش بالمنطقة.من جهة أخرى، تبقى مصالح الجيش المدعمة بوحدات وفرق التدخل الخاصة تواصل حصارها الخانق على هذه العناصر فيما تتقدم الوحدات الخاصة في تفكيك الألغام والقنابل المزروعة على طول المداخل الرئيسية لهذه الغابات. العملية التي سخر لها الآلاف من الجنود المدعمين بمختلف الوحدات الخاصة تتواصل وليومها الثلاثين على التوالي، وقد تمكنت على إثرها نفس المصالح في الأيام الأولى من القضاء على 6 إرهابيين وإلقاء القبض على اثنين آخرين كانوا بصدد محاولة الفرار من الحصار على متن الأحصنة للالتحاق بالغابات الجنوبية لبلدية زكري باتجاه غابات أكفادو.