البلاد - حليمة هلالي - لا يختلف اثنان على أن عيد الفطر لهذه السنة جاء في ظروف استثنائية لم يعهدها الجزائريون من قبل، فجائحة كورونا التي خلفت حتى الآن أزيد من 8306 حالة إصابة مؤكدة الى غاية يوم الاحد بينما ارتفع عدد الوفيات بسبب كورونا، إلى 600 غيرت المفاهيم وفرض تغليب السلامة الصحية على العادات والتقليد وأجبر المواطن على الالتزام بالحجر الصحي فلا صلاة العيد في المساجد ولا معايدات ولا زيارات، ولخصت مواقع التواصل الاجتماعي نقل التهاني. أما الهاتف فكان ناقلا للمكالمات والرسائل النصية بدل الزيارات. وبرزت استثنائية عيد الفطر على الأمة الإسلامية جمعاء على غرار الجزائريين حيث اتخذت الحكومة إجراءات تقلل من التنقلات بمنع التنقل بالسيارات والدراجات النارية بين مختلف الولايات وفي تراب الولاية ذاتها، وجعلت ارتداء الكمامات إجباريا في الأماكن العمومية والإدارات والطرقات كما تقرر تطبيق على جميع الولايات خلال يومي عيد الفطر حجر جزئي منزلي من الساعة الواحدة زوالا إلى الساعة السابعة صباحا من اليوم الموالي.
صلة الرحم عبر تقنية "الفيديو"... ومنذ ليلة إعلان أن العيد يوم الأحد وظف الجزائريون وسائل التواصل الاجتماعي مثل الفيسبوك والواتساب والأنستغرام والهاتف والرسائل النصية لإرسالها للأحباب والأقارب بسبب إجراءات الحجر الصحي. ودعت الحكومة جميع المواطنين إلى "ضرورة الامتثال لتدابير الوقاية وقواعد النظافة، والتباعد الاجتماعي وإلزامية حمل القناع الواقي في كل الظروف، ولاسيما في الفضاءات العمومية المغلقة أو المفتوحة، كالمتاجر الكبرى والأسواق والمقابر، مع العلم أن كل امتناع عن حمل القناع سيعرض صاحبه للعقاب". ورمت هذه الإجراءات الاستثنائية، كلها إلى الوقاية من فيرس كورونا والعمل على الحد من انتشاره، وذلك من أجل سلامة المواطنين وحفاظا على صحتهم. لأول مرة لم تؤد صلاة العيد في المساجد، ولأول مرة لم يتمكن المواطنون من الذهاب إلى أقاربهم الذين يسكنون بعيدا مثلما كان الأمر سابقا، ولأول مرة اكتفوا بتبادل التهاني في أحيائهم وقراهم. وتخلى الجزائريون عن عاداتهم استجابة لنداءات الوقاية من فيروس كورونا وعملا بتدابير إجراءات الحجر الصحي التي أقرتها الدولة للتصدي لتفشي للفيروس وخوفا من الغرامات خاصة بعدما تم تداول مقطع فيديو وتم تسجيل مخالفة ضد مواطن خالف مرسوم إجبارية ارتداء القناعي الواقي وذلك في أول تطبيق للإجراءات الأخيرة الهادفة لكبح انتشار وباء كورونا. وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي صورة لمحضر إثبات تبليغ صادر في حق شاب من ولاية أم البواڤي لعدم ارتدائه القناع الواقي الإلزامي. للتذكير صدر في العدد الجديد للجريدة الرسمية، المرسوم التنفيذي الذي يتضمن قرارا إجبارية ارتداء الكمامات كوسيلة للوقاية من وباء كورونا، تضمن أيضا بنودا حول فرض هذا الإجراء ومعاقبة مخالفيه وفق ما ينص عليه قانون العقوبات. وحسب ما ورد في المرسوم "يعد كذلك إجراء وقائيا ملزما، ارتداء القناع الواقي. يجب أن يرتدي جميع الأشخاص، وفي كل الظروف، القناع الواقي في الطرق، والأماكن العمومية، وأماكن العمل، وفي الفضاءات المفتوحة أو المغلقة التي تستقبل الجمهور، لاسيما المؤسسات والإدارات العمومية، والمرافق العمومية، ومؤسسات تقديم الخدمات، والأماكن التجارية.
عرض الحلويات مواقع التواصل الاجتماعي ترفع التحدي وتخفف من "وحشة" العيد وشهدت مواقع التواصل الاجتماعي نشاطا كبيرا بين المسلمين في تبادل تهاني العيد، والدعاء للإسلام والمسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، لرفع وباء كورونا وللمرضى وللجيش البيض المرابط في المستشفيات منذ إعلان الجائحة، وتفجرت هذه الوسائل بدعوات وأمنيات قبول صيام شهر رمضان والدعاء فيه وعمل الخيرات. وقد اختزلت وسائل الاتصال الحديثة التي تشهد تطوراً مستمرا، المسافات بين أفراد العائلة الواحدة، وبين الأقرباء، حيث يمكن بضغط زر على جهاز حاسوب محمول أو جهاز موبايل صغير أن تهنئ شخصا يقيم في قارة أخرى على بعد مئات الآلاف من الكيلومترات، ويزداد هذا التواصل خلال المناسبات والأعياد التي يتبادل فيها الأقارب والأصدقاء التهاني، ومنها عيد الفطر. وفور الإعلان عن أن يوم الأحد أول أيام العيد بدأ الجزائريون تبادل التهاني بين بعضهم البعض، كما توجه المواطنون إلى مواقع التواصل الاجتماعي الأخرى التي تتيح الاتصال الصوتي والفيديو المباشر بالبلدان الأخرى حول العالم للاتصال بذويهم في تلك البلدان والتواصل معهم وتبادل التهاني بمناسبة حلول عيد الفطر المبارك. وتعتبر مواقع التواصل الاجتماعي في الوقت الراهن حلقة الوصل بين الأقارب والأصدقاء في كافة دول العالم، وسرعان ما يتم اللجوء إليها لتبادل الرسائل والتهاني بالمناسبات الإسلامية، وكذلك على مستوى الرسائل والأمور الشخصية، حيث إنها باتت تخدم الملايين في العالم. وقد بدأ البعض في بث عملية تبادل التهاني منذ يومين عبر مواقع التواصل من خلال نشر بطاقات تهنئة مصممة لهذا الغرض. وفي كل عيد تبدأ عملية تبادل التهاني بمختلف بطاقات التهنئة فبعدما كانت ترسل عبر البريد أصبحت تنشر عبر صفحات الفيسبوك والأنستغرام. رغم الجائحة العائلات لم تفرط في صناعة الحلويات والاحتفال .. لم تفرط العائلات في تقاليدها فأبدعت في صناعة الحلويات بكل الأشكال والأنواع حتى تدخل البهجة في قلوب الأطفال الذين حجزوا في المنزل طيلة أشهر كما استعملت الهاتف لإذاعة صلاة العيد حيث كانت حاضرة في البيوت بالتكبيرات والتهليلات التي صدحت من اليوتوب كما استيقظ الجزائريون على صوت التكبيرات في المساجد الوطن من خلال مكبرات الصوت، والفرحة عمت القلوب وكل العائلات بادرت بالتحضيرات بالتحضيرات المعتادة للعيد بتقديم أشهى الحلويات وألذ المأكولات التي شاركت بها عبر الفيسبوك والإنستغرام.