يرى الكاتب، الناشط الثقافي، عبد الرزاق بوكبة، أن وباء كرورنا وما خلفه من الحجر المنزلي وتغير طريقة العمل والنشاط الثقافي يضعنا أمام فرصة تاريخية لإعادة مراجعة الذات وإعادة النظر في طريقة عملنا وتعاملنا مع الواقع المعيش، "علينا أن نستفيد من تجربة الحجر المنزلي، ومن الظروف التي خلقها كورونا، فنعيد النظر في كثير من الطرائق الثقافية التي أثبتت فشلها أو محدوديتها. ونبتكر طرائق جديدة يكون فيها المجتمع المدني عنصرا فاعلا وفعالا مبادرةً وتفكيرا واستهلاكا. لقد حان لنا أن نقطع مع قيم الارتجال والابتذال والاستسهال في مشهدنا الثقافي. وأن نجعل التواجد الميداني الحقيقي والدائم والفعال معيارا للحكم على النشاط والمؤسسات والمثقفين". ويكشف عبد الرزاق بوكبة أن أسرة المقهى الثقافي في برج بوعريريج كانت أول واجهة ثقافية نقلت نشاطاتها من الميدان إلى الافتراضي في الجزائر، ودعت بقية الشركاء إلى ذلك، وهذا من أجل ألا يفقد المشهد الثقافي في البرج نبضه من جهة، ومن جهة أخرى حتى تكون الثقافة مرافقا للمواطنين في حجرهم المنزلي، بكل ما يترتب عليه من ملل وضغط وإحساس بالعزلة. وانطلق نشاط المقهى الثقافي الافتراضي، على مستوى مواقع التواصل الاجتماعي، مع بداية الحجر الصحي في الجزائر، حيث يتم بث ثلاثة فيديوهات يوميا في مختلف الفنون عادة ما تكون حصرية، بالموازاة مع عدة مبادرات منها مبادرة "كتاب ضد كورونا" تحت شعار "هاك كتاب وشد دارك". وهي مبادرة قامت على توصيل الكتب المعقمة إلى البيوت بالتعاون مع نادي الدراجين في مدينة برج بوعريريج وهذا بالموازاة مع إطلاق "ورشتين افتراضيتين"، هما ورشة أدب اليوميات وورشة تقنيات القصة الموجهة إلى الطفل، وسوف تثمران كتابين يتم نشرهما ضمن منشورات جمعية "فسيلة" للفعل الثقافي، التي تأسست في الأيام الأخير لتكون حاضنة لخمس عشرة مبادرة، منها المقاهي الثقافية مثل المقهى الثقافي لذوي الاحتياجات الخاصة والمقهى الثقافي للفيلم القصير والمقهى الثقافي للأطفال والمقهى الثقافي البيئي، بالإضافة إلى جائزة عمار بلحسن للإبداع القصصي.