لقيت فكرة إعادة إحياء الأحاديث النبوية الشريفة، على ألسنة الشباب، ومن خلالهم إلى كافة الفئات العمرية، تجاوبا كبيرا في عدد من ولايات الوطن، لاسيما منذ دخول إجراءات الحجر المنزلي حيز التنفيذ، للحد من انتشار وباء كورونا "كوفيد 19"، أين تجاوب شباب ولاية الوادي مع المُبادرة الوطنية لتمتلئ الصفحات الخاصة والمجموعات وغيرها من الجروب على مواقع التواصل الاجتماعي، بفيديوهات في أقل من 30 ثانية، بحديث نبوي شريف. واشترط أصحاب الفكرة التفاعلية، على أن يقوم كل شاب بعد الإشارة إليه من طرف صديق على الفيسبوك، بتسجيل نفسه عبر فيديو قصير لا يتجاوز 30 ثانية، ويقرأ حديثا نبويا شريفا، مع ذكر سنده ومن أخرجه، وبعدها يقوم بنشره على صفحته على الفيسبوك، ويذكر الصديق الذي أشار إليه وحثه على تسجيل الحديث النبوي، كما يقوم هو الأخر بالإشارة لصديق أو عدد من الاصدقاء بأن يقوموا بنفس العملية، مع عدم تكرار الأحاديث التي تم تسجيلها من طرف الشباب الآخرين. وتهدف هذه المُبادرة، حسب عدد من المُشاركين فيها، للعودة والتذكير بالأحاديث النبوية الشريفة التي تدعوا إلى الفضيلة والأخلاق الحميدة وحسن المعاملة، بالإضافة للتذكير بما نهى عليه النبي صلى الله عليه وسلم والإلتزام بما أمر به عليه الصلاة والسلام، والإستفادة بعبق كلام الرسول الكريم وغيرها من الأشياء، أين أكدوا بأن الحجر المنزلي وانزواء كل فرد في بيته، كان له دور جوهري في نجاح هذه المُبادرة، التي ساهمت في التقاء الأرواح وتبادل كلام خير البرية على موقع التواصل الإجتماعي، وذلك من أجل سد الفراغ الذي حدث بسبب تباعد الأجساد وانقطاع الزيارات في ظل الحجر المنزلي. كما كان للمبادرة الموسومة ب"تحدي_حديث_30 ثانية"، فرصة لإقحام العديد من الشباب لخوض تجربة التصوير بالفيديو وطرحها على مواقع التواصل الاجتماعي، كسر حاجز الخجل والتردد، أين أثبت شريحة واسعة من الشباب قدرتهم على الكلام أمام عدسات هواتفهم النقالة، وكذا قدرتهم على التحكم في لغة الجسد وطريقة الكلام فضلا عن الفصاحة والاختيار المميز لمكان وخلفية التصوير، فيما ذكر بعض الشباب الذي شارك في المبادرة، بأنها كانت مفيدة، وأرجعتهم لتصفح الكُتب التي تحتوي على الأحاديث النبوية، مثل كتاب "رياض الصالحين" و"الاربعين نووية" و"صحيح البخاري" و"صحيح مسلم" وغيرها من الكتب.