بساطة.. تيسير ومواكب صامتة هكذا هي أعراس الجزائريين في زمن كورونا بعد الشكاوى الكثيرة من مظاهر البذخ والتبذير والتنافس بين العائلات في الأعراس وإطلاق العنان للتباهي والتفاخر يبدو أن جائحة كورونا قد ضبطت الأمر فصارت الأعراس الجزائرية تقام في حدود ضيّقة تبعاً للإجراءات الوقائية التي يفرضها الوضع الصحي الراهن وبين التأجيل والمطالبة بالاسراع في فتح قاعات الحفلات اختارت فئة ثالثة إتمام مشروع الحياة بجلب العرائس في الموعد المحدد وفي أعراس تبعد عن الهرج والمرج مما أدى إلى تقليص النفقات والابتعاد عن الشكليات. نسيمة خباجة اعتاد الجزائريون على انطلاق موسم الأعراس مباشرة بعد رمضان واقتراب موسم الصيف الذي تعتبره العائلات موعدا للأفراح والمناسبات إلا أن وباء كورونا اخلط الموازين على العائلات المقبلة على اقامة أعراس ابنائها فحفلات الزفاف تفرض اللمة العائلية والتقاء الاقارب والاحباب حيث أن الظرف الصحي غير ملائم خصوصا أن الوباء دخل إلى الجزائر بعد انتقال العدوى في عرس بولاية البليدة وهو الأمر الذي لم يكن سهلا على العائلات التي أجلت افراحها فيما صممت اخرى على الالتزام بموعد العرس وعدم تأجيل فرحة العمر على الابناء وفي نفس الوقت تتخوف العائلات من تفشي الوباء الامر الذي وضعها في مأزق.
كورونا تُيسّر الأعراس يسّر وباء كورونا الأعراس الجزائرية فبعد ان كانت تعرف غلوا في التكاليف بغرض التباهي والتفاخر والتنافس بين العائلات دواعي الوباء دفعت العائلات إلى التقليص من الشكليات والغاء معظم المراسيم بما يفرضه الوباء وصارت تعتمد على ابسطها وترتكز على هدف اساسي وهو لم الشمل بين العروسين وبناء اسرة متوازنة. تأييد واسع شد انتباه كثيرين ميل اصحاب الأعراس على تحقيق غاية الزواج في زمن كورونا وتسبيقها على كافة الغايات الاخرى بحيث انتشار الوباء غيّر الموازين خصوصا أن الأعراس من البؤر التي يخشى منها الناس ويشتبه انها ناقلة لعدوى كورونا كونها تفرض تجمعات في البيوت أو القاعات ففيما اجلت بعض العائلات أعراسها إلى اشعار اخر صممت عائلات اخرى على استكمال فرحة الابناء وكان الحل في الغاء المراسيم التي عرفت غلوا وافراطا في السنوات الأخيرة ضخم من التكاليف واضحى المشروع مخيفا جدا. لكن كورونا يسرت الأعراس بحيث جعلت المواكب صامتة كما انها لا تتعدى سيارتين في كثير من الاحوال واصبح يحضر اقرب المقربين ومن العرسان من ذهبوا لوحدهم من اجل زف عرائسهم حسب ما اظهرته العديد من الصور عبر الفايسبوك بحيث ظهر عرسان وهم يزفون عرائسهم لوحدهم وحظيت تلك الصور بالعديد من التعليقات المؤيدة والاعجابات واجمع الكل ان في ذلك تيسير للأعراس التي عرفت في السنوات الاخيرة غلوا ملحوظا وتكاليف باهظة. واختار احد العرسان ان يتصدق بالمبلغ الذي كان يدخّره للعرس بعد ان اتم خطوة زواجه في صمت تام حسب ما يفرضه الوضع الصحي وهي الخطوة التي نالت اعجاب الكل بحيث اقتنى بالمبلغ مواد غذائية ووزعها على العائلات المعوزة على شكل طرود في خطوة ثمنها الجميع.
فتح القاعات حلم العرائس فيما فضلت العائلات اقامة أعراسها في حدود ضيقة ومواكب صامتة اتماما لخطوة الزواج فضلت عائلات اخرى تأجيل أعراسها وتمسكت باقامة أعراس بهيجة بعد انتهاء الوباء خصوصا وان القاعات محجوزة وقاموا بدفع العربون لذلك تترصد الكثير من العرائس فتح قاعات الأعراس لاقامة أعراسهن بكل مراسيمها دون انتقاص اجواء الفرحة. وهو ما عبرت به العديد من الفتيات المقبلات على الزواج عبر صفحات الفايسبوك بحيث يستفسرن عن موعد رفع الحجر ومدى امكانية فتح قاعات الأعراس من عدمها بحيث الوضع الصحي الراهن اخلط اوراق العرائس والعرسان حول استكمال فرحة العمر وجعلهم في موقف صعب بين استكمال الخطوة والغاء مراسيم الزفاف لتوخي الحذر وتجنب العدوى أو الانتظار الطويل وربما تاجيل موعد الزفاف لشهور اخرى وفيما ذكرت مصادر تضاءل الزيجات خلال ازمة كورونا وتقلص نسبة توثيق عقود القران عبر المصالح البلدية ففعلا اثر الوباء على مشروع الحياة وهو مالم تقوى الحروب على توقيفه بدليل استمراره في فلسطين وسوريا والعراق على سبيل المثال وحتى ابان ثورة التحرير الجزائرية لكن ازمة كورونا قلبت موازين الحياة واثرت على طبيعتها على اكثر من صعيد.