في سوق لاعبي الكرة لا شيء حاليا سوى "عطاوا 700 مليون ومليار.." أسعار من لهب للاعبين عجزوا على مدار السنوات السابقة عن اقتطاع مكان ضمن المنتخب الوطني وفشلوا جميعا في التواجد ضمن فريق متواضع في بطولة متواضعة بأوروبا، ولكن مع ذلك فإن سماسرة الكرة أرادوا أن يخلقوا لأنفسهم "مهنة" فراحوا يحرقون السوق بأسعار خيالية جعلت لاعب الكرة عندنا أغنى من الطبيب والمهندس والمحامي.. بل إن بعضهم أغنى من كبار الأثرياء. ليس الأغنى هو الأحسن طهراوي والآخرون مشكلة أي نجم كرة في الجزائر هي ما بعد تقاضيه لمئات الملايين، حيث يجد نفسه بعد ذلك أمام محكمة الجمهور الكروي على المباشر، وهو مطالب ليس بتبليل قميصه وإنما بإخراج النادي من ورطة والارتقاء به إلى الأعلى، وما حدث مع اللاعب طهراوي خير مثال، حيث شبع المسكين من "السب والشتم" منذ أن غادر أولمبي الشلف إلى البليدة ثم إلى مولودية العاصمة، وكان طهراوي وهو لاعب غير دولي يعيش في أمان وطمأنينة وراحة بال مع ناديه أولمبي الشلف، وعندما حاول تغيير الأجواء رفض رئيس الأولمبي مدوار التفريط فيه مقابل نصف مليار سنتيم، وهو ما جعله أغلى لاعب جزائري في خريف 2004.. وانتقل طهراوي إلى البليدة في أكبر عملية "تبذير للمال العام" بمبلغ قارب المليار سنتيم ليجد نفسه في مأزق حقيقي في اتحاد البليدة حيث أصبح الكل ينتظر هذا اللاعب "الغالي جدا" وعاش اللاعب عقدة كبيرة، وعجز وهو القادم من أجل التهديف عن تسجيل ولو هدف واحد، وكادت البليدة أن تسقط إلى الدرجة الثانية ولم ينجح طهراوي طوال موسمه الأول سوى في تسجيل هدف واحد جاء عن طريق ضربة جزاء.. ومن غرائب ما حدث خلال هذا الموسم أن أولمبي الشلف انتقل إلى البليدة لمواجهة الاتحاد أمام أنصاره، وفي حضور لاعب المليار طهراوي الذي تقمص ألوان البليدة وسارت المقابلة في جو هتشكوكي إذ سيطرت الشلف بالطول وبالعرض وسحقت فريق البليدة أو فريق طهراوي بثلاثية نظيفة، والأدهى أن البليدة استفادت من تلك المباراة من ضربة جزاء عجز طهراوي في تحويلها إلى هدف شرف، ولقي اللاعب أطنانا من السب من طرف الجهور الذي شاهد بأم أعينه كيف اشترى فريقه لاعبا بمليار، ليخسر بعد ذلك بثلاثية وبسيطرة ساحقة أمام الفريق البائع، وتأكد الجميع أن أسعار اللاعبين لا تعني أبدا أنهم الأحسن. وتواصل الأداء الباهت لطهراوي الذي لعب هذا الموسم أيضا مع أغنى فريق في الجزائر وهو مولودية العاصمة، حيث تقاضى على كل هدف سجله "سجل هدفين" مبلغ فاق ال 300 مليون.. وللأسف فإن طهراوي ليس سوى مثالا عن المبالغ الضخمة التي تذهب إلى جيوب اللاعبين من دون أن يعطوا شيئا، فمن غير المنطقي أن يأخذ لاعب حوالي مليار لأجل التهديف ولا يسجل خلال العام الكامل ما يسجله مدافع أو لاعب احتياطي من الأواسط. للأسف ما حدث مع طهراوي شاهدناه مع داود بوعبد الله في مولودية وهران الذي نال خلال العام الماضي ما يفوق 800 مليون بين منحة إمضاء ومنح الفوز والأجور، وشتم الفريق وقرر المغادرة وهو الذي تم استقدامه للتهديف، فكان مدافعو المولودية أكثر تهديفا منه، وحتى فريد طويل لولا الهدف الغالي الذي سجله في الأردن في نهائي كأس رابطة العرب التي منحت الوفاق الفوز لتساءلنا عن المهنة التي يحترفها في هجوم النسر الأسود.. والحقيقة تقال إن رؤساء الأندية متورطون بنسبة كثيرة في هذه "الخالوطة" ومنهم الغريمان حناشي وعليق اللذان يتصارعان أحيانا لأجل الظفر بهذا اللاعب أو ذاك في شبه عملية بيع بالمزايدة العلنية، كما حدث مع قضية ناصر مجوج الذي سحبت القبائل البساط من تحته في أول موسم، وهي التي دفعت في سبيله حوالي 800 مليون سنتيم، وحدث ذات الشيء مع بلقايد.. مما يعني أن سعر اللاعب لا يحدد مستواه وإنما نزوات بعض الرؤساء، فبعد دخول عيسى منادي رئيس عنابة السوق عرفت مزيدا من اللهب في لعبة الرؤوس الكبيرة التي تراهن وتدفع الملايير لأجل ربح الرهان وليس ربح هذا اللاعب أو ذاك. زمن شراء اللاعب بوجبة غداء قموح.. بحذاء رياضي في الزمن الذهبي لفريق مولودية قسنطينة علم المسؤولون على النادي بوجود لاعب ماهر عام 1969 يدعى رابح قموح يلعب في عنابة فتنقلوا إلى بونة وأحضروه لتقمص ألوان الموك مقابل "حذاء رياضي" ولكن اللاعب بعد ذلك أصبح من أشهر اللاعبين خاصة في منتصف السبعينيات حيث نال لقب هداف البطولة عام 1974 أمام طاهير "القبائل"، كما تقمص ألوان المنتخب الوطني وأصبح يسمى قاهر عتوقة الذي سجل في شباكه هدفين حاسمين، وفي سنة 1976 عندما فشلت الموك للمرة الثالثة في إحراز كأس الجزائر انتقل قموح إلى نيم الفرنسي في الدرجة الأولى، كما شارك عام 1981 في آخر مباراة تأهيلية للمنتخب الوطني إلى كأس العالم 1982 ضد نيجيريا.. وكانت صورة تقمص قموح للموك متكررة في عدة أندية، حيث كان بعض اللاعبين من أبناء القرى لا حلم لهم سوى تقمص ألوان الوفاق والموك ومولديتي وهران والعاصمة وبلكور فتجدهم يقبلون بالعروض "المجانية" وأحيانا بضمان المأكل والمرقد أو توطين في المدينة الكبيرة، ولم يكن رئيس النادي الذي هو بالضرورة العاشق الأول للفريق يخرج "فرنكا" واحدا نظير ضم هذا اللعب أو هذا المدرب.. ثم جاء الإصلاح الرياضي عام 1978 فدفن نهائيا حكاية الصفقات وأصبح اللاعب يختار الانضمام إلى الفريق الذي يلعب لشركة كبيرة مثل مولودية نفط الجزائر أو مولودية نفط وهران أو جمعية إلكترونيك تيزي وزو أو شباب ميكانيك قسنطينة، ومن الغرائب أن ميكانيك قسنطينة تابع لمؤسسة إدارتها في بلعباس.. سياسة الكذب.. أرقام من خيال بعض اللاعبين هم الذين يلجؤون إلى إعطاء أرقام من نسج خيالهم ويسربون بعضا منها إلى وسائل الإعلام في محاولة لرفع أثمانهم، وهي عملية تدخل في دائرة الربى المحرم في الإسلام، لأن اللاعب يقول إن رئيس نادٍ اقترح عليه مبلغ "كذا" وهذا ما لم يحصل.. ولقد وقفنا على نماذج للاعبين قالوا إن رؤساء عدة أندية اقترحوا عليه مبلغ نصف مليار "كاش" وعندما اتصلنا بالمعنيين نفوا جملة وتفصيلا هذه الحكاية التي نسجها اللاعب ونجح في تمريرها في بعض الأندية "النية" التي تقمص ألوانها فصدقت أقواله التي اشهد لها في بعض الصحف ونجح أيضا في تقاضي أموال بمئات الملايين أغرقت النادي في الديون وأغرقت الفريق في المشاكل وخرج اللاعب بسعر يقارب فيلا فاخرة أو محل تجاري وخرج الفريق صفر اليدين. حرب النجوم تشعل العداوة بين رؤساء الفرق تصاعدت في المواسم الأخيرة حملة الانتقالات بين صفوف الفرق الجزائرية لكرة القدم حيث إننا في نهاية موسم كروي! وبداية آخر كما هو معتاد، لكنَّ القديم الجديد هذا الموسم هي المبالغ الخيالية المتصاعدة التي تمَّ إنفاقُها على انتقالاتِ عددٍ من اللاعبين، أين اشتعلت الحرب بشكل مبالغ فيه بين رؤساء أندية القسم الأول. في مثلِ هذا التوقيت من كلِّ عام تبرز ظاهرة حرب اختطاف النجوم التي كان من أبرزها العام ما قبل الماضي صفقة نجم جمعية الشلف عبد المجيد طهراوى الذي بلغت قيمته المليار و250مليون حين تنقل الى البليدة فى اول اقتحام للرئيس زحاف عالم تسييرالكرة وهى القيمة التي أصابت الجميع بالذهول والاستغراب ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل لدغ زحاف من جحره مرتان حين دفع ما يقارب 800مليون إلى القبة إضافة إلى استفادتها من المياه المعدنية لموسم كامل في صفقة تنقل بوقاش .ولم تكن الصفقتان لتثير عداوة بين الرؤساء اللهم إلى ندم وتحسر داخلي من الطرف البليدى على الفشل لكن الموسم الجاري بلغت العداوة بين الرؤساء أقصى درجاتها . معركة التصريحات بين منادى وحناشى وعليق صنع تنقل متوسط ميدان شبيبة القبائل نسيم حملاوي إلى اتحاد عنابة الحدث فى الصائفة الجارية حيث لم يتقبل رئيس الكناري محمد شريف حناشى خطف ابن الفريق منتقدا سياسة رئيس عنابة ومنحه القيمة الخيالية للاعب والمقدرة ب800مليون فى حين لم تتجاوز قيمته الموسم المنصرم 400مليون ،الانتقادات هذه لم ترق منادى فرد بعنف على حناشى واصفا اياه بالرئيس الفاشل المهووس ليواصل سياسته فى الاتصال بالنجوم ويقترح مليارا على مهاجم الشبيبة ياسف و800مليون على المدافع الايمن ربيع مفتاح ما أزم العلاقة بين الطرفين تنذر بعواقب لامحمودة . المنافسة لاصطياد العصافير النادرة لم تتوقف لمنادى على لاعبو الشبيبة بل تعدتها الى اتحاد العاصمة حين استهدف لاعب الوسط عمور والمدافع زيدان ليخلق فوضى عارمة لدى الفريق العاصمى الذى رد رئيسه عليق بعنف مؤكدا ان امثال منادى لايمكن لهم البقاء فى كرة القدم الجزائرية ونشهد مسلسلا آخر من حرب التصريحات . التناحر على اللاعبين يعيد عصر الجهوية من جديد أضحى التبارز والتناطح على اللاعبين شبيه بالسباق على شراء الخرفان في الأسواق الشعبية حيث نشهد صراعا حادا للفوز بالكبش السمين. الأمور هذه أثرت على العلاقات الرياضية بين الرؤساء وحتى بين الانصار خاصة بعد مطالبة بعض الرؤساء _نتفادى ذكر الأسماء _لتكوين حلف شرق وحلف غرب وحتى حلف الوسط . حكيم .ب / ب. عيسى/ أسامة.ل