سقطت كل الرهانات التي حاول أصحابها الإيحاء بأن تنظيم المسيرة السلمية يوم الاثنين وإطلاق سراح بعض الموقوفين ، سيعيد للمدينة رشدها ، ويستل من جوانحها جمرة المقاومة ، فليلة أول أمس كانت الليلة الأكثر اشتعالا أتعبت رجال الأمن ولم تتعب ، فالشباب الغاضب أشعل كل الشوارع والطرقات وأقام الحواجز بما ملكت يمينه ، وظل الكر والفر هما الصفتان الماثلتان في هذا المشهد التراجيدي. وكانت أكثر المناطق سخونة هي أحياء القيسة وسيدي سليمان وديار الزوالية ولموامين وحي محمد شعباني والكوشة ونخلة بن عاشور ..وغيرها، وقد لجأ الغاضبون إلى ابتداع أساليب تجنبهم الاحتكاك بقوات الأمن مباشرة وذلك بإشعال إطارات السيارات ودحرجتها باتجاه الطرقات حيث تستقر في وسط الطريق مانعة حركة المرور ، وقد لجات قوات مكافحة الشغب من جهتها إلى ملاحقة المحتجين داخل الأزقة الضيقة بحي القيسة الشبية بحي القصبة العتيق بالعاصمة ، وقد أوقفت عناصر الأمن 25 مواطنا في تلك الليلة منهم 5 قصر ، في حين كانت المحكمة قد أفرجت مؤقتاعلى 5 موقوفين من سبعة كان قد تم تقديمهم في ساعة متأخرة من مساء يوم الإثنين بينما أمرت بالحبس الاحتياطي للشخصين الآخرين ، ليصل عدد المفرج عنهم بصفة مؤقتة إلى 12 شخص بينما يبقى 13 موقوف وراء القضبان ، في انتظار تقديم الموقوفين الآخرين الذين اعتقلوا ليلة ونهار يوم الثلاثاء. اليتيمة في الوقت الضائع br حلت فرقة تصوير تلفزيونية بمدينة بوسعادة لتقصي ما يجري داخل المدينة ، وكان هدفها تسجيل ردود فعل مسؤولي الفريق على قرار الرابطة ، إضافة على آراء بعض الأنصار لكنها فوجئت وهي في قلب المدينة بسيل بشري من المحتجين الذين كانوا يتحركون في مسيرة عفوية منددة بقرارات علي مالك ورابطته ، مؤكدين بقاءهم في هذا الإحتجاج حتى النهاية وقد سارع مصور التلفزيون إلى إلتقاط بعض المقاطع وتسجيل بعض انطباعات المشاركين واعدة ببثها في الأخبار حال العودة إلى العاصمة . إدارة الأمل ترد على الرابطة وزعت إدارة أمل بوسعادة بيانا صحفيا على الصحافة المتواجدة بالمدينة والتي تغطي احداثها وهو عبارة عن رد رسمي على البيان الذي كانت الرابطة قد نشرته في موقعها الإلكتروني يوم الأحد 01/07/2007 والذي يتهم مسؤولي فريق الأمل بإثارة الفتنة ، حيث أكد رد الفريق على أن الرابطة التي تدعي أنها حرصت فقط على تطبيق القوانين العامة التي تسير كرة القدم الجزائرية أنه كان عليها أيضا تطبيق المادة 128 من نفس القانون والتي تنص على أن نتيجة المقابلة غير قابلة للتغيير بعد مرور ثلاثة أيام من إجرائها ، كما أنها تجاهلت المواد 160 و161 التي تحدد كيفيات الإحتراز الذي يخص رغاية وحدها دون غيرها ، وتأسف البيان كون هذا الإجراء لم يطبق إلا على بوسعادة دون غيرها ، كما اكد البيان مفاجاته بموقف رئيس الرابطة الذي كان قد صرح من قبل في جريدة ماراكانة في 13/06/2007 بأن ليس هناك قضية اسمها لقاء الرغاية وبوسعادة ، أما مسألة التحريض الذي اتهم به مسؤولي الفريق فيقول البيان أن إدارة الأمل لم تصدر أي تصريح قبل القرار الجائر الرابطة ، أما سكان المدينة فبحقهم المشروع وبطبيعتهم التحررية وماضيهم الثقافي، لم يكن من الممكن منعهم من الإحتجاج ، وذكر البيان أخيرا ان إدارة الفريق قدمت طعنها القانوني للفدرالية في آجاله المحددة وهي تنتظر الحكم العادل ، مذكرة بتصريح رئيس الفاف بتاريخ12/06/2007 لإحدى الجرائد اليومية الذي قال أن فريق بوسعادة لن يتعرض لأية عقوبة حسب القوانين العامة للفاف . صدام في وسط المدينة شهد وسط مدينة بوسعادة منتصف نهار أمس مشادات عنيفة بين المحتجين وقوات الأمن التي استخدمت القنابل المسيلة للدموع والهراوات وقامت بتوقيف عدد آخر من الشباب الغاضب ، كما قامت الجرافات بإزاحة الحواجز التي أقامها المحتجون في الطرقات الرئيسية للمدينة ، وفي الساعة الثانية بعد الظهر اندلعت مشادات اخرى في حي لموامين الشعبي المؤدي إلى فندق القائد الشهير والذي كان المتظاهرون قد أغلقوا منافذه بالحجارة وأشعلوا النار في وسطه ، وقد استعملت قوات الأمن كامل إمكانياتها وقوتها للسيطرة على الأوضاع وهو ما افرغ الكثير من الشوارع من روادها وتركها شبه خالية وهي التي كانت تشهد حركة دؤوبة في الأيام العادية مثلما هو حال مركز المدينة . المدينة شبه مشلولة وتخوف من نقص المؤن لليوم الرابع على التوالي تبقى المحلات التجارية وعدد من المؤسسات في وسط المدينة شبه مغلقة او مغلقة ، وقد خلقت هذه الوضعية تخوفات لدى البعض من نقص المواد الأساسية ، وحدوث أزمات تموينية خاصة وان بعض المخابز والمطاعم تقدم خدمات محدودة وفي حدود الضروري فقط ، وقد علق بعض المواطنين على هذه الوضعية بالقول ان من صنعوا هذه . حناشي.. مع بوسعادة في لقاء بين محند الشريف حناشي رئيس شبيبة القبائل والحاج علي بن عيسى مبعوث فريق الأمل إلى الفاف أبدى حناشي تعاطفه مع فريق أمل بوسعادة ومساندته له في المحنة التي يمر بها ، كما ابدى تفهما للمساعي التي تقوم بها إدارة الأمل من أجل استرجاع الحق الضائع ، مؤكدا ان الحق مع بوسعادة وانها تعرضت للحقرة والتهميش ، وعليها ان لا تترك حقها . أ . سعيد