أجرت وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني أمس الأربعاء في باريس محادثات مع نظيرها المغربي محمد بن عيسى في أول لقاء بين البلدين على هذا المستوى منذ سنوات عدة. وتم اللقاء بعد وصول بن عيسى إلى باريس أتيا من" أكرا" بعد المشاركة في قمة الاتحاد الإفريقي . ووصفت الوزيرة الإسرائيلية المحادثات ب "الايجابية جدا "، وقالت في تصريح صحفي أن اللقاء كان " على قدر كبير من الأهمية ". كما أشادت تسيبي ليفني بالدور المغربي وخاصة على مستوى الجامعة العربية وفي إطار الجهود الجارية لتسوية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي. وكشفت مصادر إسرائيلية أن المحادثات بين الوزيرين المغربي والإسرائيلي تناولت " مبادرة السلام العربية " التي كانت الدول العربية قد جددت تبنيها لها خلال القمة العربية التي عقدت في السعودية العام المنصرم. علما أن المبادرة تدعو إلى التطبيع مع إسرائيل في مقابل انسحابها من الأراضي التي احتلتها عام 1967 . ومن جهة أخرى، أشارت الوزيرة الإسرائيلية في تصريحها بعد محادثاتها مع نظيرها المغربي إلى دور ما أسمته" الدول العربية المعتدلة" التي قالت أنها تقاسم إسرائيل نفس المصالح ونفس الاهتمامات وكذلك نفس التهديدات، وقالت "نريد "العرب وإسرائيل" رؤية السلام يتحقق على الأرض حتى نستطيع الذهاب سويا إلى الأمام "، مشيرة إلى أهمية دور الجامعة العربية في هذا الصدد .. رئيسة الدبلوماسية الإسرائيلية أكدت أيضا أن الفرصة أتيحت الآن مع تشكيل حكومة الرئيس الفلسطيني محمود عباس لتحقيق فكرة دولتين لشعبين،في إشارة إلى الدولة الفلسطينية التي وعد الرئيس الأمريكي جورج بوش بإنشائها عام 2005 !.. ويأتي اللقاء بين المغرب وإسرائيل على مستوى وزراء الخارجية في ظل التحركات الجارية في المنطقة بعد تشكيل حكومة الطوارئ الفلسطينية التي تحضى بدعم وتأييد معظم الدول العربية والغربية ، وهي التحركات التي تهدف إلى فرض تسوية معينة على مستوى القضية الفلسطينية تمهيدا لفتح باب التطبيع بين الدول العربية وإسرائيل مثلما تقضي بذلك مبادرة السلام العربية . ويبدو أن المغرب هو أحد المرشحين للعب الدور في هذا الإطار إلى جانب الدول العربية التي تربطها علاقات دبلوماسية مع الدولة العبرية. ويرتبط المغرب الذي يتولى لجنة القدس بعلاقات مع إسرائيل منذ التوقيع على اتفاقات أوسلو بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل عام 1993، حيث فتحت تل أبيب مكتب اتصال في الرباط عام 1994 في حين فتح المغرب مكتبا مماثلا في تل أبيب عام 1995. ورغم تعليق المملكة المغربية في اكتوبر 2000 علاقاتها مع الدولة العبرية احتجاجا على السياسة التي انتهجتها إسرائيل لقمع الانتفاضة الفلسطينية، فقد تواصلت الاتصالات بين الطرفين تحت الطاولة ،و كان أبرزها زيارة وزير الخارجية الإسرائيلي السابق سيلفان شالوم إلى المغرب في عام 2003 ولقاءه العاهل المغربي الملك محمد السادس. ليلى.ل